وقالت الوكالة، يوم الجمعة 22 أغسطس (آب): "إن إيران هدّدت باعتقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حال دخوله إلى أراضيها، وهو ما زاد من تعقيد المحادثات الجارية".
وكان نائب رئيس السلطة القضائية الإيرانية، علي مظفري، قد اتهم غروسي في يوليو (تموز) الماضي بـ "الخداع"، وقال إن محاكمته غيابيًا في إيران يجب أن تُبحث من خلال دائرة العلاقات الدولية في السلطة القضائية.
وأضاف مظفري، مشيرًا إلى الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل: "كما ساهم هذا الشخص بتقاريره المضلّلة في التمهيد لهذه الجريمة، فعليه أن يتحمّل المسؤولية".
ومن جانبها، طالبت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، باعتقال غروسي وإعدامه في إيران.
وفي يونيو (حزيران) الماضي، انتقد رئيس معهد العلوم الأساسية والأمين العام السابق لهيئة حقوق الإنسان في السلطة القضائية، محمد جواد لاريجاني، مواقف غروسي، واعتبر أنه يجب محاكمته، واصفًا إياه بـ "مجرم من الدرجة الأولى".
وفي تلك الفترة، أصدرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا بيانًا أدانت فيه التهديدات الإيرانية ضد غروسي، ودعت طهران إلى التعاون الكامل والفوري مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وذكرت "أسوشيتد برس" أنّ غروسي يفكر في الترشّح لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، وهو ما دفع إيران إلى تصعيد انتقاداتها له. كما اتهمته بعض وسائل الإعلام المقرّبة من النظام الإيراني بالسعي وراء هذا المنصب، ولذلك فإن مواقفه تميل لدعم الدول الغربية في تعاملها مع ملف طهران النووي.
وقبل اندلاع الحرب الأخيرة، التي استمرت 12 يومًا، أجرت طهران وواشنطن خمس جولات تفاوضية بشأن الملف النووي، لكنها وصلت إلى طريق مسدود بسبب إصرار المسؤولين الإيرانيين على مواصلة أنشطة التخصيب داخل الأراضي الإيرانية.
اتصالات عراقجي مع أوروبا حول "آلية الزناد"
أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، يوم الجمعة 22 أغسطس، أن عباس عراقجي أجرى اتصالاً هاتفيًا مع نظرائه في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إضافة إلى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، لبحث موضوع تفعيل "آلية الزناد". ووفق البيان، تقرر أن تُستأنف هذه المحادثات يوم الثلاثاء 26 أغسطس الجاري، على مستوى نواب الوزراء.
وفي الوقت نفسه، أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن وفدًا إيرانيًا توجه إلى فيينا للقاء مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ونقل دبلوماسي مقرّب من الوكالة لـ "أسوشيتد برس" أنّ هذه المحادثات جاءت استكمالاً للنقاشات التي جرت مؤخرًا خلال زيارة ماسيمو أبارو، نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى طهران.
مباحثات مرتقبة بين الوكالة الدولية وواشنطن
نقلت وكالة "بلومبرغ"، يوم الخميس 21 أغسطس الجاري، عن دبلوماسيين مطلعين، أن مسؤولي الوكالة الدولية سيزورون واشنطن الأسبوع المقبل لإجراء محادثات مع المسؤولين الأميركيين حول البرنامج النووي الإيراني.
وبحسب التقرير، فإن سبب هذه الزيارة يعود إلى تزايد المخاوف من عجز الوكالة عن تقديم تقرير واضح بشأن مخزون إيران من اليورانيوم المخصّب المخصص للاستخدامات العسكرية، والذي يقرّبها من إنتاج السلاح النووي.