وكان الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، قد انتقد الفشل الإداري في إيران رغم امتلاكها للثروات النفطية، وألقى باللوم على المسؤولين.
وفي المقابل انتقد الكاتب بصحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري الإيراني، مهدي مولایی، تكرار رئيس الجمهورية خطاب الفقر والجوع، مؤكدًا أن إيران لا تعاني أزمة غذائية حادة كما يروج البعض، داعيًا إياه إلى تعزيز روح القوة والثقة بالنفس والتركيز على الإنجازات الوطنية لتوحيد الشعب وتعزيز مكانة إيران دوليًا.
وعلى صعيد آخر، رأت صحيفة "آكاه" الأصولية أن تصفية بنك "آينده" قد تثير قلق العملاء في المدى القصير، لكنها ستساهم في إعادة الانضباط المالي واستعادة الثقة في النظام المصرفي.
فيما سلط الكاتب بصحيفة "جهان صنعت" الإصلاحية، محمد صادق جنان صفت، الضوء على تحمل المسؤولين خسائر تصفية مصرف "آينده"، وتساءل عن مرونة البنك المركزي في التعامل مع تقييم الأصول المعقدة في ظل الركود الاقتصادي وتراكم الديون.
وأكدت صحيفة "اقتصاد بويا" الإصلاحية، أن قرار تصفية البنك يؤثر بشكل كبير على الثقة العامة في النظام المصرفي، ويتطلب شفافية وإدارة فعالة لتجنب الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، لأن أي غموض قد يؤدي إلى تداعيات سلبية.
وأشار الكاتب بصحيفة "سياست روز" الأصولية، فرهاد خادمي، إلى سعي الحكومة لرسم صورة اقتصادية مغلوطة من خلال تحديد خط فقر لا يعكس الواقع، مما يعمّق الفقر ويؤكد ضمنيًا أن العمال يجب أن يعيشوا بأقل من تكاليف الحياة الأساسية.
وبدوره ناقش الناشط الاجتماعي، نبي الله عشقي ثاني في صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، تحدي العمال الفقراء، مشيرًا إلى أن الأجور غير الكافية لتغطية تكاليف الحياة نتيجة للتضخم المستمر تؤدي إلى زيادة الفقر رغم وجود وظائف ثابتة، مطالبًا بتدخل الحكومة لضبط الأسعار وزيادة دخل الفئات العاملة لتفادي تفاقم الأزمة.
ووفق صحيفة "اسكناس" الاقتصادية، يعاني الممرضون مشكلة عدم الاهتمام بالرواتب التي يتقاضونها، حيث لا تتناسب مع تكاليف الحياة اليومية والخدمات التي يقدمونها.
واجتماعيًا، دعمت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، فرض الحجاب الإجباري، معتبرة أن الأعداء يسعون لإزالة الحجاب عن النساء وتعريتهن، بدلاً من الاهتمام بمشاكلهن الحقيقية، وطالبت بتضمين محتوى يعزز فرضه في المسلسلات، الأفلام، والكتب الدراسية.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"آرمان ملي": موت بحيرة أرومية
وصف تقرير صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، المشهد القاتم لبحيرة "أرومية"، التي كانت يومًا من أكبر المسطحات المائية في البلاد، لكنها تحوّلت اليوم إلى صحراء بيضاء تمتد على آلاف الهكتارات، وأكد أن مأساة البحيرة تجاوزت حدود الجفاف لتصبح رمزًا لفشل الإدارة البيئية في إيران نتيجة سوء التخطيط وغياب الإرادة السياسية.
وترى الصحيفة "أن ما حدث لم يكن كارثة طبيعية، بل نتيجة مباشرة لسياسات مائية خاطئة، من بناء السدود العشوائية وحفر الآبار غير القانونية إلى الزراعة المفرطة واستنزاف موارد المياه، وسط إنكار المسؤولين، بينما تتصاعد الأخطار من عواصف الملح إلى تصحّر القرى المحيطة وتهديد صحة السكان".
وخلصت الصحيفة أن "موت بحيرة أرومية ليس نهاية مأساة بيئية فحسب، بل مرآة تظهر عمق الأزمة في إدارة الموارد الطبيعية في إيران".
"افکار": لماذا ترتفع أسعار الذهب في إيران؟
انتقدت صحيفة "افکار" الإصلاحية المفارقة العجيبة في سوق الذهب الإيراني، حيث ارتفعت الأسعار محليًا رغم تراجع الأونصة عالميًا؛ وهو ما يعكس خللاً هيكليًا في آليات التسعير، ناجمًا عن اضطراب السياسات النقدية وتذبذب سعر الصرف وتراجع الثقة بالعملة الوطنية، وغياب الرقابة الفاعلة على تجارة الذهب.
ونقلت الصحيفة عن رئيس اتحاد الصاغة في طهران، نادر بذرافشان، قوله: "شهدت أسعار الذهب والمسكوكات خلال الأسبوع الأخير ارتفاعًا مستمرًا، رغم انخفاض السعر العالمي، إذ صعد سعر الجرام من الذهب عيار 17 إلى أكثر من 46 مليون تومان، كما تجاوزت أسعار السكة الكاملة 113 مليون تومان".
واختتمت الصحيفة تقريرها بتأكيد أن "استمرار ارتفاع الأسعار رغم المؤشرات العالمية السلبية يكشف أن سوق الذهب في إيران أصبحت منفصلة عن المنطق الاقتصادي وتخضع أكثر لتقلبات سياسية ونفسية داخلية".
"اقتصاد بويا": التضخم يلتهم حياة الإيرانيين
تواجه إيران، بحسب صحيفة "اقتصاد بويا" الإصلاحية، واحدة من أسوأ موجات التضخم في تاريخها الحديث، حيث تجاوزت النسبة الرسمية 40 في المائة، فيما تشير التقديرات الميدانية إلى معدلات أعلى بكثير في أسعار الغذاء والمسكن والنقل.
وأضافت الصحيفة أن "ملايين الأسر تعيش تحت ضغط اقتصادي خانق، بعدما تضاعفت أسعار السلع الأساسية خلال عام واحد، ما جعل تأمين الاحتياجات اليومية تحديًا قاسيًا، بحسب شهادات مواطنين من طهران ومشهد وكرج، تحدثوا عن عجزهم عن شراء اللحوم أو دفع الإيجار، ولجوئهم إلى القروض لتغطية الأساسيات".
ونقلت الصحيفة عن الخبير الاقتصادي، حسين رضائي، قوله: "التضخم المرتفع ناتج عن عجز الموازنة وطباعة النقود دون غطاء، ومِن ثمّ فإن النتيجة المباشرة هي تآكل القدرة الشرائية واتساع رقعة الفقر، واستمرار هذا الوضع سيؤدي إلى اضطرابات اجتماعية وتراجع الثقة العامة بالدولة".
وخلصت الصحيفة إلى أن "التضخم في إيران لم يعد مسألة اقتصادية فحسب، بل تحوّل إلى أزمة اجتماعية تهدد استقرار الأسر ومستقبل الطبقة الوسطى".
"جوان": غيلان العصر الرقمي بين الغفلة والتغوّل
رسم رئيس تحرير صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري الإيراني، غلام رضا صادقيان، صورة قاتمة لما سماه "الغيلان الثلاثة"، التي تهاجم العالم من بوابة التكنولوجيا، وهى الإنترنت غير المرئي، وأقمار ستارلينك، والذكاء الاصطناعي؛ حيث تتقدم هذه القوى الجديدة بسرعة، بينما يقف صانع القرار في إيران متأخرًا عنها بخطوات كبيرة.
وأضاف: "لم يعد الإنترنت غير المرئي مجرد فضاء خفي، بل أصبح منظومة متشابكة من الجريمة والتهريب والتضليل، تستخدم في تقويض الوعي العام واستهداف المجتمعات من الداخل. أما مشروع ستارلينك، أو الاستعمار الرقمي القادم، فيسعى لاحتلال سماء الاتصالات العالمية، ونزع السيادة المعلوماتية من الدول. وكذلك يتسلل الذكاء الاصطناعي بهدوء إلى حياة الناس، يوجّه قراراتهم ويعيد صياغة تفكيرهم من دون أن يشعروا".
وحذر من تداعيات غياب استراتيجية وطنية للتعامل مع الغيلان الثلاثة، على تحول المجتمع إلى مستهلك خاضع للتقنية، وقال: "إن الخطر ليس في هذه الغيلان ذاتها، بل في غفلتنا عنها، فالمعركة المقبلة لن تكون بالسلاح، بل بالوعي والمعرفة والسيطرة على الفضاء الرقمي".