علي ألفونه، عضو بارز في معهد الدول الخليجية العربية بواشنطن، قال لـ"بلومبرغ": "لتغيير معادلات الحرس الثوري، هناك حاجة لهجوم بري من الولايات المتحدة أو لقصف مستمر من الولايات المتحدة وإسرائيل".
ألفونه اعتبر أن الهزائم الاستخباراتية ليست كافية لهزيمة الحرس الثوري بالكامل، وأضاف: "حرب الـ12 يوماً كشفت عن إخفاقات الحرس في المجال الاستخباراتي، ومع ذلك من غير المرجح أن يؤدي فقدان مصداقيته إلى استسلامه".
في الوقت الذي تضعف فيه مجموعات ما يُعرف بـ"محور المقاومة" بقيادة فيلق القدس التابع للحرس بعد ما يقارب عقدين من الظهور القوي في الشرق الأوسط، أشار ألفونه إلى أن هذا يزيد احتمال سعي الحرس الثوري لامتلاك عامل ردع نووي.
وشنت إسرائيل والولايات المتحدة في شهر يونيو (حزيران) هجمات على منشآت نووية رئيسية للنظام الإيراني، لكن منذ ذلك الحين وردت تقارير مختلفة عن مستوى تخصيب اليورانيوم في إيران.
ووصفت "بلومبرغ" حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل بأنها الحدث الأكثر تدميراً في تاريخ الحرس الثوري، إذ قتل خلالها معظم قادته الكبار، واضطر النظام الإيراني لإعادة البناء في هيكلية اتخاذ القرار الاستراتيجي.
وأشار التقرير إلى أن الحرب الأخيرة جعلت الحرس يُعتبر أكثر أهمية لبقاء النظام الإيراني من أي وقت مضى، وأن تشكيل "مجلس الدفاع" يعكس الدور المتزايد للحرس ونفوذه الكبير على النظام.
وأضافت "بلومبرغ" أن النشاطات الاقتصادية والسياسية والعسكرية للحرس واسعة، ولا توجد إحصاءات رسمية لنطاق نفوذه، لكن الأكاديميين والمحللين قدّروا أن أصوله وأنشطته التجارية تمثل بين 20 و40 في المائة من اقتصاد إيران.
نرجس باجغلي، أستاذة مشاركة في دراسات الشرق الأوسط في جامعة جونز هوبكنز، قالت لـ"بلومبرغ": "تأثير الهجمات الإسرائيلية على الشعور القومي في إيران قد ساعد حتى الآن على تعزيز الدعم الشعبي للحرس الثوري".
وأضاف التقرير: السؤال الآن هو ما سيكون مصير الحرس الثوري في المرحلة القادمة؟
محسن سازكارا، ناشط ومحلل سياسي، اعتبر أكبر تهديد للحرس هو الحرس نفسه، وأوضح لـ"بلومبرغ" أن إدارة العديد من القطاعات والإدارات في الحرس مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمرشد علي خامنئي، ما يعني أن مصيرها مرتبط بشكل كبير بمصير المرشد الإيراني البالغ من العمر 86 عاماً.