إيران وبيلاروسيا يتفقان على تقوية العلاقات الدفاعية والاستراتيجية

أعلن رئيسا بيلاروسيا وإيران- وهما دولتان دعمتا روسيا في الحرب ضد أوكرانيا- خلال محادثات في مينسك عن عزمهما تعزيز العلاقات الثنائية في جميع المجالات، بما في ذلك الدفاع.

أعلن رئيسا بيلاروسيا وإيران- وهما دولتان دعمتا روسيا في الحرب ضد أوكرانيا- خلال محادثات في مينسك عن عزمهما تعزيز العلاقات الثنائية في جميع المجالات، بما في ذلك الدفاع.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية في بيلاروسيا، يوم الأربعاء 20 أغسطس (آب)، أن الرئيسين ألكسندر لوكاشينكو ومسعود بزشكیان اتفقا خلال لقاء في مينسك على العمل على معاهدة تعاون استراتيجية.
ونقلت الوكالة عن لوكاشينكو قوله: "في ظل الاضطرابات الجيوسياسية، تتخذ مينسك وطهران خطوات مستمرة ومتوازنة لتطوير التعاون أكثر، وتعملان بجد لتحويل كل تحدٍ جديد إلى فرصة جديدة".
وأضاف لوكاشينكو: "نحن مستعدون لمناقشة أي موضوع، فلا يوجد موضوع مغلق لدينا".
وأوضح أن البلدين يمكنهما التعاون في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك "التعاون العسكري-التقني".
وأفادت وسائل الإعلام الإيرانية أن بزشكیان قال خلال اللقاء في عاصمة بيلاروسيا إن طهران جاهزة لتعزيز التعاون مع مينسك أكثر من السابق، وأنه كما وقعت مع روسيا معاهدة تعاون استراتيجية، يمكن أن يُطبق نفس النموذج "في إطار العلاقات الصديقة والأخوية" مع بيلاروسيا أيضًا.
لوكاشينكو، الحليف المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سمح لموسكو باستخدام أراضي بيلاروسيا كمنصة انطلاق لهجومها على أوكرانيا، ووافق لاحقًا على استضافة صواريخ روسية نووية تكتيكية.
وسلّم النظام الإيراني أيضًا طائرات مسيرة لاستخدامها في الحرب إلى روسيا، ووقع مع بوتين معاهدة تعاون استراتيجية، رغم أن هذه المعاهدة لم تتضمن بند الدفاع المتبادل.
يذكر أن كلا من إيران وبيلاروسيا تخضعان لعقوبات وصفها بزشكیان بأنها "عقوبات غير قانونية من الغرب".
وقال في بيلاروسيا: "النظام الإيراني مستعد لنقل خبراته القيمة في مسار تحييد العقوبات إلى أصدقائه وشركائه".
وأشار الرئيس الإيراني إلى العقوبات وقال: "نحن لا ننقص شيئًا عن أولئك الذين يظنون أنهم يستطيعون فرض عقوبات علينا".
وأكد بزشكیان أنه يتابع شخصيًا الاتفاقات بين البلدين، وأن حجم التبادل التجاري الحالي مقارنةً بالإمكانات المتاحة ضئيل ويجب رفعه.
يُذكر أن لوكاشينكو، الذي يُوصف من قبل منتقديه بـ"آخر ديكتاتور في أوروبا"، يسيطر على السلطة في بيلاروسيا منذ عام 1994، وقد اتُهم مرارًا بانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان وقمع قاسٍ للمعارضين.
وفي مارس (آذار) 2023، زار لوكاشينكو إيران والتقى بالمرشد الإيراني علي خامنئي.
وخلال اللقاء، قال خامنئي: "على الدول التي تخضع لعقوبات أميركا أن تتعاون مع بعضها البعض، وتُشكل مجموعة مشتركة، لتقضي على أداة العقوبات".


أشارت صحيفة "فرهيختكان" الإيرانية إلى تداعيات إنشاء ممر زنغزور على إيران، مطالبةً باستخدام نهج مشابه للهجوم على قاعدة العديد الأميركية في قطر خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا.
وقارنت الصحيفة، في مقال يوم الأربعاء 20 أغسطس (آب)، بين مواجهة أذربيجان وأرمينيا في مسألة ممر زنغزور والهجوم الذي شنته إيران على قاعدة العديد الأميركية في قطر، وأشارت إلى أن هذا النهج يجب أن يُستخدم في قضية زنغزور أيضًا.
وأوضحت الصحيفة أن مواجهة "التهديدات المحتملة من حدود الجيران الشماليين" لا تعني التصادم معهم.
وفي 23 يونيو (حزيران)، وخلال الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل، ردت إيران على الهجوم الأميركي على منشآتها النووية بشن هجوم صاروخي على قاعدة العديد الأميركية في قطر، بعد إخطار مسبق.
ووصف دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، هذا الهجوم بأنه "رد ضعيف للغاية"، وشكر إيران على "الإخطار المسبق الذي منع وقوع خسائر في الأرواح أو إصابات".
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في ذلك الوقت أن إيران نسقت هجومها على القاعدة الجوية الأميركية مع مسؤولين في الدوحة، وأبلغتهم مسبقًا بهذه العملية لتقليل الخسائر إلى الحد الأدنى.
وأشارت "فرهيختغان" إلى هذا الهجوم، وكتبت: "يجب على إيران، مع مراقبة دقيقة للتحركات الأمنية، أن تحذر جيرانها الشماليين من أي تحرك أمني ضدها".
وأكدت الصحيفة أن على طهران أن توضح بجلاء أنه في حال تعرضت إيران لتهديدات من أراضي جيرانها، فإن الأولوية ستكون للاعتبارات الأمنية على حساب العلاقات الدبلوماسية، وستُدرج إيران مصادر تلك التهديدات ضمن قائمة أهدافها المشروعة.
ويربط زنغزور أذربيجان بمنطقتها الذاتية نخجوان عبر الأراضي الأرمينية، ويقضي على الحدود المشتركة بين إيران وأرمينيا.
لهذا السبب، عارضت السلطات الإيرانية ووسائل الإعلام الحكومية بشدة إنشاء مثل هذا الممر خلال الأشهر الماضية.
وهدد عباس موسوي، مساعد مدير مكتب الرئيس الإيراني، يوم 13 أغسطس (آب)، أذربيجان وأرمينيا بأن "الأمر لم ينته بعد"، وطالب بإعادة النظر في اتفاقهما بشأن ممر زنغزور، الذي يُطلق عليه الآن اسم "طريق ترامب".
كما هدد علي باقري كني، عضو المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، في وقت سابق خلال مقابلة مع التلفزيون الإيراني، بأن إيران لن تتغاضى بسهولة عن مسألة زنغزور.
واستضاف البيت الأبيض في 8 أغسطس (آب) إلهام علييف، رئيس أذربيجان، ونيكول باشينيان، رئيس وزراء أرمينيا، لتوقيع معاهدة سلام، حيث قال دونالد ترامب إن الطرفين سينهيان جميع الصراعات، ويبدآن التجارة والسفر والعلاقات الدبلوماسية، ويحترمان سيادة ووحدة أراضي بعضهما البعض.
وفقًا لهذا الاتفاق، سيتم تغيير اسم ممر زنغزور إلى "طريق دونالد ترامب الترانزيتي للسلام والازدهار الدولي"، وستؤجره الولايات المتحدة لمدة 99 عامًا.

صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، واصفا نفسه وبنيامين نتنياهو بأنهما "أبطال" بسبب الهجوم على منشآت إيران النووية. وأكد أن "المخزونات النووية للنظام الإيراني قد دُمِّرت"، مشيراً إلى أنهم "كانوا قادرين على امتلاك سلاح نووي في غضون أربعة أسابيع".
وفي مقابلة إذاعية مع مارك لوين بُثّت مساء الثلاثاء 19 أغسطس (آب)، قال ترامب: "نتنياهو بطل حرب. أعتقد أنني كذلك. لا أحد يهتم، لكنني كذلك".
وأكد ترامب أن "هجمات الولايات المتحدة على منشآت إيران النووية كانت مدمّرة"، مضيفاً: "لقد أرسلتُ تلك الطائرات. كما تعلمون، كانوا يتدرّبون منذ 22 عاماً، وجاء الطيارون. لقد كافأتهم، ودعوتُهم جميعاً، وكل من شارك في هذه العملية المثالية، إلى المكتب البيضاوي".
وأضاف ترامب: "حاولت شبكة (سي إن إن) أن تقول إن العملية لم تكن ناجحة كما وصفتُها، لكن تبيّن لاحقاً أنها كانت أبعد مما قلت: تدمير كامل. أعلنت لجنة الطاقة الذرية أن الموقع قد أُبيد.
ربما يمكنهم أن يبدؤوا من جديد، لكن لا وجود لبداية في ذلك المكان بعد الآن".
وتابع رئيس الولايات المتحدة: "لقد دمّرنا المخزونات النووية. في رأيي، كانوا قادرين على امتلاك سلاح نووي خلال أربعة أسابيع فقط. الطيارون جاؤوا إلى المكتب البيضاوي وقالوا: (سيدي الرئيس، نحن وسابقونا تدربنا 22 عاماً على هذه الطلعة؛ نفس الطلعة إلى نفس الموقع حيث كانت المواد مخزنة. أنت الرئيس الوحيد الذي منحنا الشجاعة لننفذ هذه المهمة. لو لم تُنفَّذ، لكان لديهم الآن سلاح نووي بالتأكيد، ولربما استخدموه)".
وهذه هي المرة الثانية خلال الأيام الأخيرة التي يشدد فيها ترامب على دوره في الهجوم على منشآت إيران النووية.
وكان رئيس الولايات المتحدة قد كتب يوم الاثنين 18 أغسطس (آب)، قبيل لقائه مع فولوديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، في واشنطن، عبر شبكة "تروث سوشال": "تذكروا! ... أنا من دمّرت منشآت إيران النووية. إما أن تلعب لتفوز، أو لا تلعب أبداً! أشكركم على اهتمامكم بهذا الأمر!".
كما صرّح يوم السبت 16 أغسطس، في مقابلة مع "فوكس نيوز"، بشأن دوره في إنهاء الحرب التي استمرت 12 يوماً بين النظام الإيراني وإسرائيل، قائلاً: "لقد قمنا بعمل مذهل، لأنه خلال 22 عاماً لم يجرؤ أي رئيس على القيام به".
من جانبه، وصف بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، يوم الثلاثاء 12 أغسطس، في مقابلة مع شبكة "i24 News"، هجمات إسرائيل على منشآت إيران النووية خلال الحرب الأخيرة بأنها "عملية تاريخية".
وأشار نتنياهو إلى بعض التكهنات حول مصير 400 كيلوغرام من مخزون اليورانيوم المخصب لدى النظام الإيراني بعد الحرب التي استمرت 12 يوماً، قائلاً: "كنا نعلم مسبقاً أنها لن تُدمر بالكامل، لكنها ليست كافية لصنع قنبلة نووية. إنهم حالياً ليسوا في موقع يسمح لهم بالتقدم".
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي من أن بلاده "مستعدة دائماً لأي خطوات محتملة من جانب طهران، خصوصاً في ما يتعلق بمحاولتها إعادة بناء برنامجها النووي".
وقالت أربعة مصادر استخباراتية إسرائيلية حالية وسابقة يوم 12 أغسطس لشبكة "يورونيوز" إن "هجوم إسرائيل على إيران في يونيو (حزيران) جاء بعد سنوات من التخطيط، ونُفّذ عندما تزامنت عدة عوامل رئيسية، منها انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، وانتهاء مهلة الـ60 يوماً لمفاوضات الملف النووي، وكذلك الهجمات المباشرة التي شنها النظام الإيراني على إسرائيل".
وأوضحَت هذه المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها لدواعٍ أمنية، أن "الموساد حدد قبل بدء العملية الظروف الاستراتيجية والسياسية اللازمة".
وأضافت أن "هذه الظروف شملت تصعيد الحرب بالوكالة بين النظام الإيراني وإسرائيل، وانتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة، والمناخ الذي نشأ في مفاوضات إيران النووية مع الغرب".
وبحسب هذه المصادر، "كان الهدف أن تسيطر إسرائيل في الأيام الأولى من الحرب بشكل كامل على الوضع، مع خسائر محدودة في الداخل، وهيمنة مطلقة على الأجواء الإيرانية".
وأكدت المصادر الاستخباراتية أن "إسرائيل، وعلى مدى سنوات، كانت تُعد سيناريو الهجوم بشكل متوازٍ مع الجهود الدبلوماسية الرامية لوقف البرنامج النووي في إيران".

لقي العشرات حتفهم في تصادم حافلة تقل مهاجرين أفغان تم ترحيلهم من إيران مع شاحنة ودراجة نارية على طريق هرات-إسلام قلعة بأفغانستان.
وأعلن أحمد الله متقي، المتحدث باسم الإدارة المحلية لطالبان في هرات، مساء الثلاثاء 19 أغسطس (آب)، أن 71 شخصًا، بينهم 17 طفلاً، قُتلوا في هذا الحادث.
ووفقًا للسلطات المحلية، فإن الحافلة التي كانت في طريقها من إسلام قلعة إلى قندهار، اشتعلت فيها النيران بعد التصادم. كما لقي ركاب الشاحنة والدراجة النارية حتفهم أيضًا.
وفي يوليو (تموز) الماضي، أدى تصادم صهريج وقود بحافلة ركاب على طريق كابل-قندهار إلى مقتل وإصابة 37 شخصًا.
ووفقًا لتقارير وكالات الأنباء، أسفر ذلك الحادث عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 31 آخرين تم نقلهم إلى مستشفى ولاية غزني المركزي. وأفادت بيانات مكتب المتحدث باسم والي غزني أن سبب ذلك الحادث المروري كان إهمال السائقين.
وفي وقت سابق، في أبريل (نيسان) 2023، أدى تصادم حافلة صغيرة بشاحنة في ولاية قندهار إلى مقتل 27 شخصًا.
كما تسبب انقلاب حافلة تقل مهاجرين في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 على الطريق السريع كابل-قندهار في مقتل ما لا يقل عن 30 شخصًا.
وتحدث العديد من هذه الحوادث بسبب البنية التحتية المتدهورة للطرق، والمركبات غير القياسية، وغياب الرقابة المرورية، وإرهاق السائقين.
وتُعد أفغانستان واحدة من الدول التي تسجل أعلى معدلات الوفيات على الطرق، وقد شهدت الحوادث المرورية في هذا البلد زيادة مطردة خلال السنوات الأخيرة.
ووفقًا للتقارير، في العاصمة وحدها، ارتفع عدد ضحايا هذه الحوادث بنسبة 78.5 بالمائة بين مارس (آذار) 2022 ومارس 2024.

أشار موقع "أخبار اليهود" إلى حرب الـ12 يوما، وكتب أن تهديد طهران لم ينتهِ بعد، وأن قادة النظام الإيراني ينتظرون اللحظة المناسبة لتوجيه الضربة إلى إسرائيل والغرب.
وحذّر الموقع من أن ما يخشاه قادة النظام الإيراني ليس العقوبات أو التصريحات، بل أن يواجهوا خصماً يمتلك قوة حقيقية ويملك في الوقت نفسه العزم والجدية على استخدامها ضدهم.
وفي تحليل نُشر يوم الأربعاء 20 أغسطس (آب)، تناول الموقع الاستراتيجيات التي يستخدمها النظام الإيراني لخداع الغربيين ودفعهم إلى قبول مطالبه، موضحاً أن قادة النظام برعوا في فنون الصبر والمماطلة وانتهاز الفرص، وأنهم بانتظار اللحظة المناسبة لتوجيه الضربة.
وبحسب الموقع، فإن النظام رغم ضعفه لم يتلقَّ ضربة قاضية بعد، ولذلك طالما بقي في السلطة فإن الغرب وإسرائيل وحلفاءهما العرب المعتدلين سيظلون عرضة للخطر.
ويرى قادة النظام الإيراني أنهم في حالة اختبار دائم لخصومهم، ويؤمنون بأن مرور الزمن والإصرار سيقودهم في النهاية إلى النصر.
ووفقاً للمقال، فإن الاختلاف في النظرة إلى التفاوض بين الإيرانيين والغربيين يعكس هذه الرؤية.
فبالنسبة للغربيين، التفاوض يعني التسوية والوصول إلى نتيجة رابحة للطرفين؛ كلاهما يحقق مكاسب ويخرج أقوى من طاولة التفاوض.
أما بالنسبة للإيرانيين، فإن التفاوض لا يحدث إلا عندما يكون أحد الطرفين قد انتصر مسبقاً، وعندها يفرض المنتصر شروطه، وعلى الخاسر أن يقبل بها.
وأضاف الكاتب أن النظام الإيراني يعتبر استعداد القادة الغربيين للتفاوض قبل تحقيق نصر حاسم علامة ضعف واعترافاً ضمنياً بأن الطرف المقابل يفتقر إلى الإرادة أو القدرة على فرض الشروط.
وهذه الذهنية تؤثر على تفسير أحداث مثل حرب الأيام الـ12؛ فمن وجهة نظر طهران، بما أن إسرائيل وأميركا لم تكن لديهما الإرادة أو القدرة على القضاء على النظام الإيراني، فهذا يعدّ نصراً بحد ذاته.
وأوضح موقع "أخبار اليهود"، وهو وكالة أنباء وخدمة إخبارية تركز على الأخبار المتعلقة باليهود وإسرائيل، أن مسؤولي النظام ينظرون إلى الاتفاقيات الموقعة على أنها "أدوات مؤقتة" لا "التزامات ملزمة"، وقد يوقّعون على وثائق "لإرضاء الآخرين"، لكنهم نادراً ما ينوون تنفيذها.
ومن هذا المنطلق، تُعتبر الاتفاقيات في نظر قادة النظام مجرد خطوة على طريق تحقيق النصر النهائي، لا تسوية متبادلة. وفي الثقافة السياسية الإيرانية، التسوية نوع من الإهانة، بل مصير أسوأ من الموت.
الخوف الوحيد للنظام
وأشار الكاتب إلى سياسات طهران الرامية للتأثير على الغرب في المفاوضات النووية، قائلاً إن النظام الإيراني "غالباً ما يُظهر نفسه ودوداً ومتفهماً"، وهو بارع في "إظهار الصدق والود لتجريد الغربيين من أسلحتهم".
ويُستَخدم هذا النهج أيضاً في الرسوم الكاريكاتورية السياسية والسخرية الإعلامية التابعة للنظام لتعزيز صورة "إيران المنتصرة".
فخلال مفاوضات الاتفاق النووي، سخر الإعلام الحكومي من قادة أميركا، بمن فيهم جون كيري وباراك أوباما. وقد صُوِّر كيري بساق مكسورة وعكازات ضخمة لإبراز ضعفه، بينما رُسمت بشرة أوباما أكثر سواداً للتأكيد على "العيوب".
وحذّر الموقع من أنه رغم الضربات المؤثرة التي وجهتها إسرائيل وأميركا خلال حرب الأيام الـ12، فإن طهران تعتبر "الزمن" حليفها؛ تنتظر حتى يفقد الغرب الاهتمام ويتراجع. وإذا حدث ذلك، فإن النظام الإيراني يمكن أن يعود مجدداً مدججاً بالسلاح النووي وموارد جديدة ليهدد أميركا وإسرائيل وحلفاءهما العرب السنّة. على الغرب أن يدرك هذا "الفارق الثقافي والاستراتيجي".
ووفقاً للمقال، فإن الحل المستدام الوحيد هو دعم الشعب الإيراني للتحرر من النظام. وإلا فإن لعبة طهران الطويلة قد تنجح في النهاية في إنهاك أعدائها الثلاثة الرئيسيين: أميركا والغرب، إسرائيل، والعالم العربي السنّي.
وأضاف الموقع: "ما نراه نحن مستحيلاً، يبدو في نظر طهران أمراً قابلاً للتحقيق بالكامل".

أدانت وزارة الخارجية الأميركية الظروف "اللاإنسانية" في سجون قرجك ورامين والسجن المركزي في طهران، ودعت المجتمع الدولي إلى محاسبة النظام الإيراني على ذلك.
وجاء في الصفحة الفارسية لوزارة الخارجية الأميركية على منصة "إكس"، يوم الثلاثاء 19 أغسطس (آب)، أن التقارير عن الاكتظاظ الشديد، وانعدام المرافق الصحية، ونقص المياه النظيفة، والحرمان من الرعاية الطبية، تعكس إساءة منهجية بحق السجناء.
وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أن التعامل العنيف مع السجناء أثناء نقلهم أو استخدام التعذيب النفسي يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان.
كما طالبت الولايات المتحدة النظام الإيراني بضمان ظروف إنسانية، وتوفير الرعاية الطبية، والسماح برقابة مستقلة على مراكز الاحتجاز.
وفي ختام البيان، دعت الخارجية الأمريكية المجتمع الدولي إلى تحميل نظام طهران المسؤولية عن هذه الانتهاكات.
كانت قناة "إيران إنترناشيونال" قد تناولت خلال الأسابيع الماضية في تقارير متعددة أوضاع النساء والرجال المعتقلين في سجون قرجك ورامين وسجن طهران الكبير، مؤكدة أن التقارير تشير إلى ظروف غير مناسبة، قاسية، وغير إنسانية في هذه السجون.
وفي أحدث هذه التقارير، ذكرت "إيران إنترناشيونال" أن سلطات سجن قرجك، رغم تعدد حالات وفاة السجناء في الأشهر الماضية، لا تزال ترفض تقديم الخدمات الأساسية للمعتقلين المرضى أو نقلهم إلى المراكز الطبية، بل إنها تشترط دفع المال مقابل تقديم الخدمات أو السماح بإرسال السجناء إلى العلاج.
وأوضح التقرير أن مسؤولي القسم الصحي في السجن يستمرون في إهمال الرعاية الطبية، ما عرض حياة العديد من السجناء لخطر الموت.
كما أن السجينات السياسيات اللواتي نُقلن إلى قسم الحجر الصحي في سجن قرجك بعد الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين، يواجهن مشكلات كبيرة ويُحتجزن في ظروف غير مناسبة.
وسجن طهران الكبير، الذي يُعد من أكبر وأشد السجون اكتظاظًا في إيران، يتعرض منذ سنوات لانتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان وعائلات المعتقلين بسبب سوء ظروف الاحتجاز، والاكتظاظ الشديد، ونقص الخدمات الأساسية، وضعف البنية التحتية.
وقد وردت تقارير عديدة عن هذا السجن تكشف عن غياب المعايير الصحية، وسوء نوعية الطعام، والقيود على الحصول على الخدمات الطبية، والانتهاك المتكرر للحقوق الأساسية للمعتقلين.
وفي وقت سابق، يوم 7 أغسطس (آب)، أُعيد مئات السجناء السياسيين من الرجال، الذين كانوا قد نُقلوا إلى سجن طهران الكبير بعد الهجوم الإسرائيلي، إلى سجن إيفين مرة أخرى.
ومع ذلك، ما يزال عشرات السجناء السياسيين إلى جانب آلاف المعتقلين بتهم جنائية عامة محتجزين في هذا السجن في ظروف قاسية ومحرومين من أبسط حقوقهم.