وتداولت الصحف الإيرانية تصريحات وزير الخارجية عباس عراقجي في افتتاح الجلسة الثانية للمؤتمر الدبلوماسي الإقليمي في مشهد، حيث أكد أن دول الجوار تمثل شريان تنفس لإيران في ظل العقوبات المفروضة عليها. وأشار إلى استعداد إيران للتفاوض من منطلق الندية، لافتًا إلى أن جشع الولايات المتحدة يحول دون العودة إلى طاولة المفاوضات.
وعلق حسن بهشتی بور، خبير العلاقات الدولية في صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، بأن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لحل القضايا بين إيران والولايات المتحدة. وأكد أن لا أحد من الطرفين يرغب في التصعيد العسكري، رغم التوترات القائمة، مشيرًا إلى أن الحلول الدبلوماسية تبقى الخيار الأوحد لتجنب الصراع.
وقال غلامرضا صادقیان، رئيس تحرير صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري: "تصريحات عراقجي تشير إلى تضرر إيران من سياسة انتظار العلاقة مع أميركا، لذلك يجب التخلص من هذا الانتظار والتعلق بالأمل في التفاوض مع أميركا، والتركيز على بناء سياسة خارجية واقتصاد مستقل.
اقتصاديًا، رأت صحيفة "تجارت" الصادرة عن جامعة آزاد، أن قرار دمج مصرف آينده في المصرف الوطني الإيراني إنما يهدف إلى تحسين استقرار النظام المصرفي، لكنه يثير تساؤلات حول حقوق المودعين وتأثيره على المنافسة في السوق المصرفي. العملية تحتاج إلى إدارة دقيقة لضمان الشفافية واستعادة ثقة الجمهور.
واعتبرت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد علي خامنئي، قرار دمج بنك آينده خطوة ضرورية لإصلاح النظام المصرفي المأزوم في إيران، وأنه جاء متأخرًا نتيجة تراخٍ سابق في مواجهة الانحرافات المالية، وأنه يمثل ضرورة اقتصادية وأخلاقية، رغم المخاطر المرتبطة بتحويل الخسائر الخاصة إلى ديون عامة.
وفي حوار إلى صحيفة "عصر إيرانيان" الأصولية، أكد ميثم ظهوريان عضو البرلمان الإيراني، على حماية حقوق المودعين الصغار، مع تحميل المساهمين المخالفين مسؤولية حل الأزمة المالية للبنك. كما أشار إلى أهمية تعديل عقود الأصول غير النقدية مثل "إيران مال" لتعزيز السيولة وتعويض الخسائر.
اجتماعيًا، أكد علي شمخاني ممثل القيادة العامة للقوات المسلحة بالمجلس الأعلى للدفاع، حسبما نقلت صحيفة "جهان صنعت" الإصلاحية، على ضرورة التماسك الوطني لمواجهة الضغوط الخارجية والتحديات الداخلية، داعيًا جميع التيارات السياسية للعمل معًا تحت قيادة المرشد لتفادي استغلال الأعداء للانقسامات.
واستطلعت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، آراء سكان أصفهان الذين أكدوا تأثير جفاف نهر زاينده رود على البيئة والمجتمع، حيث تسببت ملوحة المياه وهبوط الأرض في تدمير الزراعة والحياة البرية وتدهور البنية التحتية. كما أدى الانكماش الأرضي إلى تصدع المباني واضطرار السكان لتعديل منازلهم بشكل مستمر.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"جهان صنعت": الإنتاج في مأزق.. والشباب عالقون في البطالة
يعاني اقتصاد إيران بحسب تقرير صحيفة "جهان صنعت" الإصلاحية، من تناقض مؤلم حيث تعاني المصانع والورش الإنتاجية نقصًا حادًا في القوى العاملة المتخصصة، بينما ينتظر العديد من الشباب فرصة وظيفية مستقرة. هذا التناقض يؤدي إلى تراجع الإنتاجية وتزايد الإحباط الاجتماعي.
وأضاف التقرير: "تشمل الأسباب الرئيسية لهذه الأزمة الفصل بين النظام التعليمي واحتياجات سوق العمل، إضافة إلى الركود، والتحديات الثقافية التي تفضل الشهادات الجامعية على المهارات المهنية. كذلك يواجه القطاع الإنتاجي تحديات كبرى مثل تقلبات الأسعار، وعدم استقرار القوانين، وارتفاع التكاليف التي تؤثر على قدرته على جذب واستبقاء العمالة".
وانتهى التقرير إلى: "ضرورة إصلاح النظام التعليمي ليتماشى مع احتياجات السوق، وتطوير التعليم الفني والمهني، وتعزيز مكانة هذه المهن في المجتمع. بالإضافة إلى ذلك، يجب تحسين بيئة الأعمال من خلال استقرار القوانين، ودعم الصناعة المحلية، وتشجيع الاستثمار في الإنتاج، للقضاء على هذه الأزمة، وتحسين قدرات إيران التنافسية وتقليص البطالة".
"دنياي اقتصاد": صعود مثير للجدل في بورصة طهران
وصفت صحيفة "دنياي اقتصاد" الأصولية، الأداء اللافت لبورصة طهران خلال شهر أكتوبر الجاري، بالمثير للجدل؛ حيث تقف خلفه عوامل ظرفية أكثر من كونها مؤشرات على انتعاش اقتصادي حقيقي، ويبدو أقرب إلى طفرة انتقائية جديدة ضمن سلسلة ارتفاعات قصيرة المدى، لا إلى تحوّل مستدام في بنية الاقتصاد الإيراني.
وأوضحت الصحيفة: "تراجع المخاطر السياسية وركود الأسواق الموازية، كالدولار والذهب، دفع المستثمرين للعودة إلى سوق الأسهم، لكنّ هذا الصعود، بحسب خبرائها، يفتقر إلى أسس متينة، إذ لم ترافقه إصلاحات هيكلية أو سياسات تنظيمية واضحة. كما حذرت من أن القرارات المفاجئة، وضعف الشفافية، وتجميد بعض الرموز، ما زالت تقوض ثقة المستثمرين وتحد من استقرار السوق".
وأضافت: "العوامل المؤقتة مثل تحسّن سعر الصرف وهدوء التوترات الإقليمية قد تمنح السوق دفعة قصيرة المدى، إلا أن استمرار ارتفاع الفائدة إلى نحو 35 في المائة، وتباطؤ الصادرات، وأزمة الطاقة في المصانع الكبرى، تجعل من الصعب الحفاظ على هذا الزخم".
"أفکار": طباعة النقود لا تُنتج ثروة
ناقش تقرير صحيفة "أفکار" الإصلاحية، جذور التضخم المستمر في إيران، وأن المشكلة ليست في ارتفاع الأسعار؛ بل في غياب الانضباط المالي للحكومة واعتمادها المفرط على طباعة النقود لتغطية العجز. مشيرة إلى أن البنك المركزي، الذي يُفترض أن يكون مؤسسة مستقلة، تحول إلى أداة لتمويل النفقات الحكومية دون إنتاج فعلي يقابل زيادة الكتلة النقدية، ما أدى إلى تضخم اقتصادي يشبه نفخ بالون بلا هواء إنتاجي.
وانتقد التقرير: "السياسة المالية التي تعتمد على الاقتراض من البنك المركزي وسحب الأموال من الصناديق الوطنية، لأنها لا تعالج أصل الأزمة بل تؤجل انفجارها. ناهيك عن دور تثبيت سعر الصرف بشكل مصطنع، وفرض الأسعار الإدارية، وغياب بيئة إنتاج مستقرة في تفاقم الأزمة بدل حلها".
وتابع: "الحل في الاستقلال الحقيقي للبنك المركزي، وضبط الإنفاق العام، وتحصيل الضرائب من الأنشطة غير الإنتاجية بدل الاعتماد على النفط، والسياسات العقلانية التي تعيد الثقة بين الدولة والمجتمع، وإلا فأي زيادة في الرواتب بلا إصلاح هي مجرد رقم أكبر في اقتصاد أفقر.