وكتب آري سيكورِل، مدير مشارك للسياسة الخارجية في المعهد ومؤلف تقرير "محميّ بالنار" (Shielded by Fire)، على "إكس": "المسؤول الأمني الإيراني علي لاريجاني يستشهد بتقريري عن حرب الـ12 يوماً، لكنه يتجاهل الجزء الذي يشير إلى خسارة إيران: فالهجمات الصاروخية والمسيرات الإيرانية تم صدّها إلى حدٍّ كبير بواسطة الدفاعات الأميركية والإسرائيلية، في حين وُجّهت ضربات ساحقة ضد إيران".
المسؤول الإيراني كان قد كتب أن "القوات المسلحة الإيرانية أظهرت قوتها في الحرب ضد الصهاينة"، مستشهداً بتقرير معهد الأمن القومي اليهودي لدعم موقفه. غير أن التقرير، الذي صدر في أغسطس (آب) 2025، خلص إلى أن الهجمات الصاروخية والمسيرات الإيرانية تم تحييد معظمها عبر شبكة الدفاع الجوي والصاروخي المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
الدفاعات الأميركية كانت حاسمة
جاء في الدراسة المؤلفة من 29 صفحة أن إيران أطلقت 574 صاروخاً باليستياً وأكثر من ألف طائرة مسيّرة بين 13 و24 يونيو، لكن 49 صاروخاً فقط أصابت مناطق مأهولة أو بنى تحتية. وعزت محدودية الأضرار في إسرائيل إلى شبكة الاعتراض المتكاملة، التي بلغت نسبة نجاحها 85 في المائة.
وقال التقرير: "الغالبية الساحقة من أكثر من 500 صاروخ باليستي أطلقتها إيران لم تُحدث أي ضرر في إسرائيل، وذلك بفضل التعاون الطارئ الذي قادته الولايات المتحدة في مجال الدفاع الجوي".
كما وصف التحليل الدور الأميركي بأنه "حاسم"، مشيراً إلى أن واشنطن نشرت بطاريتين من منظومة "ثاد" وعدة مدمرات مجهزة بنظام "إيجيس" لدعم إسرائيل، وقدّمت أكثر من 230 صاروخاً اعتراضياً – أي نحو ربع مخزونها الإجمالي.
سرديتان متناقضتان
أوضح التقرير أن الضربات الإسرائيلية المضادة دمّرت مئات المنصّات الإيرانية وأدّت إلى تقليص مخزون طهران من الصواريخ من 2500 إلى ما بين 1000 و1500 صاروخ، ما أجبر إيران على تقليص هجماتها.
وبينما حاول لاريجاني تصوير الحرب كدليل على "قوة إيران العسكرية"، وصف التقرير المواجهة بأنها "صدام مكلف كشف عن نقاط ضعف إيران العسكرية".
وخلص التقرير إلى أن على الولايات المتحدة وإسرائيل توسيع إنتاج الصواريخ الاعتراضية وتنسيق دفاعاتهما الصاروخية رسمياً لمنع إيران من استعادة قدرتها الهجومية.