ظهور نوع من أنفلونزا الطيور "شديد العدوى" شمال إيران

أعلنت المنظمة العالمية لصحة الحيوان عن انتشار فيروس إنفلونزا الطيور "شديد العدوى" من نوع "H5N1" بين الدواجن في شمال إيران؛ وهو فيروس من عائلة الإنفلونزا من النوع A، التي تصيب الطيور أساسًا.
أعلنت المنظمة العالمية لصحة الحيوان عن انتشار فيروس إنفلونزا الطيور "شديد العدوى" من نوع "H5N1" بين الدواجن في شمال إيران؛ وهو فيروس من عائلة الإنفلونزا من النوع A، التي تصيب الطيور أساسًا.
وقالت المنظمة، يوم الثلاثاء 7 أكتوبر (تشرين الأول)، إنّ الفيروس أدى إلى نفوق 10 طيور من قطيع يضم 90 طيرًا، فيما تم إعدام باقي الطيور لمنع تفشي العدوى.
ما هي إنفلونزا الطيور؟
إنفلونزا الطيور أو "إنفلونزا الدجاج" تشير إلى مجموعة من فيروسات الإنفلونزا من النوع A، التي تُصيب الطيور بالدرجة الأولى.
والنوع الذي يثير أكبر قلق عالمي هو "H5N1"، والذي يُصنفه الخبراء على أنه "شديد العدوى".
ومصطلح "شديد العدوى" يعني أن الفيروس يُسبب معدلات نفوق مرتفعة بين الطيور، لكنه لا يعني بالضرورة ارتفاع خطره أو شدته على البشر.
و يمكن أن ينتشر فيروس "H5N1" بسرعة كبيرة بالمزارع، ما يؤدي إلى إعدام أعداد ضخمة من الطيور.
كما يمكن أن ينتقل إلى الطيور البرية، وفي بعض الحالات إلى الثدييات التي لامست جثثًا مصابة أو بيئة ملوّثة.
الوضع العالمي في عام 2025
وبعد الموجة غير المسبوقة لإنفلونزا الطيور عام 2021، أصبح انتشار الفيروس في 2025 ذا طابع موسمي؛ ينخفض في الصيف ويزداد في الشتاء.
وبحسب المنظمة العالمية لصحة الحيوان، فقد تمّ تسجيل 12 بؤرة تفشٍ في مزارع الدواجن و51 بؤرة بين الطيور البرية في مناطق من أفريقيا والأميركيتين وآسيا وأوروبا خلال أغسطس (آب) الماضي، مما أدى إلى نفوق أو إعدام نحو 228 ألف طائر للسيطرة على المرض.
إصابات البشر
ومنذ عام 2003 حتى 1 يوليو (تموز) الماضي، تمّ تسجيل 986 إصابة بشرية بـ"H5N1" في 25 دولة، أدّت 473 حالة منها إلى الوفاة.
وجميع الإصابات تقريبًا حدثت بعد اتصال مباشر مع طيور مصابة أو بيئات ملوثة، ولم تُسجّل أي حالات انتقال مستمر من إنسان إلى آخر.
في عام 2025، ظلت الإصابات البشرية محدودة ومتفرقة، وسجّلت كمبوديا العدد الأكبر من الحالات.
وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأميركية (CDC)، تمّ بين 1 يناير (كانون الثاني) و4 أغسطس (آب) 2025 تسجيل 26 إصابة بشرية بـ"H5N1" حول العالم، منها 23 حالة خارج الولايات المتحدة، و11 وفاة.
في أميركا سُجّلت 3 إصابات خفيفة في بداية العام، ولم تُرصد أي حالات جديدة منذ منتصف فبراير (شباط).
وتم تأكيد أول حالة وفاة بشرية بسبب فيروس "H5N1" في الولايات المتحدة في 6 يناير (كانون الثاني) 2025، في لويزيانا.
الانتقال إلى الثدييات والماشية
ومنذ عام 2022، تم الإبلاغ عن حالات إصابة بفيروس "H5N1" في العديد من الثدييات، مثل الثعالب والدببة وأسود البحر.
وجاءت نقطة التحول في هذا الاتجاه في عام 2024، عندما تم اكتشاف الفيروس في الأبقار الحلوب في الولايات المتحدة، وهو حدث نادر أدى إلى زيادة هائلة في تدابير المراقبة والسيطرة في المزارع.
ومع ذلك، لم يسجل تقرير المنظمة العالمية لصحة الحيوان في أغسطس (آب) الماضي أي حالات تفشي لإنفلونزا الطيور بين الثدييات.
وتشير هذه التقلبات إلى أن جغرافية تفشي المرض بين الثدييات غير مستقرة ومتقطعة، ويجب مراقبتها شهرا بعد شهر.
هل يشكل انفلونزا الطيور خطرا على البشر؟
بشكل عام، يُعتبر الخطر على عامة الناس منخفضًا. وقد سُجِّلت معظم الحالات البشرية بين أشخاص كانوا على اتصال وثيق ومتكرر بالطيور المريضة أو بيئات ملوثة، بما في ذلك عمال مزارع الدواجن وبائعو أسواق الطيور.
ولم يتم حتى الآن الإبلاغ عن أي علامات تشير إلى انتقال الفيروس بشكل مستدام من إنسان إلى آخر.
ومع ذلك، بما أن فيروسات الإنفلونزا قادرة على التغير الجيني، فإن وكالات الصحة العامة تؤكد على المراقبة المستمرة، وأخذ العينات من الحيوانات البرية ومجموعات المزارع، والتحليل الجينومي التفصيلي للفيروسات.
العواقب الاقتصادية والبيئية
وبعيداً عن الجوانب الصحية، فإن هذا المرض له عواقب اقتصادية واسعة النطاق، بما في ذلك ارتفاع تكاليف الإعدام، والقيود التجارية، واضطرابات سلسلة التوريد، وارتفاع أسعار الدجاج والبيض.
وتؤثر الخسائر الواسعة النطاق بين الطيور البحرية أيضًا سلبًا على النظم البيئية وجهود الحفاظ على الأنواع وحتى صناعة السياحة.
وتظهر هذه الضغوط بشكل خاص في البلدان التي تعتمد بشكل أكبر على الدجاج والبيض لتحقيق أمنها الغذائي.
وتواصل البلدان التركيز على تعزيز الأمن البيولوجي في المزارع، والسيطرة على حركة الماشية والطيور، وتنفيذ برامج التطهير والاستئصال المستهدفة.
ويجري أيضًا إجراء اختبارات للأفراد المعرضين للفيروس، وخاصة في مناطق تفشي المرض.
وفي الولايات المتحدة، أنهت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها حالة الطوارئ المتعلقة بفيروس "H5N1" في الثاني من يوليو (تموز) 2025، ودمجت مراقبة الفيروس في نظام مراقبة الإنفلونزا الروتيني في السابع من يوليو (تموز).
ومع ذلك، لا تزال عملية تقييم المخاطر والمراقبة الجينومية للفيروس مستمرة.
الخبراء يحذرون: لا ينبغي اعتبار القصة منتهية.
في عام 2025، ستظل إنفلونزا الطيور تشكل أزمة بيطرية ذات عواقب اقتصادية وبيئية واسعة النطاق.
ويُقدر الخطر الذي يشكله الفيروس على عامة الناس بأنه منخفض، ولكن الانتشار المتقطع للفيروس بين الثدييات وتجربة الإصابة به بين الأبقار الحلوب في الولايات المتحدة تشكل تذكيراً بالحاجة إلى اليقظة المستمرة والمراقبة.
ومن المتوقع أن تشتد موجات المرض الموسمية مرة أخرى مع اقتراب الأشهر الباردة، وستستخدم البلدان مزيجًا من تدابير الأمن البيولوجي، والقتل المستهدف، والمراقبة الجينومية لمنع زيادة المخاطر على البشر.