وبحسب قوله، فإنّ سوابق طهران في هذا المجال تشير إلى أنّ احتجاز السفن، وزرع الألغام، واستخدام الطائرات المسيّرة الانتحارية، ستكون جزءاً من ردّ محتمل من جانب الحكومة الإيرانية.
وأشار نديمي إلى أنّ المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ووسائل الإعلام المتشددة هدّدوا في الأسابيع الأخيرة بأنّ القيود الجديدة قد تكون لها تداعيات على الشحن المتعلق بفرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة.
وأضاف أنّ هذه التهديدات تتطابق مع خبرات سابقة، حين هاجمت السلطات الإيرانية الملاحة الإقليمية رداً على الضغوط الدولية، بل واستهدفت أيضاً منشآت نفطية سعودية.
وبحسب ما كتبه فرزين نديمي، بعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، أظهرت إيران قدرتها على زعزعة استقرار طرق الطاقة الإقليمية عبر زرع ألغام في ميناء الفجيرة، وإسقاط طائرة أميركية بدون طيار، واحتجاز ناقلة نفط بريطانية.
كما أشار نديمي إلى إجراءات الولايات المتحدة بين عامي 2020 و2023، والتي شملت تكثيف الدوريات البحرية، ومرافقة آلاف السفن عبر مضيق هرمز، وإنشاء وحدة بحرية غير مأهولة. ومع ذلك، واصلت إيران مضايقة السفن باستخدام المسيّرات والقوارب السريعة، وزادت دعمها للحوثيين في اليمن.
وأوضح أنّه بعد اندلاع حرب غزة في عام 2023، تصاعدت هجمات الحوثيين على السفن بدعم من الحكومة الإيرانية، مما اضطر السفن الحربية الغربية إلى مواجهة هذه التهديدات يومياً.
وفي يناير (كانون الثاني) 2024، صنّفت إدارة ترامب إيران كـ"داعم حكومي للحوثيين"، وفي أعقاب ذلك بدأت العملية العسكرية "رافرايدر" ضد هذه الجماعة، لكن الهجمات الصاروخية والمسيّرة للحوثيين استمرّت.
وكتب نديمي أنّ تفعيل آلية الزناد يزيد خطر التصعيد في المياه الخليجية.
وتوقّع أنّ إيران لن تغلق مضيق هرمز بشكل كامل، لكنها ستلجأ إلى خطوات مثل احتجاز السفن، والتفتيش الإجباري، وزرع الألغام خفيةً، بهدف رفع أسعار النفط وزيادة الضغط على الولايات المتحدة.
وأضاف أنّ البحرية التابعة للحرس الثوري ستكون في طليعة هذه العمليات، عبر استخدام الصواريخ الباليستية والكروز والطائرات المسيّرة لتنفيذ هجمات دقيقة ضد السفن ومنشآت النفط في المنطقة، بينما يمكن للحوثيين لعب دور مكمّل في هذه الحملة.
وحذّر نديمي من أنّ مثل هذا الوضع سيختبر تماسك التحالفات الإقليمية للولايات المتحدة، إذ قد تتردد بعض الدول الخليجية في المشاركة في عمليات علنية خشية الانتقام الإيراني.
وفي تقريره، أوصى نديمي بأن تحافظ الولايات المتحدة على وجود بحري قوي في المياه الخليجية والبحر الأحمر، مستخدمةً حاملات الطائرات، والمدمّرات المتطورة، وفِرَق التدخل السريع، لمنع احتجاز السفن.
كما شدّد على ضرورة الاستعداد لحرب الألغام، ورسم خطوط حمراء واضحة ضد الهجمات الصاروخية، وإنشاء شبكة دفاع صاروخي موحّدة في المنطقة.
وأشار إلى أنّه في البحر الأحمر أيضاً يجب أن تكون الاستجابة لهجمات الحوثيين أسرع، مع اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لوقف تهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن.
وبحسب قوله، ينبغي لواشنطن أن تستخدم القنوات السرية لتحذير طهران من أنّ أي تصعيد بحري قد يُواجَه بردود غير متوقعة، بدءاً من احتجاز ناقلات النفط الإيرانية وصولاً إلى ضرب مباشر للأصول العسكرية والصاروخية الإيرانية.
واختتم نديمي قائلاً: "الولايات المتحدة وحلفاؤها يمتلكون القدرة العسكرية للسيطرة على الموقف ورسم الخطوط الحمراء، لكن التحدي الحقيقي سياسي، وهو إقناع الدول الخليجية بالمشاركة بشكل أكبر في تأمين سواحلها".