وتُعد أسدي رابع سجينة تفقد حياتها في السجون الإيرانية، منذ 11 سبتمبر (أيلول) الجاري حتى الآن. فبالإضافة إلى سمية رشيدي، توفيت أيضًا كل من جميلة عزيزي ومريم شهركي، فيما تُوفي السجين محمد منقلي في سجن يزد للأسباب ذاتها المتعلقة بحرمانه من العلاج.
وذكر تقرير "هرانا" الصادر، يوم الجمعة 26 سبتمبر (أيلول)، أن سُدابه أسدي توفيت يوم الثلاثاء 16 سبتمبر الجاري داخل سجن قرجك ورامين، بسبب الإهمال الطبي. وأوضح أن أسدي كانت محتجزة على خلفية "اتهامات مالية"، وأن وفاتها وقعت وسط صمت السلطات القضائية ومسؤولي السجن، الذين لم يعلنوا أي تفاصيل حتى الآن.
وأشار الموقع إلى أن خبر وفاة أسدي وصل متأخرًا بسبب صمت أسرتها وخشيتها من الحديث علنًا.
"قرجك ورامين".. رمز لانتهاكات حقوق السجينات
تحوّل سجن "قرجك ورامين"، خلال السنوات الأخيرة، إلى أحد أبرز رموز انتهاكات حقوق النساء السجينات في إيران، حيث تُسجّل فيه حالات متكررة من الحرمان من العلاج والإهمال الطبي.
ونشرت وكالة أنباء "ميزان"، التابعة للسلطة القضائية الإيرانية، يوم الخميس 25 سبتمبر الجاري، خبر وفاة السجينة السياسية، سمية رشيدي، التي كانت قد نُقلت متأخرة إلى مستشفى مفتح ورامين بعد عدة نوبات تشنج.
وكانت تقارير حقوقية قد أكدت أن رشيدي عانت إهمالاً متعمدًا؛ حيث اتهمها أطباء السجن بـ "التظاهر بالمرض"، واكتفوا بوصف أدوية مهدئة لها بدلاً من إرسالها إلى المستشفى.
وبعد تدهور وضعها الصحي، دخلت رشيدي في غيبوبة، وانخفض مستوى وعيها إلى الدرجة الخامسة، ما دفع الأطباء إلى إعلان عجزهم عن إنقاذ حياتها.
وإثر وفاتها، حاولت وكالة الأنباء التابعة للسلطة القضائية في إيران تقديم رواية بديلة لتبرئة السلطات من تهمة انتهاك حقوق الإنسان وحرمان السجناء، خصوصًا السياسيين، من العلاج المناسب.
وفيات متتالية بسبب الإهمال الطبي
أفادت "إيران إنترناشيونال"، في 20 سبتمبر الجاري، بأن جميلة عزيزي، المحتجزة في جناح "المشاورة 2" بسجن قرجك، توفيت نتيجة الحرمان من العلاج، فيما تُوفيّ السجين محمد منقلي في سجن يزد للسبب نفسه.
كما توفيت السجينة مريم شهركي، يوم 12 سبتمبر الجاري أيضًا في سجن "فرديس كرج"، بعد إصابتها بآلام حادة في الصدر وتشخيص خاطئ من أطباء السجن، حيث فارقت الحياة قبل نقلها إلى المستشفى.
وتؤكد تقارير حقوقية أن سجن "قرجك ورامين" يعاني اكتظاظًا شديدًا، ونقصًا حادًا في الخدمات الأساسية والمعدات الطبية، فضلاً عن سوء معاملة الكادر الطبي وتشخيصاتهم الخاطئة، ما أدى إلى تفاقم معاناة السجينات ووفاة العديد منهن.