وفي مقابلة مع صحيفة "ذا ناشيونال"، قال هيرلي: "رأس هذا الوحش في طهران، وأذرعه هي وكلاؤها الذين ينشرون الفوضى والإرهاب في المنطقة".
وقد وصل هيرلي اليوم الثلاثاء 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025، في أول جولة رسمية له بالشرق الأوسط بعد تسلّمه منصبه الجديد، إلى الإمارات العربية المتحدة، على أن تشمل جولته كذلك إسرائيل وتركيا ولبنان.
وقال إن الهدف من الجولة هو تعزيز مسار خطة السلام التي يقودها الرئيس دونالد ترامب بشأن غزة، والتعاون مع دول الشرق الأوسط من أجل زيادة الضغط على النظام الإيراني وقطع مصادر تمويل الميليشيات التابعة له.
وأضاف هيرلي، الذي يشرف على تطبيق العقوبات في وزارة الخزانة، أن "تحت قيادة الرئيس ترامب، تتاح فرصة حقيقية للسلام والازدهار، إذا ركّزنا على جذر المشكلة في المنطقة، أي النظام الإيراني".
وزير خارجية عمان: إسرائيل هي مصدر التوتر وليس إيران
في المقابل، كان بدر البوسعيدي، وزير الخارجية العماني، قد صرّح في 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2025 بأن إسرائيل هي مصدر الاضطراب الأساسي في المنطقة، داعيًا الدول الخليجية إلى التعامل مع طهران بدل عزلها.
ورغم هذه المواقف، شدّد هيرلي على ضرورة التزام الدول بعقوبات الأمم المتحدة ضد إيران، للضغط على النظام الإيراني من أجل نزع سلاحه النووي والمضي نحو مستقبل سلمي.
ومع تفعيل آلية الزناد من قبل بريطانيا وفرنسا وألمانيا في 27 سبتمبر (أيلول) 2025، أعيد فرض جميع العقوبات الشاملة للأمم المتحدة على النظام الإيراني.
وقال هيرلي: "العديد من الدول لا تعترف بالعقوبات الأميركية الأحادية، لكنها تلتزم بعقوبات الأمم المتحدة، وبالتالي فإن تفعيل الآلية يمنحنا فرصة لمضاعفة الضغط على إيران".
وأكد أن إدارة ترامب بعد عودتها إلى الحكم أصبحت أكثر جدية في تطبيق سياسة "الضغط الأقصى" على إيران.
الهجمات على المنشآت الإيرانية والمفاوضات المعلّقة
وأشار هيرلي إلى أن ترامب، الذي كان قد انسحب من الاتفاق النووي خلال ولايته الأولى، أجرى خمس جولات تفاوضية مع طهران بوساطة عمان بعد عودته إلى البيت الأبيض.
لكن قبل الجولة السادسة من المحادثات، نفذت إسرائيل هجومًا مفاجئًا استهدف منشآت نووية وعسكرية داخل إيران، بينما هاجمت القوات الأميركية ثلاثة مواقع نووية إيرانية خلال حرب استمرت 12 يومًا.
ورغم أن ترامب أعلن أن الهجمات دمّرت البرنامج النووي الإيراني بالكامل، فإن حجم الأضرار الفعلية ما يزال غير واضح.
وقال هيرلي في تصريحاته: "عندما تتعامل مع أنظمة عدوانية مثل طهران أو موسكو، فإن استراتيجية الرئيس ترامب تقوم على الاستمرار في الضغط حتى يتغير السلوك".
وأوضح أن النفط يمثل نقطة الضغط المشتركة على كل من إيران وروسيا، مشيرًا إلى أن العقوبات أثرت على أسعار النفط وصادراته الإيرانية، مضيفًا: "المؤشر الأساسي هو حجم صادرات النفط الإيرانية وسعر بيعها، وقد شهدنا انخفاضًا ملموسًا في الكميات".
وذكرت وكالة "رويترز" الأسبوع الماضي أن الخصومات التي تقدمها إيران للصين في أسعار النفط بلغت أعلى مستوى منذ أكثر من عام، إذ عُرض النفط الإيراني الخفيف بخصم يتجاوز 8 دولارات للبرميل، مقارنة بـ6 دولارات في سبتمبر و3 دولارات في مارس.
كما انخفضت صادرات النفط الإيراني إلى الصين في سبتمبر إلى نحو 1.2 مليون برميل يوميًا، وهو أدنى مستوى منذ مايو الماضي، لتشكّل نحو 14 في المائة من واردات الصين.
وقال هيرلي إن إحدى أولويات إدارة ترامب هي تجفيف منابع التمويل عن الجماعات التابعة لإيران، مثل حماس، حزب الله، الحوثيين، والميليشيات العراقية.
وأوضح أن زيارته إلى إسرائيل في 3 نوفمبر 2025 ركزت على سبل الحفاظ على سياسة الضغط الأقصى على إيران وحثّها على اتباع نهج أكثر سلمية تجاه المنطقة.
كما أعرب عن أمله في أن يتخذ العراق ولبنان خطوات أكثر جدية لوقف النفوذ الأجنبي في أراضيهما.