وأوضح التقرير أن هدف طهران هو تقليل اعتماد الحوثيين على الإمدادات الخارجية، بحيث يتمكّنون، عبر الاستعانة بالخبرة التقنية الإيرانية وبالتعاون مع مهندسين محليين، من إنتاج الصواريخ والطائرات المُسيّرة المتطورة بشكل مستقل وتخزينها في منشآت تحت الأرض.
وتمنح إقامة خطوط إنتاج في الجبال أو المناطق الصحراوية، مع تمويه هذه المنشآت، الحوثيين القدرة على حماية أسلحتهم من الضربات المباشرة، وضمان استمرارية عملياتهم.
وأضاف "واي نت" أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية رصدت، خلال الأشهر الأخيرة، تقدمًا كبيرًا في قدرات الحوثيين، يشمل إنتاج طائرات مُسيّرة انتحارية، وصواريخ بعيدة المدى قادرة على التحليق على ارتفاع منخفض لتفادي الرصد، إضافة إلى تطوير البنى التحتية لتصنيع وتخزين هذه الأسلحة.
وفي 5 سبتمبر (أيلول) الجاري، أعلن وزير الإعلام في الحكومة اليمنية الشرعية، معمر الإرياني، أن الحوثيين أنشأوا بمساعدة إيران مصنعًا لإنتاج الأسلحة الكيميائية في مناطق سيطرتهم.
وبعيد اندلاع حرب غزة، بدأ الحوثيون باستهداف السفن الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، مما هدد أمن الملاحة في المنطقة خلال الأشهر الماضية. كما حاولوا مرارًا استهداف الأراضي الإسرائيلية.
وفي المقابل، شنّت إسرائيل عدة ضربات على مواقع الحوثيين في اليمن. وفي 30 أغسطس (آب)، أدت غارة إسرائيلية على مبنى في صنعاء إلى مقتل رئيس وزراء الحوثيين، أحمد غالب الرهوي، وعدد من وزرائهم. كما هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، زعيم الحوثيين بالقتل.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن الحوثيين ينظمون في اليمن دورات تدريبية لوكلاء إيران، لمحاكاة هجمات مميتة شبيهة بهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، الذي شنته حماس، وهو ما أثار قلق المسؤولين الإسرائيليين. ووفق التقرير، قد يأتي الهجوم المقبل على إسرائيل من الجبهة الشرقية، أي من الأراضي الأردنية أو السورية أو كلتيهما.
وفي يوم الخميس 25 سبتمبر، وبعد نحو 24 ساعة من سقوط طائرة مسيّرة على مدينة إيلات، قصف سلاح الجو الإسرائيلي مواقع عسكرية للحوثيين في صنعاء. واعتُبرت هذه العملية أوسع غارة جوية إسرائيلية في اليمن حتى الآن، إذ استهدفت سبعة أهداف، بينها خمسة مقارّ ومخزنان للأسلحة بأكثر من 65 قنبلة.
وبالتوازي، أنشأ جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي وحدتين جديدتين للتركيز على تحديد "مراكز الثقل" لدى الحوثيين، حيث كُلّف عشرات المحللين برصد وتحديد أهداف البنى التحتية وشبكات الدعم التابعة لهم.
ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن الجمع بين العمل العسكري، والعقوبات المالية الدولية، والضغط الاستخباراتي يمكن أن يضعف نفوذ الحوثيين ويقلّص قدرتهم الإنتاجية.
وفي 8 سبتمبر الجاري، ذكر "مركز أبحاث تسليح النزاعات" أن المعدات المضبوطة في شحنات أسلحة مهرّبة إلى اليمن تكشف عن ارتباط واسع للحوثيين بشبكات تابعة لإيران.
ووصف رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد محمد العليمي، وصف الحوثيين، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأنهم "أخطر منظمة إرهابية في العالم"، داعيًا إلى تشكيل تحالف دولي لمواجهة هذا التنظيم المدعوم من طهران.