وفي هذه المقابلة، التي أُجريت بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة للانتفاضة، أشارت محمدي إلى التغيرات الملحوظة في الفضاء العام للمجتمع الإيراني قائلة: "عندما أمشي في الشارع، يظهر حضور النساء بارتداء الحجاب اختياريًا كجزء من هذا التحول".
وأكدت أن هذا التغيير والتحوّل هو "نتاج قوة وصمود الشعب"، وأن قرارات النظام الإيراني لم تلعب أي دور فيه.
وقالت إن الانتفاضة لا تزال حية ونشطة، وإن إنجازاتها مستمرة، معبرة عن تفاؤلها بشأن نضال الشعب الإيراني ضد النظام الإيراني، مشيرة إلى أن "حيوية الانتفاضة" يمكن ملاحظتها في عروق ونسيج المجتمع.
وجدي بالذكر أن مهسا (جینا) أميني، الفتاة البالغة من العمر 22 عامًا من سقز، تم اعتقالها في 13 سبتمبر (أيلول) 2022 في طهران على يد قوات "شرطة الأخلاق"، وتوفيت في 16 من الشهر ذاته، بعد تعرضها للتعذيب أثناء احتجازها.
وقد أشعلت وفاتها موجة من الاحتجاجات الشعبية، تحت شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، وسميت بـ "انتفاضة مهسا"، والتي تحوّلت سريعًا إلى محور المطالب الشعبية في جميع أنحاء إيران.
وفي الذكرى السنوية الثالثة لهذه الانتفاضة، قالت محمدي، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال" إنه ليس من الضروري أن يكون الناس دائمًا في الشوارع والتظاهرات، موضحة أن المجتمع يستخدم تكتيكات مبتكرة وفعّالة للغاية، وأنشطة وردود أفعال تظهر استمرار الانتفاضة.
وأكدت أن هذه الديناميكية أضعفت ثقة النظام الإيراني بنفسه، قائلة: "إن النظام لم يعد قادرًا حتى على تنظيم الفعاليات الحكومية كما في السابق، وغالبًا ما تُفسد حضور النساء بدون حجاب المشهد الذي يُقام من قِبل المنظمين".
وشددت الناشطة الإيرانية على أنه "لا توجد ساحة تحت السيطرة التامة للنظام"، رغم أن "قوة القمع" ما زالت موجودة.
ومع ذلك، ترى الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2023 أن الشعب الإيراني يمكنه من خلال المقاومة والاحتجاج أن يلعب دورًا في التغيير والتطورات، وأن يجبر النظام على التراجع.
وخلال السنوات الماضية، أكدت محمدي، في مقابلاتها وخطاباتها، استمرار جهودها لإنهاء الاستبداد الديني وأسقاط النظام الإيراني، الذي هددها بـ "التصفية الجسدية"، حال استمرار نشاطاتها الحقوقية والمدنية.
ومنذ ديسمبر (كانون الأول) 2024، وهي خارج السجن بموجب إجازة علاجية، وقد قضت حتى الآن أكثر من 10 سنوات في السجن، وتعرضت منذ بدء نشاطاتها لأحكام بالسجن تصل مجتمعة إلى أكثر من 36 عامًا و154 جلدة.
وحصلت هذه الناشطة الحقوقية على عدة جوائز دولية؛ تقديرًا لنشاطاتها الحقوقية، من بينها جائزة نوبل للسلام، وجائزة الصحافة العالمية لليونسكو "غييرمو كانو"، وجائزة "الشجاعة" من منظمة "مراسلون بلا حدود".