وفي مقابلة مع وكالة "إيسنا" الإيرانية، قال شمخاني إن "التماسك الوطني ضروري في مواجهة الضغوط الخارجية والتحديات الداخلية".
وأضاف: "نحن جميعًا في قارب واحد شُكّل بتضحيات شهداء الثورة الإسلامية، وسيكون من المؤسف أن تخلق خلافاتنا نقاط ضعف."
ودعا جميع التيارات السياسية إلى "التحرك معًا تحت قيادة المرشد الأعلى"، مشيرًا إلى أن "الأعداء يسعون لاستغلال الانقسامات للإضرار بالبلاد".
تأتي هذه التصريحات بعد أيام من انتشار مقطع مصوّر على منصّة "إكس" يُظهر شمخاني وهو يرافق ابنته في حفل زفاف فاخر بأحد فنادق طهران.
الفيديو، الذي انتشر على نطاق واسع منذ منتصف أكتوبر، بدا أنه يصوّر احتفالًا كبيرًا على النمط الغربي، ما أثار انتقادات لاذعة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين اتهموا مسؤولي النظام بالنفاق في ظل الأزمة الاقتصادية العميقة وتشديد القيود على الحجاب الإجباري.
وبحسب التقارير، أُقيم حفل الزفاف في أبريل (نيسان) 2024 بفندق "إسبیناس بالاس" في طهران، وقدّرت وسائل إعلام إيرانية حينها كلفته بنحو 14 مليار ريال (أكثر من 21 ألف دولار). لم يُعلّق أفراد العائلة على هذه التقارير، كما لم يتطرق شمخاني علنًا إلى الجدل الجديد الذي أثاره الفيديو المسرّب.
شمخاني، الذي شغل سابقًا منصب أمين "المجلس الأعلى للأمن القومي"، ويشغل حاليًا عضوية "مجلس تشخيص مصلحة النظام"، يُعد من أبرز الشخصيات في المؤسسة الأمنية الإيرانية، وهو أيضًا ممثل المرشد الإيراني في "المجلس الأعلى للدفاع الوطني".
تسريب الفيديو يشعل تبادل الاتهامات السياسية
أثار الفيديو تفاعلات حتى في الأوساط المتشددة. فقد تساءل بعض المعلّقين المحافظين كيف يمكن لمسؤولين رفيعي المستوى أن يدعوا الشعب إلى الصبر في ظل العقوبات بينما يشاركون في مناسبات فاخرة. فيما دافع آخرون عن شمخاني، قائلين إن الحفل كان "خاصًا وعائليًا".
رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون السابق عزت الله ضرغامي وصف تسريب الفيديو بأنه "أسلوب جديد من الاغتيال"، متهمًا إسرائيل بشن "حرب نفسية عبر الهجمات السيبرانية". كما ذكرت وكالة "مشرق نيوز" التابعة للحرس الثوري أن الهدف من التسريب هو "النيل من مسؤول فعّال"، متهمةً "الأعداء الخارجيين وبعض الدوائر الداخلية" بالضلوع فيه.
أما صحيفة "كيهان" المقربة من مكتب المرشد الإيراني، فذهبت أبعد من ذلك، إذ اتهمت مقربين من الرئيس السابق حسن روحاني ووزير خارجيته الأسبق محمد جواد ظريف بالضلوع في تسريب الفيديو. ووصفت الصحيفة ما حدث بأنه "اغتيال معنوي بالوكالة"، مشيرةً إلى أن "انتقادات شمخاني السابقة لسياسات روحاني النووية خلقت حالة من الحقد السياسي ضده".
وردّد ناشطون مؤيدون للتيار المتشدد هذا الموقف عبر الإنترنت، معتبرين أن التسريب جاء بعد تصريحات شمخاني الأخيرة التي حمّل فيها إدارة روحاني مسؤولية تأخير الاعتراف بإسقاط الحرس الثوري للطائرة الأوكرانية عام 2020.
من جانبهم، نفى مقربون من روحاني أي علاقة لهم بالتسريب، وقال مصدر لموقع "خبر أونلاين" إن هذا الفعل "غير أخلاقي ويتعارض مع القيم الإسلامية".