وجاء في البيان، الذي نُشر يوم الجمعة 8 أغسطس (آب)، أن "سلطات النظام قد شنت حربًا بلا هوادة على معيشتنا، من خلال قطع المياه والكهرباء وترك المجتمع في ذروة انعدام الأمان وسط جحيم الصيف الحارق، ومن خلال تعطيل المدن وتدمير أعمالنا وحياتنا، ورفع سعر الخبز وفرض غلاء فاحش".
واعتبرت هذه المنظمات أن أزمات المياه والكهرباء والمعيشة والبيئة هي نتيجة "سياسات النهب وإشعال الحروب التي ينتهجها الحكام"، مؤكدة: "لم نعد مستعدين لدفع ثمن سياسات حكام لا يفكرون إلا في تنفيذ مخططاتهم الحربية والعسكرية، والذين جرّوا أرواح وحياة جميع الناس إلى لعبتهم الخطيرة، وجعلوا خطر الحرب يقترب من عتبات بيوتنا".
وانتقد الموقعون على البيان قرار الحكومة إعلان العطلة في العديد من المحافظات، بسبب أزمة الطاقة، معتبرين أن هذه السياسة "أوقفت الإنتاج والعمل وشلّت أركان المجتمع".
وقد وقع على البيان عشر منظمات ومجموعات، من بينها جمعية الكهرباء والمعادن في كرمانشاه، ومجلس تنظيم احتجاجات عمال العقود النفطية، ونداء نساء إيران، ومجموعة من عائلات السجناء السياسيين.
وفي 5 أغسطس الجاري، حذّر ناشطون في قطاع الصناعة من أن الانقطاعات الواسعة للكهرباء في إيران ستؤدي، وفقًا للتقديرات، إلى انخفاض إنتاج الفولاذ هذا العام بنسبة 33 في المائة.
ووسط فشل النظام في إيجاد حل لأزمة المياه والكهرباء، أُغلقت 28 محافظة يوم الأربعاء 6 أغسطس الجاري.
انقطاع الكهرباء الطبقي: عدالة معكوسة واعتراف رسمي بالتمييز
كما انتقدت المنظمات العمالية والاجتماعية تخصيص ميزانيات ضخمة للجماعات الموالية لإيران في الخارج، مشيرة إلى أن هذه الأموال كان يمكن أن تُستخدم لحل الأزمات البيئية والمعيشية في البلاد.
وجاء في البيان: "إن السياسة الحربية ليست خيارنا نحن الشعب. مطلبنا هو إنهاء إشعال الحروب. الصواريخ الباليستية وتخصيب اليورانيوم ليسا خيارنا، بل إغناء الحياة هو حقنا المشروع... الماء، الكهرباء، الحياة، حقنا المشروع. الدفاع عن المعيشة حقنا المشروع".
ودعا الموقعون إلى الوحدة ودعم النضال الشعبي، مضيفين: "فلنرفع صوت احتجاجنا المشترك لإنهاء هذه الحروب وسياسات النهب وتدمير حياتنا".
وتجدر الإشارة إلى أن شعار "الطاقة النووية حقنا المشروع" كان في السنوات الماضية أحد المحاور الأساسية في المناسبات الحكومية المؤيدة للبرنامج النووي الإيراني، والذي تشير بعض التقارير إلى أن آلاف المليارات من الدولارات قد أُنفقت عليه حتى الآن.
وفي 7 أغسطس الجاري، أعلن مجلس تنظيم احتجاجات عمال العقود النفطية أن العمال يعملون في حرارة تصل إلى 60 درجة مئوية، وسط أزمة المياه والكهرباء، دون أي تسهيلات أو تجهيزات، بينما يرفض المقاولون دفع رواتبهم ومزاياهم.
وكتبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، أمس الخميس، أن الإيرانيين "تأقلموا" مع انقطاع الكهرباء لساعتين أو حتى أربع ساعات يوميًا، في وقت تشير فيه تقارير ميدانية إلى غضب شعبي واسع، وتعطل كبير في الحياة اليومية؛ بسبب تفاقم أزمة المياه والكهرباء.