وتجمعت حشود في مختلف المدن رافعة الأعلام الإيرانية وصور قادة النظام، في ما تسميه السلطات "اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي".
ويُعد هذا الحدث، الذي تنظمه مؤسسات رسمية كل عام، إحياءً لاحتلال السفارة الأميركية في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 1979 على يد طلاب متشددين احتجزوا 52 دبلوماسياً أميركياً رهائن لمدة 444 يوماً، ما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن.
وردّد المشاركون، وبينهم طلاب وموظفون حكوميون وعسكريون، شعارات معادية للولايات المتحدة وإسرائيل في طهران وعدة مدن رئيسية.
وأظهرت مشاهد بثها التلفزيون الرسمي حشوداً كبيرة في طهران ومشهد وأصفهان وشيراز، ووصفتها وسائل الإعلام الرسمية بأنها "تعبير عن الوحدة الوطنية والتحدي" بعد المواجهة الأخيرة مع الغرب.
وفي العاصمة، عرض المنظمون نماذج من الصواريخ الباليستية وأجهزة الطرد المركزي النووية، وقالت وسائل الإعلام الحكومية إنّها ترمز إلى "التقدم التكنولوجي والقدرة الردعية لإيران".
وانطلقت المسيرات من ساحة فلسطين باتجاه موقع السفارة الأميركية السابقة، حيث اختتمت المراسم بخطب وأناشيد وطنية وقراءة بيان ختامي دان العقوبات الغربية وجدّد دعم طهران للفلسطينيين.
المسؤولون يشددون على الاستقلال والوحدة
شارك رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف في التجمع المركزي بطهران، وألقى كلمة أكد فيها أن ذكرى اقتحام السفارة "تجسد إصرار إيران على الاستقلال ورفض الهيمنة الأجنبية".
وقال إن استقلال البلاد "ليس سلعة قابلة للمساومة"، معتبراً أن شعار "الموت لأميركا" يعني "رفض الاستكبار"، لا العداء لشعب أو أمة.
وأشار قاليباف إلى "الانقلاب الأميركي على حكومة محمد مصدق عام 1953" و"نفي آية الله روح الله الخميني عام 1964" بوصفهما دليلين على "تاريخ التدخل الأميركي"، مضيفاً أن "الاعتماد على الذات في مجالات الدفاع والعلم والتكنولوجيا هو الضمان لعدم تكرار تلك التجارب".
من جهته، قال محسن رضائي، القائد السابق في الحرس الثوري، إن "رسالة إيران إلى أعدائها هي المقاومة والاستعداد"، مؤكداً أن البلاد "سترد بحزم على أي تهديد جديد".
بيان ختامي يؤكد نهج المقاومة
وفي ختام المسيرات بطهران، تلي بيان أكد التزام إيران بما سماه "المقاومة العقلانية" ضد القوى الغربية، وجدّد "الدعم الكامل للفلسطينيين في غزة".
ورفض النص أي "تسوية أو تنازل" أمام الولايات المتحدة أو إسرائيل، داعياً إلى "تعزيز التماسك الوطني وتحسين الإدارة الاقتصادية الداخلية".
كما شدّد البيان على أن "القدرات الدفاعية والنووية جزء لا يتجزأ من السيادة الوطنية"، وحثّ مؤسسات الدولة على "مكافحة التضخم ومعالجة شكاوى المواطنين".