ويُحتجز الزوجان حالياً في سجني إيفين وقرجك ورامين.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) يوم الأربعاء 24 سبتمبر (أيلول)، أن الزوجين سيحضران آخر جلسة استماع لهما في المحكمة، في وقت تعيش عائلتهما "في حالة من الجهل التام" بشأن تفاصيل الجلسة القادمة.
وقال جو بينيت، نجل الزوجين، إنهما "يعيشان في ظروف مروعة ويواجهان انتهاكات متكررة لحقوق الإنسان".
ودعا حكومة بريطانيا إلى التحرك، مؤكداً: "يجب أن يتوقف الاضطهاد والانتهاكات الممنهجة. إنهما بحاجة إلى دعم حقيقي وملموس لحضور جلسات المحكمة، وضمان الرعاية الطبية الملائمة، والاتصال المنتظم بالعائلة، والإفراج الفوري عنهما".
وتأتي هذه الأنباء بعد نحو شهر من نقلهما المفاجئ إلى محكمة في طهران، في حدث قالت عائلتهما إنها لم تُبلّغ به مسبقاً ولم تُقدَّم لها أي تفاصيل حتى الآن.
كانت قناة "سكاي نيوز" قد أفادت يوم 29 أغسطس (آب) الماضي بأن الزوجين مثلا يوم 27 أغسطس في محكمة بالعاصمة الإيرانية برفقة محامٍ حكومي لم يتعرفا عليه إلا مؤخراً.
وأعرب ابنهما في ذلك الوقت عن قلق عميق بشأن مسار القضية قائلاً: "لا يمكننا أن نرى كيف يمكن اعتبار هذه محاكمة عادلة".
كما كشفت قناة "إيران إنترناشيونال" يوم 30 يوليو (تموز) الماضي في تقرير حصري أن الزوجين تعرضا لضغوط وتعذيب من قبل عناصر أمنية لإجبارهما على الإدلاء باعترافات قسرية، بما في ذلك الاحتجاز لفترات طويلة في الحبس الانفرادي والحرمان القسري من النوم.
وذكر مصدر مطلع على وضعهما أن الزوجين ينكران تماماً التهم الموجهة إليهما، وأكد أنهما كانا مجرد سياح، واعتُقلا في كرمان دون مبرر على يد قوات الأمن.
ليندسي وكريغ فورمن، وكلاهما يبلغ من العمر 52 عاماً، كانا يعيشان سابقاً في شرق ساسكس قبل أن ينتقلا عام 2019 إلى إقليم الأندلس بجنوب إسبانيا. كانت ليندسي تعمل كمستشارة في شؤون الحياة (Life Coach) بينما كان كريغ يعمل نجاراً.
وخلال رحلتهما حول العالم على دراجة نارية، كانا يسألان الناس في مختلف الدول عن مفهوم "الحياة الطيبة" ويُعدّان وثائق عن التجارب والثقافات المتنوعة.
وقد دخلا إيران قادمين من أرمينيا ضمن هذه الرحلة، وزارا تبريز وطهران وأصفهان، ثم كانا يخططان للذهاب إلى كرمان، لكن في 3 يناير (كانون الثاني) الماضي تم اعتقالهما في الطريق بتهمة "التجسس".
الزوجان فورمن ليسا الأوروبيين الوحيدين المحتجزين في سجون إيران، إذ يرى مسؤولون أوروبيون وناشطون حقوقيون أن اعتقال مواطني الدول الغربية من قبل النظام الإيراني يشكل "اختطافاً حكومياً".
ويعتقد هؤلاء أن إيران تستخدم هؤلاء المعتقلين كورقة ضغط على الغرب من أجل الحصول على تنازلات.
وفي هذا السياق، قال أميد معماريان، المحلل السياسي في مؤسسة "دان"، في حديث لـ"إيران إنترناشيونال" يوم 30 يوليو (تموز): "استمرار احتجاز هذين الزوجين البريطانيين في إيران هو بمثابة أخذ رهائن للمساومة في مجال السياسة الخارجية، والنظام الإيراني دأب دائماً على استخدام هذه الأساليب للضغط على الدول الأجنبية".