وأفادت وسائل الإعلام الإيرانية والروسية، يوم الخميس 16 أكتوبر (تشرين الأول) بأن لاريجاني التقى بوتين، وذكرت أن الطرفين ناقشا أيضًا القضايا الإقليمية.
وجاءت رسالة خامنئي إلى الرئيس الروسي، بعدما أعلن بوتين الأسبوع الماضي أن إسرائيل طلبت منه توصيل رسالة إلى إيران تؤكد فيها تل أبيب عدم رغبتها في تصعيد الصراع مع طهران.
وقال بوتين، يوم الخميس 9 أكتوبر الجاري، في طاجيكستان: "ما زلنا على اتصال مع إسرائيل، ونتلقى رسائل من قيادتها تطلب منا إعلام أصدقائنا الإيرانيين بأن تل أبيب تسعى إلى التوصل إلى اتفاق وتنظيم العلاقات، وليس لديها أي رغبة في مواجهة أو صراع مع إيران".
وأكد الرئيس الروسي أن "قضية البرنامج النووي الإيراني لا يمكن حلها إلا من خلال الدبلوماسية والمفاوضات. نحن على اتصال وثيق مع شركائنا الإيرانيين، ونشعر بأنهم مستعدون لإيجاد حلول مقبولة للطرفين واستئناف التعاون البنّاء مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأعلن "الكرملين" الروسي يوم الاثنين 6 أكتوبر الجاري، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أكدا في مكالمة هاتفية، رغبتهما في إيجاد حلول قائمة على التفاوض بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وقبل هذه المكالمة بقليل، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، يوم الخميس 2 أكتوبر الجاري، في بيان رسمي، أن المعاهدة الاستراتيجية الشاملة بين موسكو وطهران، التي وقّعها بوتين وبزشكيان في ديسمبر (كانون الأول) 2024 في الكرملين، أصبحت سارية رسميًا.
ويأتي إعلان روسيا بدء تنفيذ المعاهدة، في ظل معارضتها والصين، إعادة جميع العقوبات الأممية المفروضة على طهران، بعد تفعيل "آلية الزناد" من قِبل دول "الترويكا" الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا).
وبعد تصريحات بوتين بشأن نقل رسالة إسرائيل إلى طهران، أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في برنامج تلفزيوني، تلقي هذه الرسالة، وقال: "قبل ثلاثة أو أربعة أيام، كان هناك اتصال هاتفي بين بوتين ونتنياهو، وفي اليوم التالي تم استدعاء سفيرنا في موسكو لنقل رسالة نتنياهو التي تؤكد عدم رغبة إسرائيل في خوض حرب جديدة ضد بلدنا".
وخلال عملية "الأسد الصاعد"، التي بدأت فجر يوم الجمعة 13 يونيو (حزيران) الماضي، شنت إسرائيل هجومًا على عدة أهداف في إيران، استهدف قيادات عسكرية وأمنية بارزة، ومراكز صاروخية وعسكرية، بالإضافة إلى مسؤولين عن البرنامج النووي الإيراني.
وتعد زيارة لاريجاني لموسكو، يوم الخميس 16 أكتوبر، ثاني زيارة له بعد انتهاء هذه المواجهة، حيث التقى بوتين في أواخر شهر يوليو (تموز) الماضي، لمناقشة الوضع الإقليمي والمسائل المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.
وبعد شهر من هذه الزيارة، وفي 22 أغسطس (آب) الماضي، أعلن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، أن الحرب بين إيران وإسرائيل "لم تنتهِ بعد"، وأن المسؤولين الإيرانيين يجب أن يظلوا مستعدين لمواجهة أي تطورات.
تحذيرات إسرائيلية
في إسرائيل، حذّر جاك نيريا، المسؤول السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي، من أن الجولة الثانية من الحرب بين إسرائيل وإيران في طريقها للحدوث.
وفي الأشهر الأخيرة، استمرت التقارير وتصريحات المسؤولين بشأن احتمال استئناف المواجهة العسكرية بين البلدين.
وفي آخر تصريح، دعا الرئيس الإيراني الأسبق، حسن روحاني، مجددًا إلى التفاوض مع الغرب، محذرًا من أنه إذا لم ترفع طهران "جاهزيتها العسكرية والاستخباراتية والسياسية والدبلوماسية"، فإن الحرب قد تعود مرة أخرى.
كما أكدت بعض وسائل الإعلام ومسؤولون إيرانيون مرارًا، خلال الأشهر الأخيرة، أن روسيا لم تقدم أي دعم لطهران، خلال الحرب مع إسرائيل.