واتشحت الصحف الإيرانية باللون الأسود في ذكرى أربعين الإمام الحسين، وسلط حسين شريعتمداري، ممثل المرشد علي خامنئي في صحيفة "كيهان" الضوء على مظاهر الاختلاف في المراسم هذا العام، وكتب: "على طريق مراسم الأربعين، نُصبت مجسمات لأنواع من الصواريخ الإيرانية، ويقول العراقيون الكرماء: "أرضنا تحت أقدامكم وسماؤنا لعبور صواريخكم".
على صعيد المفاوضات النووية، تداولت الصحف الإيرانية المختلفة تصريح محمد رضا عارف، نائب الرئيس الإيراني، بشأن استعداد طهران للدخول في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة إذا توفرت الظروف المناسبة، وقال: "إيران ستتفاوض من منطلق عزة، ولن تتخلى عن برنامج تخصيب اليورانيوم، والتخصيب الصفري مزحة كبيرة".
وفي حوار إلى صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، يرى أمير علي أبو الفتح، خبير الشؤون الأميركية، أن المشكلة تكمن في رفض الولايات المتحدة صيغة القبول بقيود نووية مؤقتة، فضلًا عن مواكبة أوروبا للمطالب الأميركية التي تتجاوز المجال النووي الإيراني.
بدوره قال حسن بهشتی بور، محلل السياسة الخارجية، في حديث إلى صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية: "دوافع أوروبا واضحة؛ هدفهم هو ممارسة الضغط على إيران لكي تقوم بالإجراءات التي يريدونها بمفردها، دون أن تفي الأطراف الأوروبية بالتزاماتها. ومن الواضح أن الجانب الإيراني لن يستسلم بسهولة لهذه المطالب".
ولا يزال ممر زنغزور يحظى بالاهتمام؛ حيث دعا هادي محمدي الكاتب بصحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري، "الدول المعنية للتحرك سريعًا وتشكيل اتحاد إقليمي تجاري وترانزيتي في الجغرافيا الأرمينية، للحيلولة دون النفوذ الأميركي والبريطاني والصهيوني التخريبي في هذه المنطقة الحساسة".
وفي حوار إلى صحيفة "آرمان ملى" الإصلاحية، قال الدكتور محسن جلیلوند محلل العلاقات الدولية: "الممر يقلص فرص طهران في تزويد أوروبا بالطاقة، إذا أرادت ذلك يوما ما، ويحول موقعها من وضع جيوسياسي إلى جيو-استراتيجي، مع بقاء التأثير الأمني محدودًا وتركيز الأهمية في البُعد الاستراتيجي الأوسع".
وقال علي أفسري خبير شؤون أوراسيا، لصحيفة "اعتماد" الإصلاحية: "للحفاظ على مكانتها في شبكات الترانزيت ومواجهة التحديات الجيوسياسية، تحتاج إيران إلى استراتيجية شاملة ترتكز على تعزيز التعاون الإقليمي، وتفعيل الدبلوماسية الاقتصادية، وتحديث البنية التحتية للنقل، بما يجعل من استبعادها من المعادلات الإقليمية أمرًا صعبًا، ويحوّل الممرات التجارية إلى أدوات قوة ونفوذ".
وفيما يخص أزمات الطاقة، يرى حميد رضا صالحي، خبير في صناعة الكهرباء، حسبما نقلت صحيفة "أبرار" الأصولية، أن الحل الجذري للقضاء على عجز الطاقة، هو التوجه نحو تحرير تدريجي لسوق الكهرباء، مؤكدًا أن على وزارة الطاقة الانسحاب من سوق بيع الكهرباء، خاصة للقطاع الصناعي، وقال: "تغيرت حوكمة الطاقة عالميًا، والاقتصاد بات هو المتحكم الأول".
وترى صحيفة "اسكناس" أن انقطاع الكهرباء والغاز ليس مجرد تحدٍ فني، بل أزمة هيكلية تهدد الصناعات والبورصة بشكل مستمر. وتحذر على لسان خبراء من استمرار هذه المخاطر دون إصلاح جذري في إدارة الطاقة وتحديث البنية التحتية بالتقنيات الحديثة، وتحفيز بناء محطات خاصة، وتطوير الدبلوماسية الاقتصادية، ومراجعة سياسات الطاقة.
ووفق صحيفة "شرق" الإصلاحية، ربط حسين عبده تبريزي الخبير الاقتصادي، حالة الركود وتراجع الاستثمارات بتأثيرات التعليق بعد الحرب الإيرانية- الإسرائيلية، معتبرًا أن غياب الشفافية الحكومية يعطل قرارات الفاعلين الاقتصاديين ويدفع الشركات إلى تقليد بعضها في تجميد الأنشطة. وأكد أن استمرار هذا الوضع يؤدي إلى تآكل الثقة ورأس المال، مما يعمّق الأزمة الاقتصادية.
على صعيد متصل، حذرت صحيفة "اسكناس" الاقتصادية، من أن نقل المياه من سد طالقان إلى طهران قد يؤدي إلى توترات اجتماعية ونزاعات بين المحافظات، ما يُهدد الاستقرار الداخلي.
وأكدت أن غياب إدارة فعالة للموارد المائية، رغم وجود القوانين، هو السبب الأساسي للأزمة وليس نقص المياه بحد ذاته.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": رد فني على سؤال: إن لم نفاوض.. فماذا نفعل؟
أعدت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد علي خامنئي، تقريرًا للرد على تصريحات الرئيس مسعود بزشكيان في اللقاء مع أرباب الإعلام بشأن المفاوضات، ينتقد تمسك بعض المسؤولين بالمفاوضات كخيار وحيد رغم الفشل في الملفات الأخرى.
وجاء في التقرير: "المفاوضات السابقة لم تحقق وعودها بشأن رفع العقوبات أو تحقيق السلام، بل كانت أداة بيد العدو".
كما انتقد ارتباك الخطاب السياسي للرئيس، مؤكدًا ضرورة التحدث بدقة وتجنّب التصريحات المرتجلة التي تعكس ضعفًا في الأداء السياسي والدبلوماسي.
وأضاف: "المفاوضات ليست الحل الوحيد، وعلى الحكومة أن تلتزم بتوجيهات المرشد خامنئي، الذي رسم خارطة طريق واضحة عبر التأكيد على استثمار الإمكانيات الوطنية، وعدم التعويل على الأعداء، واستخدام طاقات الشباب، ومواكبة التطورات التقنية".
وختم باقتباس تصريح للمرشد: "إذا انهزم تيار التحريف، فإن تيار العقوبات سينهزم حتماً.
فالميدان هو ميدان صراع الإرادات، وإذا بقيت إرادة الشعب قوية، فإنها ستنتصر على إرادة العدو".
"جوان": كيف يمكن للاقتصاد الإيراني الخروج من الركود التضخمي؟
يشير تقرير صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري، إلى أن الاقتصاد الإيراني يعاني من حالة ركود تضخمي معقدة، حيث يترافق التضخم المرتفع مع نمو اقتصادي ضعيف، مضيفا: "تظهر البيانات الرسمية أن التضخم السنوي بلغ في يوليو (تموز) 35.3 بالمائة، بينما وصل التضخم النقطي إلى 41.2 بالمائة، مما يزيد الضغط على معيشة الأسر، خصوصًا في قطاعات الغذاء والإسكان. هذه المؤشرات تعكس أزمة مزدوجة تتطلب إدارة دقيقة وحذرة".
وأضاف التقرير: "في المقابل، شهد معدل النمو الاقتصادي تراجعًا حادًا مقارنة بالعقود السابقة، حيث انخفض متوسط نمو الناتج المحلي من 9.1 بالمائة قبل الثورة إلى أقل من 2 بالمائة بعدها.
كما أن تضخم أسعار المنتجين في القطاع الصناعي وصل إلى 44.4 بالمائة، مع ارتفاع حاد في أسعار الصناعات الغذائية والمشروبات، ما يهدد الأمن الغذائي ويضعف القدرة الشرائية للمواطنين".
وتابع: "الاقتصاد الإيراني يعاني من اختلالات هيكلية مزمنة، وضعف مؤسساتي، وتراكم للأزمات، وكلها تنعكس على مستوى معيشة الأسر. وفي ظل هذه الظروف، الحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لوضع وتنفيذ خطة واضحة للخروج من هذا المأزق. لقد حان الوقت كي يجد صانع القرار طريقًا حقيقيًا لتحرير الاقتصاد من قبضة الركود التضخمي".
"اعتماد": ظاهرة المتطرفين العقبة الأكبر أمام سياسات العقلانية
ناقش عباس عبدي الكاتب بصحيفة "اعتماد" الإصلاحية، ظاهرة المتطرفين في الساحة السياسية الإيرانية، باعتبارها العقبة الأكبر أمام سياسات العقلانية، وقال: "نشأ هؤلاء من رحم تيار أحمدي نجاد، ويقودون البلاد إلى مزيد من التدهور ويتسمون بعدم النزاهة، والعنف الخطابي، واستخدام الدين كأداة للوصول إلى السلطة.
ورغم ادعائهم الالتزام الديني، فإنهم في خلاف حتى مع المتدينين التقليديين، ويعتمدون على الخرافات والتنجيم أكثر من العلم، ويقدمون وعودًا غير واقعية لا تستند إلى أي أساس علمي أو اقتصادي، ويفتقرون للمسؤولية والفهم الحقيقي للواقع".
وانتقد سلوكهم السياسي العنيد، سواء في قضايا محلية مثل الإنترنت والسياسات الديموغرافية، أو في مواقفهم العدائية الدولية التي تؤدي إلى أزمات دون استعداد للمواجهة، ويصف نظرتهم للحكم كأنها ملكية خاصة، تملؤها المحسوبية وادعاء الكفاءة دون أساس.
وأضاف: "وجود مثل هؤلاء ليس غريبًا في العالم، لكن الفرق الجوهري هو أن هذه التيارات في إيران تملك النفوذ داخل الدولة، وتستغل الإمكانات العامة لتحقيق أهدافها الخاصة. المشكلة ليست في آرائهم، بل في تمركزهم داخل السلطة، وقدرتهم على التأثير في السياسات، مما يعوق التقدم والإصلاح".