وقالت البارونة تشابمان، وزيرة الدولة لشؤون أفريقيا في وزارة الخارجية البريطانية، خلال جلسة مجلس اللوردات يوم الاثنين 27 أكتوبر (تشرين الأول) 2025: "لم نرَ أي دليل على دعم إيران لجبهة البوليساريو. ومع ذلك، نواصل مراقبة أنشطة إيران في المنطقة عن كثب".
وأكدت تشابمان أن حكومة لندن تدين منذ فترة طويلة السلوك المزعزع للاستقرار الذي تمارسه إيران من خلال دعمها السياسي والعسكري والمالي للجماعات التابعة لها، مشيرة إلى أن بريطانيا تعمل مع حلفائها للحد من هذه الأنشطة.
وجاءت تصريحاتها بعد تقارير تحدثت عن صلة محتملة بين الحرس الثوري الإيراني وحركة البوليساريو، التي تسعى إلى استقلال الصحراء المغربية عن المغرب.
وقال اللورد غادسون، الذي طرح السؤال في المجلس: "توجد أدلة في المصادر العلنية تشير إلى نوع من التعاطف بين النظام الإيراني الحالي، والحرس الثوري، والبوليساريو".
وطالب غادسون الحكومة بإعادة تقييم المعلومات المتوفرة لديها حول هذه القضية، مشيرًا إلى لقاء ستيفن فولكنر، ممثل وزارة الخارجية البريطانية، مع مسؤولي جبهة البوليساريو في5 أغسطس (آب) 2025، والذي وصفه بأنه جزء من جهود لندن لدعم إطار جديد للحوار.
وقالت تشابمان في ردها: "نظرًا لطول أمد هذا النزاع، نرى أن هذا النهج هو مسار واقعي وصحيح. علاقاتنا مع المغرب وثيقة جدًا، ونأمل أن يؤدي هذا المسار إلى السلام والاستقرار في المنطقة بأكملها".
وحذّر اللورد بروس خلال الجلسة من أن الصراع في الصحراء المغربية قد يتحول إلى حرب بالوكالة إذا تدخلت أطراف خارجية فاعلة.
وردّت البارونة تشابمان بأن بريطانيا تتبنى نهجًا واقعيًا وتقف إلى جانب المغرب وفق التزاماتها الدولية. كما عبّر عدد من أعضاء مجلس اللوردات عن قلقهم من احتمال استغلال إيران لجبهة البوليساريو بهدف زعزعة استقرار المنطقة.
وقال اللورد بولاك إن على الحكومة البريطانية مساعدة حلفائها في مواجهة الأنشطة المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها إيران. فأجابت تشابمان مؤكدة: "نحن نستنكر أفعال إيران وندرك تمامًا محاولاتها لاستغلال نفوذها من أجل تقويض مسارات السلام".
من جانبه، أعلن اللورد أحمد من ويمبلدون أن مجلس الأمن الدولي سيناقش قريبًا مشروع قرار جديد بشأن الصحراء المغربية، واصفًا مقترح الحكم الذاتي المغربي بأنه "حل عملي". وأضاف أن دور بريطانيا يجب أن يكون تسهيل الحوار والتوصل إلى اتفاق يحقق السلام".
وفي ختام الجلسة، قالت البارونة تشابمان إن الحكومة البريطانية تدعم بكل واقعية جهود التفاوض التي ترعاها الأمم المتحدة، مشددة على أن هناك فرصة حقيقية لتحقيق تقدم يجب استغلالها من أجل إحلال الاستقرار الذي يحتاجه سكان المنطقة بشدة.