وقد تداولت الصحف الإيرانية المختلفة، تصريحات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في اجتماع مع أعضاء غرفة التجارة الإيرانية، حيث أكد أن هدف الدول الغربية من تفعيل آلية الزناد هو تقييد بيع النفط الإيراني، وقال: "كل همّي في الحكومة هو إيجاد حلول لتحسين معيشة المواطنين".
وعلق مصطفى صالح آبادي رئيس تحرير صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية، بقوله: "في ظل الغلاء الشديد، تبدو تصريحات الرئيس بشأن رفع العقوبات وإصلاح العوائق الداخلية واعدة، لكنها لا تتناسب مع التحديات الراهنة. الحلول الواقعية والضمانات الدولية هي السبيل لتحقيق الاستقرار الاقتصادي".
على صعيد آخر، انتقد مهدي حسن زاده الكاتب بصحيفة "قدس" الأصولية، دعوة حزب "اتحاد ملت" الإيراني لإعادة النظر في السياسة الخارجية تجاه الولايات المتحدة، وكتب: "تفتقر هذه الدعوة للواقعية والتحليل الدقيق للأحداث الأخيرة، وتتجاهل دور الدول الأخرى، وتبقى مجرد دعوة حالمة غير قابلة للتحقيق".
ودعا مرتضی مکي محلل الشؤون الدولية في مقاله بصحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، للاستفادة من الانقسام الدولي بشأن الملف النووي للتأثير على السياسة الدولية، وتعزيز التحركات الإيرانية في الدبلوماسية العامة مع الدول المختلفة، بهدف إيجاد فضاء لرفع العقوبات.
وفي المقابل أكد حميد روشنائي خبير العلاقات الدولية، عبر صحيفة "آرمان امروز" الإصلاحية، أن العقوبات قد تكون فرصة للنهوض والاستقلال، لكن تأثيراتها الإيجابية لا تستمر طويلًا، وطول فترة العقوبات يؤدي إلى خسائر فادحة.
وخلص جعفركلابي الكاتب بصحيفة "اعتماد" الإصلاحية، إلى أن إيران تواجه مفترقًا تاريخيًا بين تحديات داخلية وخارجية، حيث تتزايد الضغوط الدولية الداخلية والخارجية، بينما تمتلك في الوقت ذاته قدرات عظيمة وشعبًا واعيًا قادرًا على التغلب على الأزمات. ولكن قد يؤدي استمرار التخلف والفساد، إلى تدمير البلاد.
بالنسبة للجدل بشأن العلاقات الإيرانية- الروسية، رأت صحيفة "تجارت" الصادرة عن جامعة آزاد، أن زيارة مبعوث بوتين الخاص إلى طهران بعد زيارة لاريجاني إلى موسكو، تعكس بداية تنسيق استراتيجي مكثف بين البلدين في قضايا إقليمية ودولية مهمة، مع تأكيد على تعزيز التعاون السياسي والأمني في ظل التحديات الإقليمية والدولية.
بينما أكد تقرير صحيفة "اقتصاد بويا" الإصلاحية، أن العلاقات بين البلدين، رغم التعاون في بعض المجالات، لا ترقى إلى مستوى شراكة استراتيجية حقيقية بسبب التنافس الاقتصادي بين البلدين في مجالات الطاقة والأسواق. فالصراع على الموارد الاقتصادية وتباين المصالح الطويلة الأمد يمنع تحقيق تعاون استراتيجي مستدام بينهما.
وفي حوار إلى صحيفة "جهان صنعت" الإصلاحية، انتقد حشمت الله فلاحة بیشه، النائب البرلماني السابق، العلاقات الإيرانية-الروسية، معتبرًا أن روسيا استخدمت إيران كوسيلة ضغط ضد الغرب. وأكد مسؤولية الروس عن بيع المعلومات العسكرية الإيرانية لإسرائيل، مشيرًا إلى أن العلاقة الاستراتيجية مع روسيا كانت خطأ كبيرًا في السياسة الخارجية الإيرانية، وأن خيانات موسكو ستستمر.
اقتصاديًا، اتهمت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد علي خامنئي، مسؤولين في الحكومة والسلطات الثلاث بالتقاعس عن مواجهة ارتفاع أسعار الصرف، مشيرة إلى أن سعر الدولار في إيران يُحدد من قبل قنوات على تطبيق "تلغرام" في دول مثل العراق وأفغانستان والإمارات، والتي قالت إن إدارتها بيد إسرائيل والولايات المتحدة.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
كيهان: تراجع حكومي عن أهداف النهضة الوطنية للإسكان
سلطت صحيفة "كيهان" التابعة للمرشد على خامنئي، الضوء على ما وصفته بالتراجع التدريجي للحكومة عن أهداف مشروع النهضة الوطنية للإسكان، معتبرة أن المشروع الذي أُطلق لتأمين السكن للمستأجرين، تحوّل اليوم إلى عبء مالي يطردهم منه خطوة بخطوة.
وأشارت الصحيفة إلى أن "ارتفاع مبالغ الدفعات المطلوبة من المتقدّمين، تجاوز معدلات التضخم والعملة الصعبة، ما جعل المشروع بعيدًا عن متناول الشرائح المتوسطة". وانتقدت سياسات وزارة الطرق والإسكان التي ترسل رسائل وصفتها بالتهديدية للمستفيدين المتأخرين عن الدفع، معتبرة ذلك ضغطًا منظمًا لدفعهم إلى الانسحاب.
وهاجمت الصحافية ما أسمته تأثير التيار الإصلاحي المناهض لملكية الناس، منتقدة تصريحات بعض المسؤولين السابقين الذين اعتبروا الملكية ليست الحل، وأكدت: "يعكس هذا التوجه انفصال المسؤولين عن واقع المجتمع ومعاناته المعيشية، وقرارت الحكومة الاقتصادية غير الواقعية، تسهم في إضعاف مشروع الإسكان الوطني وتحويل حلم التملك إلى ترف بعيد المنال".
سياست روز": الموت الصامت في الموائد الخالية
في مقاله بصحيفة "سياست روز" الأصولية، أعرب فرهاد خادمي عن أسفه لموت نحو 120 ألف شخص سنويًا بسبب مشاكل غذائية، أي ما بعادل ثلث الوفيات السنوية، في بلد غني بالموارد الطبيعية والبشرية والثقافية،
وكتب: "هذه الأرقام لا تعكس مجرد أزمة صحية، بل هي نتيجة لفشل السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي أوجدت فجوة غذائية واسعة، حولت الغذاء الصحي إلى سلعة فاخرة يصعب الوصول إليها".
وأضاف: "تخفيض استهلاك الألبان، واللحوم، والفواكه والخضراوات نتيجة مباشرة لارتفاع الأسعار والتضخم، بالإضافة إلى تجاهل احتياجات الناس الأساسية. هذه الأرقام تكشف عن أزمة أكبر تتعلق بالعدالة الاجتماعية والاقتصادية، وفي ظل هذه الظروف، يعاني كثير من الإيرانيين من نقص في العناصر الغذائية الأساسية، مما يهدد صحتهم وكرامتهم".
وتابع: "الموت الناتج عن سوء التغذية هو أزمة يمكن الوقاية منها، ولكنها تستمر بسبب غياب السياسات الملائمة والإهمال من قبل المسؤولين. ويتحمل الإعلام والمجتمع المدني جزءًا من المسؤولية أيضًا لعدم تسليط الضوء الكافي على هذه الكارثة. الحل يكمن في تبني سياسات صحية واقتصادية عادلة، تعطي أولوية لتوفير الغذاء السليم كحق أساسي، وتكافح الفقر والتمييز، وتضمن صحة وسلامة الجميع".
دنیای اقتصاد: إيران على حافة أزمة معيشية كبرى مع تفاقم معدلات الفقر
كشف تقرير صحيفة "دنیای اقتصاد" الأصولية، عن ارتفاع معدل الفقر في إيران إلى 36 في المائة خلال العام 2024م، وهو الأعلى منذ بداية عقد التسعينيات، ما يعني أن أكثر من ثلث الإيرانيين باتوا عاجزين عن تأمين حاجاتهم الأساسية، بما فيها الحد الأدنى من السعرات الحرارية اليومية.
وأوضح التقرير: "بلغ خط الفقر الشهري للفرد الواحد أكثر من 6 ملايين تومان، فيما استمر التضخم فوق 30 في المائة للعام السادس على التوالي، مترافقًا مع نمو اقتصادي ضعيف لم يتجاوز 3.1 في المائة. هذه العوامل، إلى جانب الأزمات السياسية والعقوبات وتقلبات سعر الصرف، حولت الاقتصاد الإيراني إلى مصنع لإنتاج الفقر".
وخلص التقرير إلى أن "استمرار السياسات المالية والنقدية الراهنة، إلى جانب غياب الإصلاحات البنيوية وتفاقم المخاطر السياسية، سيؤدي إلى اتساع رقعة الفقر وسوء التغذية في البلاد". ودعا الحكومة إلى إصلاح جذري وشجاع قبل أن تصبح الأزمة الاجتماعية غير قابلة للاحتواء.