واعتبرت صحيفة" آرمان ملي" الإصلاحية زيارة بزشكيان فرصة مهمة لإبراز سياسة خارجية إيرانية ديناميكية تركّز على المنطقة، وتعكس التزام طهران بالسلام والاستقرار مع تأكيدها على الاعتراف بسيادة أرمينيا.
ووصفت صحيفة "قدس" الأصولية، الزيارة بـ"الخطوة الاستراتيجية" التي تهدف إلى تعزيز موقع إيران في جنوب القوقاز وضمان استقلالها التجاري وأمن طرق النقل، محذّرة من خطورة مشاريع مثل "ممر زنغزور"، وتنامي حضور أميركا وحلف الناتو وتركيا في المنطقة.
في المقابل، وجهت "صحيفة جهان صنعت" الإصلاحية، نقدًا لاذعًا للسياسة الخارجية، وكتبت على لسان روح الله مدبر خبير شؤون أوراسيا: "غياب خطة واضحة للتعامل مع الاتفاقات الإقليمية والحضور الأميركي يجعل نتائج الزيارة محدودة". داعيًا الحكومة إلى صياغة استراتيجية دقيقة والاستعانة برأي الخبراء لتفادي ضياع فرص جديدة.
على الصعيد الداخلي، حذّرت صحيفة "كيهان"، المحسوبة على التيار المحافظ والخاضعة لإشراف ممثل المرشد علي خامنئي، من أنّ التضخم والأوضاع المعيشية قد تتحوّل إلى "نقطة ضعف في نظام الحكم".
ولفتت إلى أنّ الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يومًا أسهمت في تغيير نظرة الرأي العام إلى مسألة الإنفاق العسكري، حيث انتقل من موقع الانتقاد إلى مطلب شعبي واسع، موضحة أنّ بعض الاستطلاعات غير الرسمية أظهرت أنّ أكثر من 60 بالمائة من الإيرانيين يطالبون بتسريع تطوير قدرات الردع النووي.
كما اعتبرت "كيهان" أنّ هذه المواجهة كشفت عن حالة من "العزلة الاستراتيجية" التي تعاني منها إيران، وهو ما يفرض مضاعفة الاستثمار في تعزيز القوة الدفاعية إلى جانب ضرورة معالجة التحديات الاقتصادية، حسب الصحيفة.
واستمرارا لهجوم الصحف الأصولية على بيان جبهة الإصلاحات، كتبت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد علي خامنئي: "تحولت الجبهة من تيار سياسي مؤثر إلى كيان مفكك فقد هويته، بعدما أصبح أداة بيد تيارات متطرفة مدعومة من الخارج، معتبرة أن خطابها الراديكالي والمتخبط كشف ضعف رمزها الأبرز محمد خاتمي أمام القوى التي سيطرت على اسم الجبهة".
من جهتها، نقلت صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري، عن الخبير عبد الله جنجي قوله: "تُطرح هذه المطالب في لحظات الأزمات الوطنية لاستغلال ضعف الدولة والضغط لتغيير السياسات الأساسية".
وحذر من سعى بعض الإصلاحيين المتطرفين لتقليص الطابع الديني للنظام وتحويل إيران إلى دولة عادية أمام الغرب، في مقابل تيار إصلاحي أكثر اعتدالًا.
وعلى النقيض، قدّم السياسي الإصلاحي إبراهيم أصغر زاده عبر صحيفة "ستاره صبح" تفسيرًا مغايرًا للإصلاحات، وكتب: "تعني استعادة السياسة من يد الأجهزة الأمنية والعسكرية، وفتح الطريق أمام التغيير الاستراتيجي القائم على الديمقراطية والقانون والمصالحة الوطنية، لأن البديل يعني استمرار الأزمات الإيرانية".
بالنسبة للمفاوضات النووية، طرح الدكتور محمود سريع القلم أستاذ العلاقات الدولية، في حوار إلى صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، ثلاث سيناريوهات لمستقبل العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، هي: اتفاق نووي يخفف التوتر ويحقق نموًا اقتصاديًا محدودًا رغم ضعفه احتماليًا، وفشل الاتفاق بما يفاقم العقوبات والأزمات الداخلية، وإدارة الأزمة عبر الدبلوماسية لكسب الوقت وتأجيل العقوبات، بما يتيح لطهران إمكانية تأهيل جبهتها الداخلية".
وعن أزمة الطاقة في إيران، أكد مهدي مسائلي، أمين اتحاد صناعة الكهرباء، لصحيفة "روزكار" الأصولية، عدم القضاء بشكل كامل على عجز الكهرباء، خصوصًا في طهران، وأن الانقطاعات ستبقى واقعًا طويل الأمد ما لم تُدار الموارد بكفاءة.
بدورها انتقدت صحيفة "جمله" الإصلاحية، سياسات التسعير لأنها تضغط على الأسر المتوسطة وتزيد من الشعور بعدم العدالة في ظل بنية تحتية عاجزة عن تلبية الاحتياجات الأساسية.
وخلصت صحيفة "اقتصاد بويا" المتخصصة في الشأن الاقتصادي، إلى أن أزمة الكهرباء تعكس أزمة أوسع تشمل الفقر، التفاوت الطبقي، وأزمات المياه، في ظل فساد وضعف تخطيط، ما يضع المجتمع الإيراني على حافة انفجار اجتماعي.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"جوان": حمامات السباحة للمسؤولين.. والعطش للشعب!
دان وحيد عظيم نيا رئيس القسم الاقتصادي بصحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري، الفجوة بين التحذيرات والممارسات الحكومية فيما يخص أزمة المياه، وكتب: "أزمة المياه الخانقة، واقع يعيشه الناس يوميًا عبر ضعف ضغط المياه والانقطاعات المستمرة. ورغم مطالبة المواطنين بالترشيد، تكشف التقارير أن بعض المؤسسات الحكومية تسرف في استهلاك المياه، من ري المساحات الخضراء إلى ملء المسابح بمياه الشرب، وهو ما يثير غضبًا عامًا وشعورًا عميقًا بعدم العدالة".
وأضاف: "هذا التناقض يقوّض ثقة المواطنين بالمسؤولين، ويعزز الانطباع بأن القوانين والقيود لا تُطبق إلا على الشعب. كما أن تجاهل بعض الجهات لقرارات رسمية مثل خفض الاستهلاك بنسبة 25 بالمائة، يعكس ضعفًا في الرقابة وانعدامًا للثقافة المؤسسية الصحيحة داخل الأجهزة الحكومية، ما يجعل أزمة المياه أكثر حدة على المدى البعيد".
وشدد "على ضرورة التزام الحكومة بالقدوة، عبر تعزيز الشفافية في استهلاك مؤسساتها، وفرض عقوبات صارمة على المخالفين دون استثناء، مع رفع مستوى الوعي المؤسسي والشعبي حول قيمة كل قطرة ماء. لأن نجاح إدارة أزمة المياه يعتمد على شراكة حقيقية بين الدولة والمجتمع، ولا يمكن أن يتحقق إذا استمرت الفجوة بين خطاب المسؤولين وممارساتهم اليومية".
"قدس": صناعة الطباعة تحت المقصلة بسبب ارتفاع أسعار الورق
كشف تقرير صحيفة "قدس" الأصولية، عن أن قطاع صناعة الطباعة في إيران يعاني أزمة حادة نتيجة نقص الورق وارتفاع أسعاره، وقالت: "لجأت دور النشر إلى تقليل الإنتاج بشكل ملحوظ، حتى أن بعض الصحف والمجلات أوقفت الطباعة مؤقتًا. كما أثرت الأزمة على الكتب العامة، والمدرسية، والمجلات، وجعلت صناعة النشر على شفا الانهيار، خاصة مع توقف استيراد الورق بسبب عدم تخصيص العملة اللازمة من الحكومة".
ووفق التقرير: "شهدت صناعة إنتاج الورق المحلي الكثير من التقلبات خلال السنوات الأخيرة، كما أثرت القيود الاقتصادية وارتفاع أسعار العملة، على تكلفة الإنتاج. بالوقت نفسه الدعم الحكومي للناشرين محدود للغاية، وغالبًا ما يقتصر على بعض الكتب أو الناشرين المختارين، مما يجعل تكلفة الكتب عالية ويقلل من القدرة الشرائية للقراء".
وتابع: "أزمة الورق لم تؤثر فقط على الطباعة، بل هددت استمرار وسائل الإعلام المطبوعة وأدت إلى انخفاض نسخ الكتب المطبوعة. وسط اكتفاء المسؤولين في وزارة الثقافة والإرشاد بالوعود، دون تخصيص العملة أو وضع آليات فعالة لحل الأزمة، ما جعل السوق عرضة للفوضى والسوق السوداء".
"جهان صنعت": حرب محتومة.. لكن متى؟
يشعر المجتمع الإيراني بقلق متزايد من احتمالية اندلاع حرب جديدة، ووفق نادر كريمي جوني الكاتب بصحيفة "جهان صنعت" الإصلاحية: "تسيطر على الأحاديث العامة تساؤلات حول ما إذا كانت البلاد ستواجه عدوانًا آخر أم أن الأوضاع ستتجه نحو التهدئة. ورغم تطمينات بعض المسؤولين بأن وقف إطلاق النار قد تحول عمليًا إلى سلام، إلا أن المواطنين والفاعلين الاقتصاديين يرون أن خطر الحرب ما زال قائمًا، ما يجعلهم مترددين في الاستثمار أو التخطيط طويل الأمد".
وأضاف: "رغم الضغوط والعقوبات، لا تظهر إيران رغبة في التراجع عن برامجها الصاروخية أو النووية، وترفض الاستجابة لمطالب الولايات المتحدة أو أوروبا بهذا الشأن. كما أن غياب التوافق حول قضايا حساسة مثل مدى الصواريخ، والنفوذ الإقليمي، ودعم الجماعات في المنطقة يجعل احتمالية التوصل إلى اتفاق بين طهران وواشنطن شبه معدومة في الوقت الحالي".
وختم بقوله: "رغم هذا الجمود، فإن الظروف الدولية، من انشغال أميركا بملف أوكرانيا إلى انخراط إسرائيل في صراع غزة، تجعل اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط أمرًا مستبعدًا على المدى القريب، وإن ظل القلق الشعبي الإيراني قائمًا".
"سياست روز": الغضب المكبوت في الشوارع.. لماذا يغضب الإيرانيون بسرعة؟
طرأت على المجتمع الإيراني، بحسب فرهاد خادمي الكاتب بحصيفة "سياست روز" الأصولية، ظاهرة غير مرئية للوهلة الأولى لكنها واضحة في السلوك الاجتماعي والعلاقات البشرية، تتمثل في الاكتئاب العام والغضب المكبوت.
هذا الغضب لا يظهر بالضرورة من خلال البكاء أو الانعزال، بل يتجسد في العدوانية، ونفاد الصبر، وفقدان الثقة، وأحيانًا العنف في الشوارع. وتشيع النزاعات الصغيرة والمشاجرات اليومية، حتى لأتفه الأسباب، وهذا مؤشر على أزمة نفسية عامة.
وعن الأسباب أضاف: "هي نتاج ضغوط مزمنة وموالية على مدى سنوات، تشمل الأزمات الاقتصادية، والتضخم المفرط، وعدم اليقين السياسي، والقيود الاجتماعية والثقافية، وانخفاض جودة الحياة في المدن الكبرى. وفي ظل هذه الضغوط، أصبح الاكتئاب حالة اجتماعية جماعية بدلًا من كونه مرضًا فرديًا".
وتابع: "غياب البنية التحتية للرعاية النفسية والخدمات الاستشارية يزيد من حدة الأزمة، إذ لا يستطيع الكثيرون الوصول إلى العلاج النفسي بسبب القيود المالية أو الثقافية أو الخوف من الحكم المجتمعي".