وفي مقابلة إذاعية مع مارك لوين بُثّت مساء الثلاثاء 19 أغسطس (آب)، قال ترامب: "نتنياهو بطل حرب. أعتقد أنني كذلك. لا أحد يهتم، لكنني كذلك".
وأكد ترامب أن "هجمات الولايات المتحدة على منشآت إيران النووية كانت مدمّرة"، مضيفاً: "لقد أرسلتُ تلك الطائرات. كما تعلمون، كانوا يتدرّبون منذ 22 عاماً، وجاء الطيارون. لقد كافأتهم، ودعوتُهم جميعاً، وكل من شارك في هذه العملية المثالية، إلى المكتب البيضاوي".
وأضاف ترامب: "حاولت شبكة (سي إن إن) أن تقول إن العملية لم تكن ناجحة كما وصفتُها، لكن تبيّن لاحقاً أنها كانت أبعد مما قلت: تدمير كامل. أعلنت لجنة الطاقة الذرية أن الموقع قد أُبيد.
ربما يمكنهم أن يبدؤوا من جديد، لكن لا وجود لبداية في ذلك المكان بعد الآن".
وتابع رئيس الولايات المتحدة: "لقد دمّرنا المخزونات النووية. في رأيي، كانوا قادرين على امتلاك سلاح نووي خلال أربعة أسابيع فقط. الطيارون جاؤوا إلى المكتب البيضاوي وقالوا: (سيدي الرئيس، نحن وسابقونا تدربنا 22 عاماً على هذه الطلعة؛ نفس الطلعة إلى نفس الموقع حيث كانت المواد مخزنة. أنت الرئيس الوحيد الذي منحنا الشجاعة لننفذ هذه المهمة. لو لم تُنفَّذ، لكان لديهم الآن سلاح نووي بالتأكيد، ولربما استخدموه)".
وهذه هي المرة الثانية خلال الأيام الأخيرة التي يشدد فيها ترامب على دوره في الهجوم على منشآت إيران النووية.
وكان رئيس الولايات المتحدة قد كتب يوم الاثنين 18 أغسطس (آب)، قبيل لقائه مع فولوديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، في واشنطن، عبر شبكة "تروث سوشال": "تذكروا! ... أنا من دمّرت منشآت إيران النووية. إما أن تلعب لتفوز، أو لا تلعب أبداً! أشكركم على اهتمامكم بهذا الأمر!".
كما صرّح يوم السبت 16 أغسطس، في مقابلة مع "فوكس نيوز"، بشأن دوره في إنهاء الحرب التي استمرت 12 يوماً بين النظام الإيراني وإسرائيل، قائلاً: "لقد قمنا بعمل مذهل، لأنه خلال 22 عاماً لم يجرؤ أي رئيس على القيام به".
من جانبه، وصف بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، يوم الثلاثاء 12 أغسطس، في مقابلة مع شبكة "i24 News"، هجمات إسرائيل على منشآت إيران النووية خلال الحرب الأخيرة بأنها "عملية تاريخية".
وأشار نتنياهو إلى بعض التكهنات حول مصير 400 كيلوغرام من مخزون اليورانيوم المخصب لدى النظام الإيراني بعد الحرب التي استمرت 12 يوماً، قائلاً: "كنا نعلم مسبقاً أنها لن تُدمر بالكامل، لكنها ليست كافية لصنع قنبلة نووية. إنهم حالياً ليسوا في موقع يسمح لهم بالتقدم".
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي من أن بلاده "مستعدة دائماً لأي خطوات محتملة من جانب طهران، خصوصاً في ما يتعلق بمحاولتها إعادة بناء برنامجها النووي".
وقالت أربعة مصادر استخباراتية إسرائيلية حالية وسابقة يوم 12 أغسطس لشبكة "يورونيوز" إن "هجوم إسرائيل على إيران في يونيو (حزيران) جاء بعد سنوات من التخطيط، ونُفّذ عندما تزامنت عدة عوامل رئيسية، منها انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، وانتهاء مهلة الـ60 يوماً لمفاوضات الملف النووي، وكذلك الهجمات المباشرة التي شنها النظام الإيراني على إسرائيل".
وأوضحَت هذه المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها لدواعٍ أمنية، أن "الموساد حدد قبل بدء العملية الظروف الاستراتيجية والسياسية اللازمة".
وأضافت أن "هذه الظروف شملت تصعيد الحرب بالوكالة بين النظام الإيراني وإسرائيل، وانتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة، والمناخ الذي نشأ في مفاوضات إيران النووية مع الغرب".
وبحسب هذه المصادر، "كان الهدف أن تسيطر إسرائيل في الأيام الأولى من الحرب بشكل كامل على الوضع، مع خسائر محدودة في الداخل، وهيمنة مطلقة على الأجواء الإيرانية".
وأكدت المصادر الاستخباراتية أن "إسرائيل، وعلى مدى سنوات، كانت تُعد سيناريو الهجوم بشكل متوازٍ مع الجهود الدبلوماسية الرامية لوقف البرنامج النووي في إيران".