الأجهزة الأمنية تستدعي عدداً من طلاب الجامعة وتهددهم بالاعتقال

أفادت نشرتان طلابيتان في إيران بأن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام الإيراني استدعت خلال الأيام الأخيرة عدداً من طلاب جامعة خاجه نصير في طهران وهددتهم بالاعتقال.

أفادت نشرتان طلابيتان في إيران بأن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام الإيراني استدعت خلال الأيام الأخيرة عدداً من طلاب جامعة خاجه نصير في طهران وهددتهم بالاعتقال.
ووفقاً لما نشرته "خاجه نصير" نقلاً عن طلاب واتحاد الجامعة، فقد بدأت خلال الأيام الأخيرة اتصالات من قبل الأجهزة الأمنية مع عدد من الطلاب، وهي "اتصالات تتّسم بنبرة تهديدية، تدعو الطلاب إلى الحضور والاستجواب أو تهددهم بالاعتقال".
وفي السياق نفسه، ذكرت النشرة الطلابية "أميركبير" نقلاً عن "عدد من الطلاب" أن "هذه الاتصالات جرت في الغالب من جانب الأجهزة الاستخباراتية، وأن محتواها تضمن في بعض الحالات تهديداً بالاعتقال وضغوطاً لوقف النشاطات النقابية وعدم المشاركة في الاحتجاجات القادمة".
وجاءت هذه الاستدعاءات والتهديدات بعد التجمع الذي نظمه طلاب جامعة خاجه نصير في حرم الجامعة. وفي هذا التجمع، رفع الطلاب شعارات مطلبية واحتجاجية، مؤكدين ضرورة تحقيق مطالبهم.
وجاء في بيان تلي خلال هذا التجمع، معبّراً عن انتقاد "بدء عملية خصخصة الجامعات وتكرار الهراء والكذبة الكبرى المسماة عجز الموازنة"، ما يلي: "جامعتنا انحنت تحت وطأة السياسات الظالمة والنظرات الربحية؛ طعام المقصف لا يليق بالإنسان، الرسوم الدراسية تخنق أنفاس الطلاب، والسكن الجامعي أنهكه الازدحام وسوء الخدمات".
وشدّد البيان على أن "من حق جميع الطلاب أن يعيشوا في سكن جامعي يليق بهم، لا في غرف ضيقة ومكتظة صُممت فقط لملء جيوب الآخرين".
وأشار كُتّاب البيان إلى أنه "إلى جانب هذه المشكلات، يُخيّم ظلّ القمع والتهديد على الجامعة"، مؤكدين: "ما دامت الخصخصة والتمييز مستمرين، وما دام التهديد يحلّ محلّ الحوار، فلن تنتهي احتجاجاتنا واعتصاماتنا".
وجاء في فقرة أخرى من البيان: "لا يمكن إدارة الجامعة بالمال ولا إسكاتها بالخوف. الجامعة تحيا بالحرية؛ بحقّ النقد، بالأمل في التغيير، وبالصوت الجماعي للطلاب".
وطالب الطلاب بتأمين "طعام صحي، ورسوم دراسية عادلة، وسكن جامعي يليق بالطلاب، وبيئة آمنة للتعبير الحرّ عن الفكر"، مؤكدين أن "التعليم حق للجميع وليس سلعة فاخرة".
وكان طلاب جامعة خاجه نصير قد نظموا في وقت سابق، يوم الثلاثاء 7 أكتوبر، تجمعاً طالبوا فيه بوقف السياسات الحالية في مجالات الرفاه والخدمات الطلابية ومراجعتها، معتبرين أنها أثرت سلباً في حياتهم ومعيشتهم.
وشملت مطالبهم إعادة خدمات النقل، وخفض أسعار وجبات العشاء وتحسين جودتها، وتحسين الأوضاع المعيشية في السكن الجامعي، ووقف الممارسات الأمنية، وإنهاء عمليات الطرد والتهديد التي تستهدف الطلاب المحتجين.
وفي هذا السياق، رأت نشرة "خاجه نصير" يوم الأربعاء 22 أكتوبر أن الاستدعاءات والتهديدات الصادرة عن الأجهزة الاستخباراتية والأمنية للنظام الإيراني "تدل على أن هذه الأجهزة، بالتنسيق المباشر مع إدارة الأمن الجامعي (حراست)، وضعت مشروع التخويف والتهديد قيد التنفيذ".
واعتبرت النشرة هذه التصرفات من قبل الأجهزة الاستخباراتية "غير قانونية"، مؤكدة أن "أي جهة أمنية لا تملك الحق في استدعاء أي طالب أو تهديده بالاعتقال من دون إشعار رسمي ومكتوب".
وأضافت النشرة أن "مثل هذه الاتصالات تفتقر إلى أي شرعية قانونية، وهدفها الوحيد هو بثّ الخوف، وتشتيت الصفوف، وكسر الروح الجماعية للطلاب".
ومنذ تأسيس النظام الإيراني، دأبت السلطات على اعتقال الطلاب والأساتذة المنتقدين للنظام، وتعذيبهم، أو طردهم من الجامعات.
وقد تصاعدت الإجراءات الأمنية والقضائية المصحوبة بعقوبات انضباطية بحق الطلاب في مختلف جامعات إيران منذ اندلاع المظاهرات العامة عقب مقتل مهسا أميني في مركز شرطة الأخلاق في سبتمبر (أيلول) 2022 واتساع رقعة الاحتجاجات الطلابية.
ومنذ ذلك الحين، نُشرت تقارير كثيرة عن ممارسات قمعية ضد الطلاب، وإصدار أحكام بالطرد أو التعليق أو الحرمان من الدراسة بحقهم.
ووفقاً للتقارير، فقد تم اعتقال أو تعليق أو طرد أو نفي أو إلغاء سكن أكثر من 12 ألف طالب خلال احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية".
كما واجه ما لا يقل عن 400 أستاذ جامعي خلال الاحتجاجات- بسبب دعمهم للطلاب فقط- أحكاماً بالطرد أو التقاعد الإجباري أو الوقف عن العمل.
اعتداء أحد أعضاء الباسيج على عضو باتحاد طلاب جامعة طهران
ذكرت نشرة "أميركبير" الطلابية أن أحد أعضاء الباسيج اعتدى جسدياً على أحد أعضاء مجلس اتحاد الطلاب في جامعة طهران.
وبحسب بيان المجلس الطلابي في جامعة طهران، فإن هذا الاعتداء كان "غير قانوني ويتنافى مع القيم الأخلاقية الجامعية"، وجاء ضمن سلسلة من الضغوط والعراقيل التي فُرضت خلال الأيام الأخيرة على أنشطة المجلس القانونية.
وأشار المجلس الطلابي في جامعة طهران إلى أنه كان يعتزم البدء في متابعة الموضوع قضائياً وانضباطياً، لكنه "وبناءً على طلب الطالب الذي تعرّض للهجوم، ومع وساطة قسم شؤون الطلاب وممثل إدارة الأمن في كلية الإدارة بجامعة طهران، قرر العدول عن تقديم الشكوى الرسمية".