وقال شريعتمداري، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الإيراني، مساء الجمعة 22 أغسطس (آب)، دون تقديم تفاصيل: "يمكننا أن نفرض قيودًا على أميركا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا في مضيق هرمز، وألا نسمح لهم بالعبور".
وأضاف: "بمجرد الإعلان عن هذه القيود، سيقفز سعر النفط إلى 200 دولار، وسنوجه أكبر ضربة اقتصادية للعدو".
وهذه ليست المرة الأولى التي يهدد فيها شريعتمداري الدول الغربية بإغلاق مضيق هرمز. ففي أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، وبالإشارة إلى العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على شركات الطيران الإيرانية (إيران إير، وماهان، وساها)، قال: "يجب أن نغلق مضيق هرمز أمام ناقلات النفط وحتى السفن التجارية والعسكرية التابعة للدول المعادية (دول الاتحاد الأوروبي)".
وفي ذلك الوقت أيضًا، صرح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، آنذاك، لصحيفة "المصري اليوم" المصرية، قائلاً: "لم نهدد بإغلاق مضيق هرمز، رغم أن لدينا قدرة عالية على ذلك".
وبعد الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية، في يونيو (حزيران) الماضي تكررت التهديدات بإغلاق مضيق هرمز من قِبل مسؤولين إيرانيين.
وفي المقابل، حذر وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، في 22 يونيو الماضي، من تبعات مثل هذا الإجراء، ودعا الصين إلى الضغط على إيران لثنيها عن إغلاق المضيق، قائلاً: "أدعو الحكومة الصينية إلى الاتصال بهم، لأنهم يعتمدون بشكل كبير على مرور النفط عبر مضيق هرمز".
من جانبها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إن إقدام طهران على إغلاق مضيق هرمز سيكون "خطيرًا للغاية" و"لن يكون في مصلحة أحد".
أما وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، فأكد في ذلك الوقت أن إغلاق مضيق هرمز من جانب إيران سيكون "قرارًا خاطئًا".
ويُذكر أن مضيق هرمز يمثل معبرًا لمرور خُمس صادرات النفط في العالم.
ورغم أن طهران لم تُنفذ حتى الآن تهديداتها بإغلاق المضيق، فإنها عطّلت مرارًا حرية الملاحة عبره من خلال احتجاز ناقلات نفط وسفن تجارية.
ففي يوليو (تموز) الماضي، وبعد انتهاء الحرب بين إيران وإسرائيل، نشرت صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري، نقلاً عن أحد أعضاء غرفة التجارة الإيرانية ونشاط في مجال الشحن البحري، قوله إن أي إعاقة من إيران لعبور ناقلات النفط في المضيق ستجعل "أوروبا وأميركا في ورطة كبيرة".
وأضاف: "حتى الدول التي ليست طرفًا في الحرب بين إيران وإسرائيل ستتكبد خسائر جراء استمرار هذه الحرب".
وذكرت الصحيفة: "من الطبيعي أن يؤدي اضطراب الشرق الأوسط إلى ارتفاع كبير في تكاليف الشحن والتأمين بالنسبة للدول".
كما أشارت تقارير إلى أنه بعد الهجمات الإسرائيلية على إيران في يونيو الماضي، قامت إيران بتحميل ألغام بحرية على بعض السفن في الخليج.
ونقلت وكالة "رويترز" في الأول من يوليو الماضي، عن مسؤولين أميركيين قولهم إن أجهزة الاستخبارات الأميركية كانت على علم بهذه الخطوة في حينها.
ورغم أن هذه الألغام لم تُزرع في مضيق هرمز، فإن المسؤولين الأميركيين اعتبروا أن هذا التحرك ربما كان تكتيكًا لإثارة القلق في واشنطن أو إشارة إلى استعداد لتنفيذ أوامر محتملة من المرشد الإيراني.