تقارير غربية: إيران تعيد بناء مخزونها الصاروخي بدعم صيني

نقلت شبكة "سي إن إن" عن مصادر أمنية وغربية أن إيران، رغم إعادة تفعيل عقوبات الأمم المتحدة التي تحظر تصدير الأسلحة والمواد الصاروخية إليها، تعمل مع الصين على إعادة بناء برنامجها الصاروخي.

نقلت شبكة "سي إن إن" عن مصادر أمنية وغربية أن إيران، رغم إعادة تفعيل عقوبات الأمم المتحدة التي تحظر تصدير الأسلحة والمواد الصاروخية إليها، تعمل مع الصين على إعادة بناء برنامجها الصاروخي.
وقالت المصادر الأوروبية إن عدة شحنات من نترات البروكلورات الصوديوم (sodium perchlorate)- المادة الأساسية لصنع وقود صلب للصواريخ الباليستية متوسطة المدى- أُرسلت من الصين إلى ميناء بندر عباس جنوبي إيران.
ووفقًا لتقارير "سي إن إن"، بدأت هذه الشحنات منذ 29 سبتمبر (أيلول) 2025، تزامنًا مع تفعيل آلية الزناد على طهران، وشملت مجملًا حوالي ألفي طن من نترات البروكلورات التي اشترتها إيران من موردين صينيين بعد حرب الأيام الاثني عشر مع إسرائيل في يونيو (حزيران) 2025.
المصادر الاستخباراتية أكدت أن هذه المشتريات تأتي في إطار جهود طهران لاستعادة مخزونات صاروخية مستهلكة بعد الضربات التي تعرّضت لها بعض مواقع الإنتاج خلال الصراع. وسبق أن خضعت عدة شركات وسفن صينية متورطة في هذا النوع من التجارة لعقوبات أميركية سابقة.
وفي أبريل (نيسان) 2025 وقع انفجار هائل في ميناء رجائي الإيراني. وقد أشارت التحليلات الأولية لصور الانفجار إلى تشابه مع انفجار ميناء بيروت، ما دفع خبراء إلى التكهن بأن سبب الانفجار قد يكون احتراق حمولة من مواد كيميائية تستعمل في صناعة الوقود الصاروخي. السلطات الإيرانية نفت في حينه أي صلة بين الحادث ووقود الصواريخ، لكن بعد ذلك تبيّن أن الحمولة تعود لكيان عسكري.
نترات البروكلورات نفسها ليست مسجّلة صراحة في قوائم حظر الأمم المتحدة كمواد محظورة، لكن المادة الأم المباشرة لها مذكورة ضمن المواد المقيّدة لصناعة الصواريخ الباليستية، ما يترك ثغرة قانونية يمكن أن تستغلها شركات أو دول لتبرير الشحنات. ويقول خبراء إن هذه الثغرة قد تُتيح للصين أن تزعم عدم خرقها للعقوبات الدولية.
وقد استخدمت "سي إن إن" بيانات تتبّع السفن ومواد مفتوحة على الشبكات الاجتماعية لطاقم بعض السفن لتعقب مسارات بواخر نقل المواد من موانئ صينية إلى إيران. ومن بين السفن التي رُصد تردّدها على هذه الخطوط كانت سفينتا "باشت" و"برزِینه" (أسماء نقلت وفق التقرير)، والتي قامت برحلات من موانئ مثل جوهاي وغاولان وتشانغجيانغكو إلى بندر عباس. وفي بعض الحالات كانت أنظمة تحديد المواقع على متن السفن معطلة عمداً لإخفاء مساراتها.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية رد على استفسارات "سي إن إن" بأن بكين "ليست على علم بتفاصيل الشحنات". وأضاف أن الصين تطبّق ضوابط على صادرات المواد ذات الاستخدام المزدوج وفق التزاماتها الدولية وقوانينها الداخلية، مع تأكيد رغبتها في حل سلمي ودبلوماسي لقضايا البرنامج النووي الإيراني ووصفت إعادة فرض العقوبات بأنها "خطوة غير بنّاءة".
وفي 29 سبتمبر (أيلول) 2025، أظهرت صور الأقمار الصناعية التي حلّلتها "أسوشييتد برس" أن إيران بدأت إعادة إعمار مواقع إنتاج الصواريخ التي استهدفتها الضربات خلال حرب الأيام الـ12 في يونيو 2025. لكن خبراء لفتوا إلى أنه بدون معدات صناعية كبيرة لإنتاج الوقود الصلب، لن تتمكن إيران من إنضاج إنتاج وقود الصواريخ على نطاق صناعي. وهذه المعدات (planetary mixers) ذات شفرات تدور حول محور مركزي، وتُستخدم لخلط المكوّنات بدقة مطلوبة لصنع وقود صلب متجانس.
التقارير أشارت كذلك إلى أن إيران سبق وأن استوردت أجزاء ومكونات ومستلزمات متعلقة بوقود الصواريخ من الصين في أعوام سابقة، ويعتقد الخبراء أنها قد تعود مجددًا إلى نفس الأسواق لتأمين ما تحتاجه.
وخلال 22 يونيو 2025، استهدفت إسرائيل أحد المواقع الحيوية للحرس الثوري في صحراء جنوب مدينة شاهَرود بمحافظة سمنان، وهو موقع مرتبط بإنتاج الوقود الصلب للصواريخ.
كما تعرض هذا الموقع لهجوم آخر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 أيضًا. واستهدفت منشآت أخرى لإنتاج الصواريخ في شمال محافظة سمنان يوم 15 يونيو 2025.