عودة العقوبات على إيران بعد رفض مجلس الأمن الدولي مقترحاً روسياً – صينياً بالتأجيل

فشل مشروع القرار الذي قدمته روسيا والصين بتأجيل إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران في مجلس الأمن الدولي، وبالتالي ستعود هذه العقوبات إلى التنفيذ مجدداً.
فشل مشروع القرار الذي قدمته روسيا والصين بتأجيل إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران في مجلس الأمن الدولي، وبالتالي ستعود هذه العقوبات إلى التنفيذ مجدداً.
وفي التصويت الذي جرى اليوم الجمعة 26سبتمبر (أيلول) 2025، لم يحصل المشروع إلا على أربعة أصوات مؤيدة من أصل 15 عضواً، وهم: روسيا، الصين، الجزائر، وباكستان.
في المقابل، صوّتت تسع دول، بينها الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، والدنمارك ضده، فيما امتنعت دولتان عن التصويت، من بينهما كوريا الجنوبية التي كانت ترأس الجلسة.
وبناءً على قرار المجلس، ستُعاد جميع عقوبات الأمم المتحدة ضد إيران اعتباراً من يوم غد السبت27 سبتمبر 2025 الساعة 8 مساءً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
تأتي عودة العقوبات بعد أن فعّلت فرنسا وألمانيا وبريطانيا آلية الزناد المنصوص عليها في الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
ردود فعل أعضاء مجلس الأمن
كان مندوب روسيا في مجلس الأمن قد قال: "كنا نأمل أن يسود العقل والمنطق، وأن تتراجع فرنسا وألمانيا وبريطانيا عن ادعاءاتها".
وأضاف أن "واشنطن رفضت الحوار، وإيران أرادت تقديم تنازلات، واتخذت جميع الإجراءات".
فيما صرّح المندوب الصيني بأنه كان على أوروبا وأميركا أن "تختارا خيار التمديد الفني بدلاً من إعادة العقوبات، وأن يسلكا طريق الحوار والتفاوض بدلاً من تعميق الانقسامات".
وأكد أن دول "الترويكا" الأوروبية أصرت على عودة العقوبات.. وهو ما سيبقي الوضع حرجًا للغاية.
أما ممثلة بريطانيا فقد أكدت أن "عقوبات الأمم المتحدة ستعود هذا الأسبوع، وعلى جميع الدول الأعضاء الالتزام بها."
وأضافت: "بريطانيا ما زالت ملتزمة بالسعي إلى حل دبلوماسي. التزامنا بالدبلوماسية لم ينتهِ، ونحن مستعدون لمواصلة المحادثات مع إيران لمعالجة القلق العالمي بشأن برنامجها النووي."
كما أشارت إلى تصريحات علي خامنئي الأخيرة قائلة: "من الواضح أن إيران لا تبدي رغبة في النظر بمفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة. وبالتالي، هذا المجلس لا يرى مساراً واضحاً للوصول سريعاً إلى حل دبلوماسي."
يشار إلى أنه قبل ثلاثة أيام من التصويت، كان علي خامنئي قد جدد رفضه التفاوض مع الولايات المتحدة، معتبراً أن مثل هذه المفاوضات "لا فائدة منها، بل قد تحمل أضراراً لا تعوّض."
كما دافع عن تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية، وهو ما أدى إلى تعثر المحادثات بين طهران وواشنطن.
موقف الولايات المتحدة
أما ممثلة الولايات المتحدة فقد شددت على أن "أميركا تدعم الملف الذي قدمته الدول الأوروبية الثلاث. إيران خرقت التزاماتها بشكل متكرر وجسيم. إعادة فرض العقوبات لا تعني التخلي عن الدبلوماسية."
وأضافت: "نحن سعداء بأن المجلس رفض مشروع روسيا والصين، فقد كان مجرد محاولة فارغة للإفلات من محاسبة إيران."
ومن ناحيتها قالت مندوبة الدنمارك: "الجهود الدبلوماسية المكثفة على أعلى مستوى لم تنجح. إقرار المشروع كان سيؤدي فقط إلى تمديد وضع غير مقبول. نحن قلقون بشدة من برنامج إيران النووي وتكديسها لليورانيوم عالي التخصيب."
وفي المقابل، كان عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، قد وصف تفعيل آلية "سناب باك" من قبل الدول الأوروبية الثلاث بأنه "يفتقر إلى الشرعية"، محذراً من إنهاء التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية إذا ما أعيد فرض عقوبات مجلس الأمن.
وبعد التصويت على إعادة فرض العقوبات قال وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي إن تحركات إيران البناءة قوبلت من أميركا والمجموعة الأوروبية بالرفض.
وأضاف عراقجي أن الغرب تصرف بسوء نية فيما التزمت إيران بالاتفاق النووي حتى بعد انسحاب واشنطن منه.