وتضمّنت اللائحة، التي صدرت يوم الخميس 16 أكتوبر (تشرين الأول)، اتهامات أيضًا لبولتون نفسه بالاحتفاظ غير القانوني بوثائق سرّية واستغلالها بصورة غير مصرح بها.
بولتون، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي خلال ولاية دونالد ترامب الأولى تحوّل بعد إقالته إلى واحد من أشد منتقدي الرئيس الأميركي.
ويُنظر إلى القضية الجديدة باعتبارها فصلاً إضافيًا في سلسلة المواجهات القضائية والسياسية، التي طالت شخصيات بارزة في واشنطن خلال السنوات الأخيرة.
تفاصيل الهجوم الإلكتروني ومحاولة الابتزاز
توضح لائحة الاتهام أن ممثلاً عن بولتون تواصل مع مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في السادس من يوليو (تموز) عام 2021، بعد الاشتباه في أنّ شخصًا "يُعتقد أنه من إيران" اخترق حساب بولتون الإلكتروني.
وأشارت التحقيقات إلى أن القراصنة أرسلوا رسالة تهديد مباشرة قالوا فيها: "قد تكون هذه أكبر فضيحة منذ تسريبات هيلاري كلينتون.. لكن هذه المرة من جانب الجمهوريين. تواصل معنا قبل أن يفوت الأوان".
وبعد أسابيع قليلة، وصل بريد إلكتروني آخر إلى بولتون يحمل تهديدًا جديدًا بنشر "مقاطع محرّفة من كتابه" مستندة إلى الرسائل المسرّبة، ما لم يتجاوب معهم.
ويقول الادعاء إن بولتون لم يبلغ السلطات الفيدرالية باحتمال وجود معلومات سرّية ضمن الرسائل المخترقة، وهو ما عُدّ إخلالًا بإجراءات الأمان الخاصة بحاملَي المناصب الحساسة.
وإلى جانب حادثة القرصنة، وجّهت وزارة العدل الأميركية إلى بولتون اتهامًا بإساءة استخدام وثائق سرّية تتعلق بالأمن القومي واحتفاظه بها بعد مغادرته منصبه الرسمي، في قضية تلقي الضوء على التعقيدات القانونية التي تحيط بكبار المسؤولين السابقين.
ويُعدّ جون بولتون من أشدّ خصوم النظام الإيراني في السياسة الأميركية الحديثة؛ فقد شغل منصب سفير واشنطن لدى الأمم المتحدة في عهد الرئيس الأسبق، جورج دبليو بوش، وكان دائمًا من دعاة النهج المتشدد وسياسة "الضغط الأقصى" على طهران.
كما لعب دورًا محوريًا في انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي السابق عام 2018، ودعا مرارًا إلى تشديد العقوبات الاقتصادية وطرح الخيار العسكري كأداة ردع ضد إيران.
وفي المقابل، تصف وسائل الإعلام الإيرانية بولتون منذ سنوات بأنه "مهندس العداء الأميركي ضد إيران".
وعند سؤال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض عن القضية، اكتفى بردّ مقتضب قائلاً: "إنه شخص سيّئ.. هذا هو كل ما في الأمر".
ولا تزال العلاقة بين ترامب وبولتون متوترة منذ مغادرة الأخير البيت الأبيض.
ففي كتابه الشهير "الغرفة التي حدث فيها ذلك"، وصف بولتون ترامب بأنه يفتقر إلى الكفاءة في السياسة الخارجية وغير مؤهل لقيادة البلاد، وهو الكتاب الذي كان أحد الأسباب التي دفعت إلى فتح تحقيقات قانونية بحقه.