ونقلت "رويترز"، اليوم الخميس 14 أغسطس (آب)، عن مصدر سياسي قوله إن المرشد الإيراني علي خامنئي، أصبح الآن ميالاً نحو التفاوض، بعد أن رأى تكلفة المواجهة العسكرية.
وبحسب التقرير، يخشى مسؤولو النظام الإيراني أن تؤدي الهجمات المقبلة إلى تقويض التنسيق السياسي والعسكري في البلاد، ولهذا شكّلوا "مجلس الدفاع" لضمان استمرار القيادة حتى في حال نقل خامنئي البالغ من العمر 87 عامًا إلى مكان آمن.
وكتبت بريسا حافظي، معدة التقرير، أن إيران، التي أضعفتها الحرب والجمود الدبلوماسي، تقف الآن عند نقطة حاسمة: إما أن تصمد أمام الضغوط لوقف أنشطتها النووية وتقبل بخطر مزيد من الهجمات الإسرائيلية والأميركية، أو أن تتراجع وتواجه خطر انقسام في القيادة.
وفي 13 أغسطس (آب)، حذر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي من تفعيل "آلية الزناد"، وقال إن الدول الأوروبية الثلاث مستعدة لتمديد الإعفاءات من العقوبات إذا التزمت طهران بشروطهم، وإلا ستُعاد عقوبات الأمم المتحدة.
وقال أليكس فاتانكا، مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، إنه إذا أعادت طهران بناء برنامجها النووي بسرعة ودون ضمانات دبلوماسية أو أمنية، فإن "الهجوم الأميركي والإسرائيلي لن يكون ممكنًا فحسب، بل شبه مؤكد".
وأكدت "رويترز" أن الخلاف الرئيسي ما زال قائمًا، حيث تصر طهران على حقها في تخصيب اليورانيوم كجزء من برنامج نووي سلمي، بينما تطالب واشنطن بوقفه بالكامل.
وتمثل عودة عقوبات الأمم المتحدة في إطار "آلية الزناد"، التي تسعى إليها الدول الأوروبية الثلاث، تهديدًا آخر.
وقد هددت إيران بالانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
وقال منوشهر متكي، وزير الخارجية الإيراني الأسبق وعضو اللجنة الاقتصادية في البرلمان، يوم 13 أغسطس: "إذا قام الطرف الآخر بخطوة نحو تفعيل آلية الزناد واستخدام أدواتها، فسيواجه بالتأكيد إجراءً من البرلمان الإيراني".
وأضاف أن البرلمان "يده على الزناد" ومستعد للانسحاب من معاهدة حظر الانتشار، لكن مصادر مطلعة قالت لـ"رويترز" إن هذه التهديدات مجرد ورقة ضغط، لأن الانسحاب من المعاهدة يعني التحرك العلني نحو السلاح النووي، ما سيؤدي إلى هجوم أميركي وإسرائيلي.
ونقلت "رويترز" عن دبلوماسي غربي قوله: "لم تكن الحكومة الإيرانية في أي وقت بهذه الدرجة من الضعف. داخليًا، يزداد الاستياء من الحرب، والعزلة، وسوء الإدارة، ونقص المياه والكهرباء، فيما تزيد الانقطاعات اليومية وأزمة احتياطيات المياه الضغط على الأعمال التجارية".
واعتبر التقرير أن عودة الشخصيات المعتدلة، التي أُقصيت لسنوات عن الإعلام الحكومي، محاولة لتهدئة الرأي العام وإعطاء انطباع بإمكانية إجراء إصلاحات داخلية محدودة دون تغيير جذري في سياسات النظام.