وقال بقائي إن غروسي على دراية تامة بـ"الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني".
وأضاف: "تصريحات غروسي الكارثية مهدت الطريق لهجوم إسرائيل وأميركا على المنشآت النووية الإيرانية".
من جهته، قال عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، يوم الخميس 30 أكتوبر: "رفع العقوبات هو المهمة الحصرية لوزارة الخارجية، وتتم متابعتها مع الحفاظ على الكرامة والمصالح الوطنية".
وأضاف: "راية المفاوضات لم تسقط أبدًا من يد إيران، لكن المفاوضات تختلف عن كتابة الإملاءات، وتلقي الأوامر، والتنمر. نحن نقبل المفاوضات العادلة القائمة على المصالح المتبادلة".
كما أكد عراقجي في 29 أكتوبر، خلال ندوة في جامعة تبريز، أن "الحوار والمفاوضات" يختلفان عن "التنمر والتسلط وفرض الإملاءات وإعطاء الأوامر"، وقال: "إيران لا تفاوض عدوًا غادرًا ومعتديًا يخرج عن مسار الحوار أثناء المفاوضات ويلجأ إلى التهديد والعدوان".
من جانبه، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في 29 أكتوبر، خلال مؤتمر صحافي في نيويورك، إنه على الرغم من ملاحظة بعض التحركات في المواقع النووية في إيران، فإن الوكالة لم ترَ أي دليل على نشاط ملحوظ أو مرتبط بتخصيب اليورانيوم في البلاد.
وأوضح غروسي أن الوكالة تجري تفتيشات في إيران، لكن ليس في المواقع الثلاثة التي استهدفتها الولايات المتحدة في يونيو: "نحن نجري تفتيشات في إيران - ليس في جميع المواقع التي يجب أن نكون فيها - لكننا نعود تدريجيًا".
وفي رده على مراسل وكالة "إرنا" الذي قال إن تقرير الوكالة عن البرنامج النووي الإيراني أدى إلى هجوم إسرائيلي، نفى غروسي هذا الأمر.
بدأت المواجهة بين إسرائيل وإيران بسلسلة من الهجمات المفاجئة التي شنتها إسرائيل على مواقع النظام الإيراني في 13 يونيو، وبعد 12 يومًا، وافق الطرفان على وقف إطلاق النار.
في 22 يونيو، استهدفت القوات الأميركية، ضمن عملية أُطلق عليها "مطرقة منتصف الليل"، ثلاثة مجمعات من المنشآت النووية في إيران (فوردو، نطنز، ومنشأة إصفهان النووية) خلال هذه الحرب التي استمرت 12 يومًا.
تأتي التطورات الأخيرة في الملف النووي الإيراني في سياق من انعدام الثقة المتبادل وأجواء ما بعد حرب الـ12 يومًا، وتسعى وزارة الخارجية الإيرانية إلى تقديم صورة "مقاومة وقابلة للتفاوض" في مواجهة هذه التفسيرات.
بينما تستمر طهران في التأكيد على "الطابع السلمي" لبرنامجها النووي، فإن ظلال الحرب الأخيرة والتهديدات المتبادلة قد ألقت بظلالها على مسار الدبلوماسية، مما جعله مظلمًا ومتوترًا.