وذكر الموقع في تقرير نشره، يوم السبت 27 سبتمبر (أيلول)، أنّ نقص المساحة الخاصة بخدمات الرعاية الاجتماعية يُعدّ من "المشكلات المروعة" في الوحدة الخامسة من سجن طهران الكبير.
ولم يُشر هذا التقرير إلى هويات السجناء الذين توفوا خلال العام الماضي.
الوضع الصحي والغذائي المتأزم في سجن "طهران الكبير"
تحدث عدد من السجناء الماليين، في مقابلات مع "ديده بان إيران"، عن مشكلات أخرى يواجهونها في سجن طهران الكبير، موضحين أنّ الوحدة الخامسة من هذا السجن تضم 10 قاعات، وكل قاعة تحتوي على 16 غرفة و240 سريرًا.
وبحسب قولهم، فإن عدد السجناء يتجاوز الحد المسموح به، ويضطر بعضهم للنوم بشكل غير إنساني على أرضيات الغرف والممرات والمصليات.
وأضاف هؤلاء السجناء: "المسؤولون لا يفتشون سوى القاعات المخصّصة (VIP) في السجن".
وسبق أن نُشرت تقارير عن الأوضاع السيئة والقاسية في هذه السجون، بعد الهجوم الإسرائيلي على سجن "إيفين" بطهران، خلال حرب الـ 12 يومًا، ونقل السجناء السياسيين المحتجزين فيه إلى سجني طهران الكبير وقرجك ورامين.
وأظهرت التقارير الواردة إلى "إيران إنترناشيونال" أنّ السجناء السياسيين المنقولين من "إيفين" وُضعوا في أماكن تفتقر إلى الحد الأدنى من المعايير في سجن طهران الكبير.
وأشار "ديده بان إيران" إلى استمرار هذه المشكلات وسوء أوضاع الغذاء والصحة بالنسبة للسجناء الماليين، موضحًا أنّ حصة الخبز الخاصة بهم "رديئة وغير صالحة للاستهلاك"، بحيث "حتى الحيوانات لا تأكلها".
وقال أحد السجناء لهذه الوسيلة الإعلامية: "وجبات الغداء والعشاء أيضًا بلا جودة، ولا يتغيّر الوضع إلا عند زيارة المسؤولين".
كما انتقد هؤلاء السجناء الظروف الصعبة في السجن والأحكام الصادرة بحقهم، مؤكدين أنّ كثيرًا منهم "ضحايا جهل القضاة وأحكامهم المزاجية".
ووفقًا لقولهم، فإن بعض المحكومين يمتلكون عقارات أو سندات تجارية، لكن القضاة يرفضون طلباتهم للإفراج بكفالة.
وأصبحت الوفيات المتكررة في السجون الإيرانية بسبب عدم الحصول على الخدمات الطبية وتباطؤ المسؤولين في نقل السجناء إلى المراكز العلاجية خارج السجن، أمرًا شائعًا، خلال الأسابيع الماضية.
وبحسب التقارير المنشورة، فقد توفي ما لا يقل عن خمسة سجناء، بينهم أربع نساء، في الفترة ما بين 12 و25 سبتمبر الجاري، في سجون قرجك ورامين، وكجوئي كرج، ويزد.
وقد أعلنت السلطة القضائية الإيرانية، يوم الخميس 25 سبتمبر، وبعد ثمانية أيام من تقرير "إيران إنترناشيونال" عن فقدان الأمل في إنقاذ حياة السجينة سميّة رشيدي، التي نُقلت إلى المستشفى من سجن قرجك بعد حرمان طويل من العلاج، أنّها فارقت الحياة.
وأثار نشر هذا الخبر ردود فعل واسعة بين السجناء السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
ورأى كثيرون أنّ وفاة رشيدي تُعد "قتلاً تدريجيًا متعمّدًا" من خلال "الإهمال في علاج السجناء"، ونتيجة مباشرة لسياسات السلطة القضائية ومنظمة السجون.