وفي مؤتمر صحافي عُقد يوم السبت 27 سبتمبر (أيلول)، بعد ساعات من وصوله إلى لبنان، ردّ لاريجاني على أسئلة الصحفيين بشأن احتمال شنّ إسرائيل هجومًا جديدًا على إيران، قائلاً: "نحن مستعدون لكل الاحتمالات، لكنني لا أعتقد أن الإسرائيليين سيتصرفون بهذه الدرجة من الطيش، وإن فعلوا فسنرد عليهم بقوة".
وتأتي زيارة لاريجاني إلى لبنان فيما دعا حزب الله المواطنين للمشاركة في فعالية أطلق عليها اسم "تجمع شعبي وجداني".
ووفق الإعلان، فإن هدف زيارة لاريجاني، التي قام بها يوم السبت 27 سبتمبر، هو حضور مراسم الذكرى الأولى لمقتل نصرالله وسيد هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله.
ويرافق لاريجاني في هذه الزيارة كل من رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إبراهيم عزيزي، وعضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني روح الله متفكر آزاد.
وفي تصريح لدى وصوله إلى بيروت، قال لاريجاني إن "لبنان قلعة مقاومة في مواجهة إسرائيل"، مضيفًا: "لقد تبيّنت اليوم للجميع صحة ما قاله حسن نصرالله قبل عقود بشأن إسرائيل".
وأشار أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إلى أن "الجميع يدرك اليوم أن إسرائيل لا ترحم أي بلد"، مضيفًا أن "هجومها على قطر أظهر بوضوح كيف تكشف الشعوب الحقائق في مواجهة التحديات. واليوم تسعى دول مختلفة إلى إيجاد آلية مشتركة للتعاون فيما بينها، ونحن ندعم هذا المسار".
وأضاف: "لقد دعمنا دائمًا وجود حكومات قوية ومستقلة في لبنان".
وخلال الزيارة السابقة للاريجاني إلى لبنان في أغسطس (آب) الماضي، اتهمت أوساط سياسية لبنانية النظام الإيراني بالتدخل في مسار نزع سلاح حزب الله.
وجاء في بيان صادر عن السفارة الإيرانية في بيروت حول هذه الزيارة أن لاريجاني سيجري لقاءات مع مسؤولين رفيعي المستوى في لبنان.
وأوضح البيان أن الهدف من هذه اللقاءات هو "بحث العلاقات الثنائية والتشاور بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
وخلال العام الماضي، تعرض حزب الله في لبنان، الذي كان يُوصف قبل مقتل نصرالله بأنه أقوى أذرع النظام الإيراني بالوكالة، لانتكاسة كبرى.
فإلى جانب نصرالله وصفي الدين، قُتل معظم القادة البارزين وآلاف من عناصر الحزب في الضربات الإسرائيلية.
وأدت هذه الهجمات الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من خمسة آلاف عنصر من حزب الله وإصابة الآلاف بجروح، كما دمّرت أكثر من 70 في المائة من الترسانة الصاروخية والبنية التحتية العسكرية للحزب.
ومن بين 29 قرية شيعية تقع على الحدود مع إسرائيل كانت تشكل خطوط الدفاع الأمامية لحزب الله، دُمّرت 22 قرية بشكل كامل، واضطر أكثر من 100 ألف من سكان هذه القرى إلى مغادرة منازلهم.
وفي أعقاب هذه الهجمات، وافق حزب الله في ديسمبر (كانون الأول) 2024 على وقف إطلاق النار وتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701. ومنذ ذلك الحين، طُرح موضوع نزع سلاح الحزب في لبنان.
ويأمل المسؤولون اللبنانيون في أن تؤدي عملية نزع السلاح، بعد عقود من هيمنة حزب الله على البنية العسكرية والسياسية والأمنية في البلاد، إلى إنهاء سيطرته، إلا أنهم يرون في النظام الإيراني أحد أكبر العوائق أمام هذا المسار.
وتعد هذه الزيارة الثانية للاريجاني إلى لبنان منذ توليه منصبه كأمين للمجلس الأعلى للأمن القومي.
وكانت زيارته الأولى في أغسطس الماضي قد أثارت ردود فعل قوية في الأوساط السياسية والإعلامية اللبنانية، إذ وُصفت بأنها تدخل فاضح من طهران في الشؤون الداخلية اللبنانية ومحاولة لدفع حزب الله إلى الاحتفاظ بسلاحه، ووُصفت آنذاك بأنها "وقاحة" و"تجرؤ".
وفي ذلك الوقت، أكد رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، خروج بيروت مما تسميه إيران "محور المقاومة"، مشيرًا إلى أن نفوذ النظام الإيراني في الدول العربية بدأ يتراجع.
وقال سلام، في مقابلة مع صحيفة" الشرق الأوسط": "إن مسؤولي النظام الإيراني "كانوا يتفاخرون سابقًا ببعض الأمور، من بينها أن طهران تسيطر على أربع عواصم عربية. وأنا أعتقد أن ذلك العصر قد انتهى".