وقال مهدي منتظر المهدي، يوم الثلاثاء 12 أغسطس (آب)، إن قيادة الشرطة تلقت خلال الحرب 7 آلاف و850 اتصالًا من المواطنين، أدت في النهاية إلى اعتقال "نحو 21 ألف مشتبه به".
لكن إسماعيل خطيب، وزير الاستخبارات، كان قد أعلن في 19 يوليو (تموز) عن تلقي سبعة ملايين بلاغ من المواطنين خلال فترة الحرب.
وبحسب هذا المسؤول الأمني، فقد تم خلال الحرب اعتقال 262 شخصًا للاشتباه في التجسس، و172 شخصًا بتهمة التصوير غير القانوني، كما جرى فتح 30 ملفًا أمنيًا خاصًا بعد فحص الهواتف المصادرة من المتهمين والمشتبه بهم.
ومع تصاعد ردود الفعل على هذه الأرقام، أوضح مكتب المتحدث باسم الشرطة يوم الأربعاء 13 أغسطس (آب) أن "كلمة مشتبه لا تعني الجزم بارتكاب الجريمة... وإن جزءًا كبيرًا من المشتبه بهم الموقوفين يُفرج عنهم بعد الفحص الأولي في الموقع، فيما يُفرج عن آخرين بعد استكمال التحقيقات في الوحدات الأمنية، ولا يخضع للإجراءات القضائية سوى عدد قليل ممن ثبتت إدانتهم".
وكان غلام حسين محسني إيجه إي، رئيس السلطة القضائية، قد صرّح في 22 يوليو (تموز) في مقابلة مع التلفزيون الرسمي بأن نحو "ألفي شخص" اعتُقلوا خلال الحرب، موضحًا أن بعضهم متهم بـ"التعاون المنظم مع العدو"، بينما كان آخرون متواجدين في موقع الأحداث بعد القصف والهجمات أو كانوا يقومون بالتصوير.
وأكد إيجه إي أن كثيرين ممن لم يكونوا "جواسيس" أو "عملاء للعدو" أُفرج عنهم بكفالة أو مع فرض قيود قانونية.
الاعتقالات العشوائية ونقاط التفتيش
وعقب الهجمات المفاجئة التي شنها الجيش الإسرائيلي فجر 13 يونيو (حزيران) ، دخلت مختلف القوات العسكرية والأمنية التابعة للنظام الإيراني إلى الميدان، وأقامت نقاط تفتيش في أحياء عدة، كما اعتقلت عددًا من الأشخاص.
وفي 1 يوليو (تموز)، أطلق عناصر عسكريون النار بشكل عشوائي على ثلاثة مواطنين في منطقة تاريك دره بمحافظة همدان، ما أسفر عن مقتل اثنين.
وفي مساء 17 يوليو، قُتل أربعة مواطنين، بينهم طفل صغير ووالدته، برصاص قوات الأمن والعسكر عند إحدى نقاط التفتيش في مدينة خمین.
تقرير وزارة الاستخبارات عن الاعتقالات
في 6 أغسطس (آب)، أصدرت وزارة الاستخبارات الإيرانية بيانًا تضمن ملخصًا لاعتقال ما لا يقل عن 290 شخصًا خلال الحرب.
ووفقًا لهذا البيان، فقد تم اعتقال 20 شخصًا بوصفهم "جواسيس وعملاء للموساد"، و3 أشخاص بوصفهم "قادة في داعش"، و50 شخصًا بتهمة "الانتماء لداعش"، و65 شخصًا بتهمة تلقي أموال عبر العملات الرقمية (تتر) من جماعات "ملكية" و"الموساد"، و53 شخصًا تلقوا تدريبات في الخارج، و98 شخصًا بتهمة التواصل مع قناة "إيران إنترناشيونال".
كما أشار التقرير إلى اعتقال شخص يحمل الجنسية المزدوجة الإيرانية- الأميركية باعتباره وسيطًا لـ"تجنيد شخصيات مشهورة".
من خلال مراجعة التقارير المنشورة في وكالة "تسنيم" وقنوات "تلغرام" المقرّبة من الحرس الثوري خلال الحرب، تمكّن فريق التحقق في "إيران إنترناشيونال" من رصد أخبار عن اعتقال ما لا يقل عن 291 شخصًا.
وخلال هذه الفترة، أفادت وسائل الإعلام الحكومية باعتقال ما لا يقل عن 16 شخصًا في أصفهان، وواحد في محافظة البرز، وثمانية في خوزستان، و15 في كرمان، و115 في كرمانشاه، و10 في خراسان الجنوبية والشمالية، و13 في يزد، و28 في لرستان، و10 في قزوين، و13 في المحافظات الغربية، ونحو 30 في طهران.
وذكر منتظر المهدي في تقريره الإعلامي لأول مرة إحباط عملية في ميدان فلسطين، قائلاً: "إحباط مؤامرة للتجمع في ميدان فلسطين تم الترويج لها عبر الإنترنت بهدف تنفيذ هجوم جوي وبالطائرات المسيّرة من قبل العدو، كان من أبرز نجاحات شرطة الأمن العام، وقد أُفشلت هذه الخطة الخبيثة بتدخلنا في الوقت المناسب".
لكن بحث "إيران إنترناشيونال" في وسائل التواصل لم يعثر على أي أثر لدعوة للتجمع في ميدان فلسطين، ولا يُعرف ما هي المؤامرة التي أشار إليها.
وفي 23 يونيو (حزيران)، حوالي الساعة 13:15، انتشرت على الإنترنت شائعة تفيد بتدمير لوحة "العد التنازلي لتدمير إسرائيل" في ميدان فلسطين بطهران من قبل الجيش الإسرائيلي.
وكان يوم 23 يونيو قد شهد واحدة من أوسع الهجمات الإسرائيلية المركزة على طهران، استهدفت خلالها مواقع مثل سجن إيفين، ومقر "ثار الله"، ومقر التعبئة، وفيلق سيد الشهداء، وفيلق البرز، وجهاز الأمن التابع لقيادة الشرطة، ومقر الاستخبارات التابع لقيادة الشرطة.
تناقض أرقام السجناء الفارين من إيفين
وقال منتظر المهدي إنه بعد هجوم الجيش الإسرائيلي على سجن إيفين، "أُعيد اعتقال 127 سجينًا سياسيًا وأمنيًا كانوا يحاولون الفرار، كما تم القبض على سجينين حاولا الهرب بارتداء زي رجال الإطفاء".
لكن أصغر جهانغير، المتحدث باسم السلطة القضائية، صرّح في 22 يوليو أن "خروج السجناء لا يُعد فرارًا، ومعظمهم كانوا من أصحاب الأحكام المخففة بنظام الإفراج المفتوح. وقد خرج 75 شخصًا من السجن، عاد منهم 48، والباقون وعددهم 27 ليست لديهم قضايا خطيرة أو أمنية، وسيعودون قريبًا".
وذكرت وكالة "فارس" في 25 يونيو (حزيران) اعتقال 700 أجنبي خلال فترة الحرب، لكن منتظر المهدي قال في أحدث إحصاء إن 2,774 أجنبيًا مخالفًا تم التعرف عليهم واعتقالهم، مضيفًا أن "فحص هواتفهم أظهر تصويرهم لمناطق مرتفعة ومراكز حساسة وإرسال مواقعها".
وكان منان رئيسي، نائب مدينة قم في البرلمان الإيراني، قد صرح في 15 يوليو (تموز) لقناة "خبر" أن "بحسب المعلومات المؤكدة، لا يوجد بين جواسيس إسرائيل أي مهاجر أفغاني".