بوتين: إسرائيل حملتنا رسالة لإيران بعدم رغبتها في تصعيد الصراع

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن إسرائيل طلبت منه نقل رسالة إلى إيران مفادها أن تل أبيب لا تريد تصعيد الصراع مع طهران.
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن إسرائيل طلبت منه نقل رسالة إلى إيران مفادها أن تل أبيب لا تريد تصعيد الصراع مع طهران.
وبحسب وكالة "تاس" للأنباء، قال بوتين الذي سافر إلى طاجيكستان، الخميس 8 أكتوبر (تشرين الأول): "ما زلنا على اتصال مع إسرائيل ونتلقى رسائل من القيادة الإسرائيلية تطلب إبلاغ أصدقائنا الإيرانيين بأن إسرائيل تسعى إلى التوصل إلى اتفاق وتطبيع العلاقات وليست مهتمة بأي نوع من المواجهة".
وأكد الرئيس الروسي أنه "لا يمكن حل القضية النووية الإيرانية إلا بالدبلوماسية والمفاوضات. لدينا اتصالات وثيقة مع الشركاء الإيرانيين، ونشعر أنهم مستعدون لإيجاد حلول مقبولة للطرفين واستئناف التعاون البناء مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأعلن الكرملين، في 6 أكتوبر (تشرين الأول)، أن فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكدا في محادثة هاتفية استعدادهما لإيجاد حلول تفاوضية للبرنامج النووي الإيراني.
وقبل المحادثة الهاتفية بين بوتين ونتنياهو، أصدرت وزارة الخارجية الروسية في الأول من أكتوبر بيانا أعلنت فيه أن المعاهدة الاستراتيجية الشاملة بين موسكو وطهران ، التي تم توقيعها في يناير (كانون الثاني) 2025 في الكرملين من قبل بوتين وبزشكيان، دخلت حيز التنفيذ رسميا.
وأعلنت روسيا بدء تطبيق المعاهدة الاستراتيجية الشاملة مع إيران، رغم معارضتها والصين، وبعد تفعيل آلية الزناد من قبل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، عادت جميع عقوبات الأمم المتحدة ضد طهران.
ورغم الشكاوى من تقاعس روسيا في حرب الأيام الاثني عشر، تم تنفيذ الاتفاق الاستراتيجي بين طهران وموسكو.
ومع ذلك، أثيرت شكوك حول مدى التزام الصين وروسيا بهذه العقوبات.
وجاء في بيان وزارة الخارجية بشأن تنفيذ معاهدة التعاون الشامل بين روسيا وإيران: "يعتبر هذا الحدث نقطة تحول مهمة في تاريخ العلاقات بين حكومتي روسيا وإيران، وهي علاقات وصلت إلى مستوى جديد من الشراكة الاستراتيجية الشاملة من حيث الجودة".
وأضافت وزارة الخارجية الروسية: "تحدد هذه الوثيقة المبادئ التوجيهية الرئيسية لجميع المجالات ذات الأولوية على مسار التعاون الثنائي طويل الأمد".
ووصفت الوزارة المحاور الرئيسية لاتفاق طهران وموسكو بأنها تعزيز التعاون على الساحة الدولية "في إطار ظهور نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب"، والجهود المشتركة "لتعزيز الاستقرار والأمن الإقليميين"، ومواجهة "التحديات والتهديدات المشتركة".
ويأتي تأكيد الجانب الروسي على مواجهة "التهديدات المشتركة" في وقت تحدث فيه بعض المسؤولين في إيران في الأسابيع الأخيرة عن فشل موسكو في الوقوف إلى جانب طهران خلال الحرب التي استمرت 12 يوما مع إسرائيل.
وسبق وقال محمد رضا ظفر قندي، وزير الصحة إن "طهران كانت تتوقع المساعدة من روسيا خلال الحرب مع إسرائيل، لكن موسكو لم تقدم لها هذه المساعدة".
واعترف يحيى رحيم صفوي، مستشار المرشد علي خامنئي، بأن موسكو لم تقدم لطهران "مساعدة عسكرية" خلال الحرب التي استمرت 12 يوما.
وأضاف: "روسيا لديها عدد كبير من السكان اليهود، وهذا أثر على مواقف موسكو".
السلام في الشرق الأوسط
وبحسب الكرملين، ناقش بوتين ونتنياهو أيضا الوضع في الشرق الأوسط في محادثتهما الهاتفية، بما في ذلك خطة دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة ومواصلة الجهود الرامية إلى استقرار الوضع في سوريا.
وقال بوتين، الخميس 9 أكتوبر (تشرين الأول)، بشأن السلام بين حماس وإسرائيل: "تأمل روسيا أن يتم تنفيذ مبادرات ترامب لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أرض الواقع".
وأضاف: "نؤمن بأن مشكلات الشرق الأوسط لا يمكن حلها إلا بالوسائل السياسية والدبلوماسية. وبطبيعة الحال، نحن مستعدون لدعم أي جهد سلمي من شأنه أن يساعد على وقف إراقة الدماء وإعادة السلام إلى المنطقة".
وقال بوتين إن روسيا وشركاءها في رابطة الدول المستقلة يعتبرون إنشاء دولة فلسطينية مستقلة الشرط الرئيسي للاستقرار في الشرق الأوسط.
وأضاف: هذا الموقف قائم منذ عهد الاتحاد السوفيتي، وأصبح إرثًا لجميع الجمهوريات السوفيتية السابقة. ونعتبر قيام دولة فلسطينية مستقلة شرطًا أساسيًا وضروريًا للاستقرار طويل الأمد وحل المشكلات المرتبطة بهذه الأزمة المعقدة.