ورغم العقوبات، فإن بعض مصافي التكرير الصينية الصغيرة المعروفة باسم "تي بات" كانت تشتري النفط الإيراني، قبل بدء فترة ولاية دونالد ترامب الثانية، في فبراير (شباط) الماضي، بسبب التخفيضات الكبيرة التي تقدمها طهران، لكن بعد تولي ترامب مجددًا تدهورت هذه العملية تدريجيًا.
ووفقًا لبيانات شركة "كيبلر"، المتخصصة في مجال الطاقة، فقد ارتفع حجم النفط الخام الإيراني المخزن عائمًا من 9 ملايين برميل في منتصف يناير (كانون الثاني) إلى 33.4 مليون برميل في بداية أغسطس (آب) الجاري، وهو أعلى مستوى منذ عام 2020.
وتوجدد معظم هذه الناقلات العالقة في مياه سنغافورة وماليزيا، وهما المركزان الرئيسان لعمليات النقل من سفينة إلى أخرى لإيران. وتتكبّد إيران تكاليف باهظة نتيجة الاحتفاظ بهذا الكم من النفط.
وبعد الحرب التي استمرت 12 يومًا، نقل النظام الإيراني جزءًا كبيرًا من النفط المخزن إلى السفن خشية استهداف مخازن النفط.
في الوقت نفسه، انخفضت صادرات النفط الخام الإيرانية من نحو 1.7 مليون برميل يوميًا في شتاء 2024 إلى نحو 102 ألف برميل يوميًا حاليًا.
المصافي الصينية "تي بات"
كانت مصافي التكرير الصينية الصغيرة المعروفة بـ "تي بات" هي المشتري الرئيس للنفط الإيراني أثناء العقوبات.
وقد فرضت إدارة ترامب منذ بداية ولايته الثانية ضوابط مشددة وغير مسبوقة على مشتري النفط الإيراني.
وفي مارس (آذار) الماضي، تم فرض عقوبات على مصفاة شاندونغ شوغوانغ لو تشينغ بطاقة 100 ألف برميل يوميًا، وفي أبريل (نيسان) على مصفاة شاندونغ شينغ سينغ كيميكال بطاقة 44 ألف برميل يوميًا، وفي مايو (أيار) على مصفاة خبي شينهواي كيميكال جروب بطاقة 120 ألف برميل يوميًا.
وتتعرض ماليزيا أيضًا لضغوط من أميركا لزيادة تشديد القيود على تكدس نفط إيران في مياهها.
عقوبات على إمبراطورية "شمخاني" للشحن البحري
أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على حسين (المعروف بهكتور) شمخاني، نجل علي شمخاني، وعلى جزء من "الإمبراطورية البحرية الضخمة" التابعة له، في 8 أغسطس الجاري.
وتضمنت العقوبات 50 شخصًا وكيانًا وأكثر من 50 سفينة، في أكبر حملة عقوبات أميركية ضد النظام الإيراني منذ عام 2018.
وبعد أقل من أسبوعين من بداية ولاية ترامب الثانية، انطلقت حملة جديدة ضمن سياسة "الضغط الأقصى" ضد النظام الإيراني.
وفي أول 100 يوم من ولايته، فرضت إدارة ترامب 17 جولة عقوبات ضد النظام الإيراني، استهدفت خلالها 40 شخصًا، و117 شركة وكيانًا، و77 ناقلة نفط.