ونشرت الصحف خطاب خامنئي، تحت عناوين مختلفة تباينت بحسب اتجاهها؛ حيث تركزت أبرز العبارات في الصحف الأصولية، حول "ضرورة الحفاظ على الاتحاد المقدس"، ورفض "التفاوض المباشر مع أميركا"، والتحذير من "عملاء أميركا وإسرائيل المنتشرين في البلاد"، بينما كان العنوان الغالب في الصحف ذات التوجه الإصلاحي، هو التأكيد على دعم "رئيس الجمهورية المجتهد".
ووصف محمد إيماني، الكاتب بصحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، الخطاب بأنه حسم الموقف برفض التفاوض، مؤكدًا أنه "كشف عن هدف العدو الحقيقي في إخضاع إيران".
ومن جانبه، أشار رئيس القسم السياسي في صحيفة "آکاه" الأصولية، هادي رضائي، إلى ضرورة الحذر من محاولات زرع الفتنة بين الشعب الإيراني والحكومة، ودعا إلى دعم الوحدة الوطنية والنقد البناء.
واستعرض خبير شؤون العلاقات الدولية، أشكان ممبیني، في مقال بصحيفة "روزکار" الأصولية، قدرة إيران على مقاومة المؤامرات الداخلية والخارجية، وتمسكها بمبادئ الاستقلال ورفض التفاوض المهين.
وفي حوار إلى صحيفة "آرمان ملی" الإصلاحية، قال سيد مصطفى هاشمي طبا إن المتشددين يهاجمون الحكومة رغم دعم خامنئي لها، مشيرًا إلى رغبتهم في استعادة السلطة.
وأما خبير الشؤون السياسية، إحسان صالحي، فقد سلط الضوء، عبر صحيفة "همشهری" المقربة من بلدية طهران، على أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية، وحذر من محاولات العدو تحفيز الفوضى الداخلية، مشددًا على ضرورة أن يكون النقد بناءً لدعم وحدة البلاد.
وعلى صعيد المفاوضات النووية، قال الدبلوماسي السابق، كوروش أحمدي، في حوار إلى صحيفة "إيران" الرسمية: "من المرجح أن يتخذ الأوروبيون، حال فشل التوصل إلى تفاهم مع إيران، خطوات لإعادة تفعيل القرارات السابقة، رغم التحديات السياسية والأمنية التي قد يواجهونها".
وكتب رئيس مكتب التجارة الإيراني في هنغاريا، حسن اركي، مقالاً بصحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، جاء فيه: "إن انقسام الموقف الدولي من تفعيل آلية الزناد، يتيح لإيران فرصة تعزيز التعاون التجاري مع الصين وروسيا وتطوير مسارات بديلة، ومِن ثمّ تحويل التهديد إلى منصة لتعزيز الاقتصاد".
وبدورها ذكرت رئيس تحرير صحيفة "اقتصاد بويا" الإصلاحية، مونا ربيعيان، أن "تفعيل آلية الزناد سيكون اختبارًا حقيقيًا للاقتصاد والسياسة في إيران؛ لا يمكن التغلب عليه إلا من خلال التخطيط الدقيق، وإصلاح الهياكل الاقتصادية، وإدارة التوترات الدولية".
وفي حوار إلى صحيفة "ستاره صبح" حذر خبير السياسة الخارجية، على بيكدلى، من عواقب تفعيل "آلية الزناد" على عزلة إيران اقتصاديًا، وأكد أن الموقف الأوروبي مدفوع بتنسيق أميركي وضغوط جيوسياسية. وانتقد التردد الإيراني والخطاب العاطفي غير الفعال.
وعلى الصعيد الاجتماعي، تواجه طهران، بحسب صحيفة "ابرار اقتصادي" الأصولية، أزمات بنيوية حادة، تشمل نقص المياه والكهرباء والتلوث وانهيار البنية التحتية، مما يهدد بتحولها إلى تحدٍ وطني قد يعطل التوازن الاقتصادي للبلاد.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"اقتصاد بويا": زيادة ملحوظة في معدلات السرقات
أشار تقرير لصحيفة "اقتصاد بويا" الإصلاحية إلى إيران شهدت مؤخرًا زيادة ملحوظة في معدلات السرقات، التي تضاعفت بمقدار أربع مرات في السنوات الخمس الماضية، وهو ما يثير قلقًا كبيرًا لدى المواطنين والمسؤولين، ويعكس بشكل واضح تأثير الأزمات الاقتصادية والاجتماعية على حياة المواطنين.
وأضاف التقرير:" ترتبط الزيادة الكبيرة في السرقات بالأزمة الاقتصادية والتضخم المرتفع، حيث تدهورت القدرة الشرائية للمواطنين، مما دفع بعض الأفراد إلى اللجوء إلى السرقات لتلبية احتياجاتهم الأساسية. كما تسببت معدلات البطالة المرتفعة، خصوصًا بين الشباب والخريجين، في زيادة الانخراط بالأنشطة غير القانونية. كما ساهم في تعزيز السلوكيات الإجرامية ضعف الرقابة الأمنية في بعض المناطق".
وخلص التقرير إلى أنه "يمكن الحد من زيادة السرقات وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، مما يسهم في تعزيز الثقة في المؤسسات الحكومية وتحقيق بيئة أكثر أمانًا للمواطنين".
"اقتصاد ملي": الصناعات الصغيرة تعاني
أعدت صحيفة "اقتصاد ملي" الاقتصادية تقريرًا عن الصناعات الصغيرة في إيران، باعتبارها العمود الفقري للاقتصاد غير النفطي؛ حيث تعاني هذه الصناعات، رغم حجمها الكبير وأهميتها في خلق فرص العمل، مشاكل عديدة مثل نقص رأس المال التكنولوجي، وقلة الاستثمارات، وصعوبة الوصول للأسواق العالمية، مما أدى إلى انخفاض الإنتاجية وحصة هذه الصناعات في الناتج المحلي الإجمالي.
وأضاف التقرير أن "تفضيل السياسات الحكومية للصناعات الكبرى يزيد من التفاوت في الدعم بين الشركات الصغيرة والكبيرة، مما يبطئ من نمو الصناعات الصغيرة ويحد من دورها في الاقتصاد".
وينقل التقرير عن خبراء اقتصاديين أن "دعم الصناعات الصغيرة يمكن أن يحوّلها إلى محرك رئيس للنمو الاقتصادي المستدام. وتتضمن الحلول المقترحة تعزيز التمويل، وتحديث التكنولوجيا، تبسيط القوانين، وتوسيع الفرص التصديرية. إذا تم حل هذه التحديات، يمكن للصناعات الصغيرة أن تساهم بشكل كبير في خلق فرص العمل وتحقيق التنمية المتوازنة في إيران".
"جهان صنعت": المعيشة بالتقسيط
نشرت صحيفة "جهان صنعت" الإصلاحية تقريرًا رصد لجوء العديد من المواطنين، بما في ذلك الطبقات المتوسطة، إلى شراء السلع الأساسية بالتقسيط بسبب التضخم وارتفاع الأسعار، الذي أثر بشكل كبير على قدرتهم الشرائية. فلم يعد الشراء بالتقسيط مقتصرًا على السلع الكمالية، بل شمل أيضًا احتياجات أساسية، مثل الأرز واللحوم ومساحيق الغسيل.
وأضاف التقرير: "أصبح الشراء بالتقسيط جزءًا من الحياة اليومية للمستهلكين، حيث يمكن لأي شخص العثور على العديد من المتاجر عبر الإنترنت التي تقدم هذه الخدمة للسلع الأساسية. هذه الظاهرة تظهر بشكل واضح حجم التحديات الاقتصادية التي يواجهها المجتمع بسبب التضخم المستمر، ما يعكس تدهور الوضع المعيشي لكثير من المواطنين".
ووفق التقرير، فإن "السبب الرئيس في هذه الأزمة يعود إلى تلاعب الحكومة في قيمة العملة الوطنية، مما أدى إلى انخفاض القدرة الشرائية وارتفاع الأسعار بشكل مفاجئ. وحمّل الحكومة مسؤولية التضخم".