وأوضح ساعر: "نؤكد عزمنا على توسيع دائرة السلام في الشرق الأوسط".
وفي أعقاب هذه التحذيرات، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اجتماعًا أمنيًا مصغرًا بشأن لبنان، مساء الخميس 30 أكتوبر (تشرين الأول).
وذكرت مصادر حكومية أن الاجتماع ركّز على تقييم تحركات حزب الله الأخيرة، وبحث خيارات الردّ الإسرائيلية على عملية إعادة بناء قدرات الحزب العسكرية.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لشبكة "كان نيوز": "حزب الله يحاول- ونجح إلى حدّ ما- في إعادة بناء قدراته الهجومية والدفاعية".
ووفقًا لهذا المسؤول، فإن عملية إعادة تأهيل ترسانة حزب الله تجري بدعم مباشر من إيران، من خلال خطوط نقل الأسلحة عبر الأراضي السورية.
وفي الوقت نفسه، قال السيناتور الجمهوري الأميركي البارز، ليندسي غراهام، تعليقًا على هذه التقارير: "إذا جرى نزع سلاح حزب الله، فستتوقف العمليات الإسرائيلية".
لبنان بين خيارين
بحسب تقرير سابق لوكالة "رويترز"، أكّدت أربعة مصادر أميركية وإسرائيلية مطّلعة أن حزب الله بدأ، حتى في خضمّ الحملة العسكرية الإسرائيلية، تجنيد مقاتلين جدد والبحث عن مصادر تسليح جديدة، تشمل الإنتاج المحلي وعمليات التهريب عبر سوريا.
وأشارت تلك المصادر إلى أن أجهزة الاستخبارات الأميركية قدّرت أن الحزب فقد أكثر من نصف مخزونه من الأسلحة وآلاف المقاتلين، لكنه لا يزال يحتفظ بآلاف الصواريخ القصيرة المدى داخل لبنان.
وقال مصدران من "رويترز" إنه من غير الواضح ما إذا كانت عملية إعادة التسلّح هذه ما زالت مستمرة بالوتيرة نفسها، بعد وقف إطلاق النار الهشّ بين إسرائيل وحزب الله. وأوضح أحد المشرّعين الأميركيين أن الحزب أُضعف على المدى القصير، لكنه يتميّز ببنية مرنة وقابلة للتكيّف، ما يمنحه قدرة على التعافي.
كما ذكرت "رويترز" أن إسرائيل، في سعيها لوقف هذا المسار، استهدفت منصّات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله، وقصفت المعابر الحدودية مع سوريا، ووجّهت تحذيرًا لطائرة إيرانية يُشتبه بأنها كانت تنقل أسلحة، ما اضطرّها إلى العودة إلى طهران.
وفي الوقت نفسه، أفاد مركز أبحاث "ألما" الإسرائيلي، في تقرير له، أن إيران أرسلت إلى لبنان عناصر من وزارة الاستخبارات ومن فيلق القدس التابع للحرس الثوري، تحت غطاء منظمة الهلال الأحمر، بهدف تقييم وضع حزب الله الميداني.
تدخل إيراني بعد اغتيال حسن نصر الله
ذكرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، عبر تقرير نشرته، في 19 أكتوبر الجاري، أنه بعد اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام السابق لحزب الله، دخل الحزب في حالة من الصمت والفراغ القيادي لمدة عشرة أيام، إلى أن وصلت وحدات من فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، بقيادة إسماعيل قاآني، إلى لبنان، حيث أعادوا بناء الهيكل العسكري للحزب خلال عشرة أيام فقط.
وأضافت "لوفيغارو" أن الهيكل الجديد للحزب يعتمد على جيل أصغر سنًا، ويعمل بدرجة عالية من السرّية، بحيث حتى نواب البرلمان المقرّبين من حزب الله لا يملكون معلومات تفصيلية عن هذا التنظيم الجديد.
كما أفادت الصحيفة الفرنسية بأن حزب الله ما زال يحتفظ بمخازن أسلحة في وادي البقاع وشمال نهر الليطاني، لكنه اتخذ قرارًا بعدم التدخّل عسكريًا في حال وقوع هجوم محتمل على إيران.
ورغم تسجيل أكثر من 1500 انتهاك لوقف إطلاق النار ووقوع نحو 300 قتيل في لبنان، فإن حزب الله لم يردّ عسكريًا على الهجمات الإسرائيلية، واقتصر ردّه على تقديم مساعدات مالية تصل إلى 12 ألف دولار لإعادة بناء المنازل المدمّرة.
إيران تسعى لإحياء محور نفوذها
كانت صحيفة "ذا صن" البريطانية، قد ذكرت خلال تقريرها الصادر في 19 أكتوبر الجاري أيضًا، نقلًا عن خبراء استخبارات إسرائيليين، أن إيران تسعى لإحياء محور نفوذها الإقليمي من خلال إعادة تسليح حزب الله وحركة حماس.
وقال الضابط السابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، راز زيمت، إن إيران، رغم الخسائر الكبيرة التي لحقت بوكلائها الإقليميين، لا تزال متمسكة بهدفها النهائي المتمثّل في تدمير إسرائيل والسعي لامتلاك سلاح نووي.
ورغم أن وزارة الخارجية الإيرانية أعلنت دعمها لوقف إطلاق النار الأخير في غزة، فإن الخبراء يحذّرون من أن طهران ما زالت تستخدم الجماعات المسلّحة في المنطقة، مثل حزب الله وحماس، للحفاظ على نفوذها الإقليمي.
وفي ظلّ هذا الوضع، أكّدت أجهزة الاستخبارات الغربية أن إضعاف حزب الله مؤخرًا لا يعني زوال خطره. وقال أحد المصادر الاستخباراتية الغربية: "إنهم يزحفون في الظلام مثل الأفعى، لم يختفوا.. إنهم فقط ينتظرون الفرصة".