وكان مككيب، الذي دعم مع دانكن سميث حظر جماعة "العمل من أجل فلسطين" في بريطانيا، قد عبّر عن دهشته من أن الحرس الثوري لم يواجه حظرًا مشابهًا.
وقال مككيب خلال الحفل إن هناك "خطوة بديهية واحدة" يجب على بريطانيا اتخاذها لمعاقبة النظام الإيراني على "دعمه للإرهاب والدمار"، بما في ذلك الهجمات التي تستهدف اليهود حول العالم، وهي فرض العقوبات وتصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية.
ودعم دانكن سميث تصريحات مككيب، مؤكدًا أن حكومة بريطانيا سبق أن أعلنت جماعة "العمل من أجل فلسطين" غير قانونية، بينما هذه الجماعة أصغر حجمًا مقارنة بالحرس الثوري، لكنها، مثل الحرس، "تهدد الأمن القومي وتغذي الإرهاب".
وأشار الزعيم السابق لحزب المحافظين إلى أن الحرس الثوري يمارس "نشر الكراهية" في شوارع بريطانيا ويحث الناس على العنف، مضيفًا: "أتحدث عن معاداة السامية وقتل المواطنين لمجرد كونهم يهودًا".
في 17 مايو (أيار)، طالبت أكثر من 550 عضوًا في البرلمان ومجلس اللوردات البريطاني رئيس الوزراء كير ستارمر في رسالة بإدراج الحرس الثوري في قائمة المنظمات الإرهابية.
وقد طالب منذ مدة طويلة سياسيون ونشطاء بريطانيون بإدراج "الحرس" ضمن المنظمات الإرهابية، لكن هذه المطالب تصاعدت مع تزايد المخاوف من انتهاكات حقوق الإنسان في إيران وتوجيه تهم التجسس لثلاثة مواطنين إيرانيين في بريطانيا.
وحيد بهشتي: النظام الإيراني مصدر العنف والتطرف
وحيد بهشتي، الناشط الإيراني-البريطاني، الذي سبق أن خاض إضرابًا طويلًا عن الطعام أمام وزارة الخارجية البريطانية احتجاجًا على عدم تصنيف "الحرس" كمنظمة إرهابية، ألقى كلمة خلال الحفل، قائلاً: "نحن نقف اليوم عند لحظة تاريخية؛ ليس فقط من أجل إيران، بل من أجل الإنسانية جمعاء... في عالم تزداد فيه التهديدات على السلام والأمن والاستقرار، هناك حقيقة لا يمكن إنكارها: إذا أردنا السلام العالمي المستدام، يجب أولًا تحقيق السلام المستدام في الشرق الأوسط".
وأضاف بهشتي أن هذا يتطلب مواجهة "جذر العنف والتطرف وعدم الاستقرار المزمن، أي النظام الإيراني"، موضحًا أن طهران احتجزت الشعب الإيراني كرهائن على مدى 47 عامًا وصَدَّرت أزماتها وأيديولوجيتها المتطرفة إلى الخارج.
وقال دن جارفيز، نائب وزير الأمن الداخلي البريطاني، في أوائل مايو إن الحكومة تراجع بجدية مسألة تصنيف الحرس الثوري، وإنها لن تتردد في اتخاذ إجراءات جديدة إذا لزم الأمر.
ووصفت متي هيون، زوجة بهشتي وعضو مجلس مدينة كوفنتري، "جبهة إيران" بأنها حركة من أجل "انتقال مستدام"، تتحرك من السياسة التقليدية نحو "ثقافة الردع لمواجهة إعادة إنتاج التطرف"، مضيفة أن الحملة السياسية تهدف إلى دعم شعب إيران في استعادة بلاده وإقامة نظام علماني-ديمقراطي، وكشف الأيديولوجية الرجعية التي تزعم تمثيل الإسلام.
كما شددت على أن إحدى السمات الواضحة للأنظمة الاستبدادية شبه الدينية مثل نظام طهران هي "معاداة السامية المتجذرة".
تحذيرات من نفوذ الحرس الثوري
طالبت بريتي باتل، وزيرة الداخلية السابقة ووزيرة الخارجية في حكومة الظل، خلال الحفل بتبني موقف أكثر صرامة من الحكومة تجاه "النفوذ المدمّر" للنظام الإيراني، محذرة من أن الحرس الثوري يمثل تهديدًا للأمن الداخلي أيضًا.
وانتقدت باتل الحكومة لعدم دعمها العلني للضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية خلال عملية "مطرقة منتصف الليل"، قائلة إنه إذا اقتضت الحاجة تكرار موجة من الضربات، يجب على لندن دعم واشنطن، لأن "إيران لا ينبغي أن تصل أبدًا إلى السلاح النووي".
وفي 14 مايو، دعا كبار ممثلي الاتحاد الأوروبي وخبراء الأمن ونشطاء حقوق الإنسان خلال اجتماع في البرلمان الأوروبي إلى إدراج الحرس الثوري ضمن قائمة المنظمات الإرهابية للاتحاد الأوروبي.