وأوضحت وارسته اليوم الخميس 23 أكتوبر (تشرين الأول) أن زوجها محتجز منذ أغسطس 2024 لدى قوات الأمن الإيرانية، وبعد شهور من انقطاع الأخبار عنه، تم الحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات.
يأتي هذا في وقت يتعرض فيه النظام الإيراني لانتقادات من المؤسسات الدولية ومن نشطاء حقوق الإنسان بسبب الاعتقالات التعسفية وتلفيق القضايا السياسية-الأمنية في الأشهر الماضية.
ويعد جليليان من الشخصيات البارزة في مجال العلوم والتقنيات النووية، وكان باحثًا سابقًا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ولد عام 1990 وقُبل في كلية الصيدلة بجامعة طهران، وبعد حصوله على الدكتوراه في الصيدلة، أكمل دراساته التخصصية في مجال الأدوية المشعة، وهو مجال له دور مهم في علاج السرطانات المتقدمة.
وفي عام 2013، انضم جليليان إلى معهد العلوم والتقنيات النووية، التابع لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، وعمل كعضو هيئة تدريس وباحث. ولاحقًا، أصبح مسؤولًا عن المشروع الوطني للأدوية المشعة في إيران، وهو مشروع رئيسي لإنتاج الأدوية المشعة اللازمة للمرضى المصابين بالسرطان داخل البلاد.
من طهران إلى فيينا.. مهمة علمية تحت إشراف الوكالة
ذكرت وارسته أنه في عام 2014، توفرت وظيفة في قسم الأدوية المشعة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وطلب زملاؤه من جليليان التقدم لشغلها.
وأضافت: "بعد اجتياز جميع المراحل القانونية وثلاث مقابلات تخصصية، تم قبوله في فبراير (شباط) من ذلك العام، وانتقلنا إلى فيينا بعد ثلاثة أشهر. وكان الحصول على موافقة الأجهزة الأمنية الإيرانية ضروريًا، وتمت جميع الإجراءات عبر منظمة الطاقة الذرية."
ووفقًا لقول وارسته، نشر جليليان خلال 9 سنوات من العمل في الوكالة عدة كتب ومقالات متخصصة في مجال الأدوية المشعة، واستمر في التعاون العلمي مع إيران.
كما سافر عدة مرات للقاء عائلته والمشاركة في مؤتمرات علمية، ولكنه "كان يُستدعى للتحقيق من قبل الأجهزة الأمنية في أماكن مجهولة، بما في ذلك بعض الفنادق في طهران".
الاعتقال في أغسطس 2024
قالت وارسته إن جليليان سافر مع عائلته إلى طهران في أغسطس (آب) 2024 لزيارة والدته، وخلال تلك الرحلة اعتقلته قوات الأمن الإيرانية.
وأوضحت أن زوجها كان قبل أيام من اعتقاله قد حضر اجتماعًا مع أميرحسين فقهي، رئيس معهد العلوم والتقنيات النووية آنذاك، والذي قُتل لاحقًا في الهجمات الإسرائيلية على إيران خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا.
وأضافت: "قال لي إنه تحت ضغط شديد من الأجهزة الأمنية. وفي 8 أغسطس، ذهب خمسة عناصر إلى منزل والدته وصادروا أغراضه، وبعد ذلك لم نعرف مكان احتجازه."
توجهت عائلة جليليان لمتابعة قضيته لدى بعض المسؤولين في الحكومة، بما في ذلك محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية، وعلي أكبر صالحي، الرئيس السابق للمنظمة، وأحمدي، رئيس الحراسات في المعهد، لكن الرد كان دائمًا كلمة واحدة: "انتظروا وصلوا".
وخاصة بعد الحرب التي استمرت 12 يومًا، اعتقلت إيران العديد من المواطنين بتهمة "التجسس" و"التعاون" مع إسرائيل، وواجهوا المحاكمات وحتى الإعدام، ومن بين آخر حالات الإعدام، جواد نعيمي، الخبير في منشآت نطنز النووية، الذي أُعدم في 18 أكتوبر بتهمة التجسس.
الحكم الثقيل بتهمة التجسس
بعد عدة أسابيع من الاعتقال، تم فتح ملف أمني لهذا العالم النووي وأحيل إلى القاضي الشهير في القضايا السياسية-الأمنية، أبو القاسم صلواتي.
قالت وارسته: "في النهاية، وقف زوجي أمام القاضي صلواتي، وبدون الحصول على محامٍ من اختياره، حُكم عليه بالسجن 10 سنوات بتهمة التجسس لصالح بريطانيا."
وأضافت أن عائلة جليليان تواصلت مع رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومع المسؤولين الآخرين في الوكالة، لكن دون جدوى: "حتى ممثل الأمم المتحدة في طهران طلب مرتين لقاء جليليان، لكن السلطات القضائية والأمنية رفضت."
كان عالمًا وليس جاسوسًا
يضاف اعتقال جليليان إلى قائمة القضايا الأمنية في إيران، وهي ملفات غالبًا ما تُوجَّه فيها اتهامات غامضة بالتجسس ضد العلماء وحاملي الجنسيات المزدوجة.
وقالت زوجته لـ"إيران إنترناشيونال": "أميررضا كان مجرد عالم، ليس سياسيًا ولا جاسوسًا. كان يعمل على علاج المرضى، والآن هو في السجن."