وأفادت الصحيفة الأميركية، يوم الجمعة 26 سبتمبر (أيلول)، بأن مراجعة صور الأقمار الصناعية تُظهر أن إيران كثّفت خلال الأشهر الأخيرة أعمال البناء في هذا الموقع تحت الأرض، ما يشير إلى أن طهران لم توقف بالكامل عملها على برنامجها النووي ذي الطابع العسكري، وربما تعيد بحذر بناء قدراتها المفقودة.
ويُقام المشروع في منطقة تُعرف بـ "كوه كلنك كزلا" أو "كوه كلنك"، حيث يعمل المهندسون الإيرانيون منذ عام 2020 على حفر أنفاق داخل سلسلة جبال زاغروس على بُعد نحو 1.5 كيلومتر من "نطنز".
وفي وقت سابق، أشار معهد العلوم والأمن الدولي في تقرير له أن طهران تبني محيطًا أمنيًا جديدًا بأسوار حول "كوه كلنك كزلا".
غموض حول الوظيفة الحقيقية للموقع
أوضحت "واشنطن بوست" أن الدور الدقيق لهذه المنشأة لا يزال غير واضح، إذ لم يُسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارتها حتى الآن. وأكد المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، أن طهران لم تُجب عن أسئلة بشأن هذا الموقع.
ويرجح خبراء أن القاعات تحت الأرض قد تكون أعمق حتى من منشأة "فوردو"، التي استُهدفت بقنابل خارقة للتحصينات خلال الحرب الأخيرة. وتُقدَّر مساحة المنشآت فوق الأرض بنحو 1.5 كيلو متر مربع مع مداخل منفصلة في الجهتين الشرقية والغربية.
وفي عام 2020، أعلنت طهران أن الغرض من الموقع هو تجميع أجهزة الطرد المركزي، لكن العمق والحجم أثارا تكهنات بأنه قد يكون موقعًا سريًا لتخصيب اليورانيوم أو لتخزين المواد النووية المخصبة.
مع ذلك، يرى محللون أن هذه الأنشطة لا تعني بالضرورة تسريع إيران امتلاك سلاح نووي.
وقال مسؤول في البيت الأبيض للصحيفة: "إن إدارة ترامب تراقب عن كثب أي محاولة من إيران لإعادة بناء برنامجها النووي، ولن تسمح أبدًا لها بامتلاك سلاح نووي".
إيران تتجه نحو نقل برنامجها النووي إلى باطن الأرض
حذّر خبير حظر الانتشار النووي، جيفري لويس، من أن طهران ربما تسعى أكثر فأكثر لنقل أنشطتها الحساسة إلى باطن الأرض.
وأشار إلى ثلاثة تغييرات رئيسة ظهرت بعد الحرب، وهي: استكمال السياج الأمني، تعزيز أحد مداخل الأنفاق، وزيادة كميات الأنقاض الناجمة عن الحفر، ما يدل على استمرار العمل.
وأكدت صور الأقمار الصناعية كذلك وجود شاحنات ومعدات بناء ثقيلة، فيما قالت سارة بوركهارد، من معهد العلوم والأمن الدولي، إن تغطية مداخل الأنفاق بالصخور والتراب تهدف إلى تحصينها ضد الغارات الجوية.
وفي 7 أغسطس (آب) الماضي، أفاد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بأن النشاط مستمر في منشأة "كلنك غزلا"، وأن طهران ماضية في أعمال إنشائية واسعة قرب منشأة "نطنز" النووية.