بعد انخفاض كميات الأفيون المضبوطة.. صناعة الأدوية المخدّرة في إيران تواجه أزمة

انخفضت كميات الأفيون المضبوطة في إيران بشكل حاد خلال السنوات الأربع الماضية مما جعل صناعة الأدوية الإيرانية تواجه أزمة في تأمين المادة الخام لإنتاج الأدوية المخدّرة.
انخفضت كميات الأفيون المضبوطة في إيران بشكل حاد خلال السنوات الأربع الماضية مما جعل صناعة الأدوية الإيرانية تواجه أزمة في تأمين المادة الخام لإنتاج الأدوية المخدّرة.
وفي الأثناء يبحث كل من مقر مكافحة المخدرات ووزارة الصحة في خيارات تشمل استيراد الأفيون أو إعادة زراعة الخشخاش بشكل قانوني.
صحيفة" اعتماد" ذكرت في تقرير نُشر يوم الأربعاء 6 أغسطس (آب)، أن كميات الأفيون المضبوطة في إيران انخفضت من أكثر من ألف طن في عام 2020 إلى 372 طنًا فقط في عام 2024، في حين تراجعت الكميات المضبوطة القادمة من أفغانستان من 750 طنًا عام 2021 إلى 209 أطنان في 2024.
وفي الفترة نفسها، انخفضت أيضًا نسبة نقاء الأفيون المضبوط من 26 في المائة إلى 11 في المائة.
وفي 5 أغسطس (آب)، أعلن حسين ذو الفقاري، أمين عام مقر مكافحة المخدرات، أن هذا الانخفاض الحاد في الضبطيات تسبب في مشكلات جدية في توفير المادة الخام اللازمة لإنتاج أدوية مسكّنة وأدوية لمعالجة الإدمان.
وقال ذو الفقاري: "وزارة الصحة أعلنت رسميًا أنها تواجه نقصًا في المادة الخام لإنتاج الأدوية المخدّرة، ويجب اتخاذ قرار بهذا الشأن، وإلا فإن صحة المواطنين ستكون في خطر".
من جهته، أعلن رضا سبهوند، عضو لجنة الطاقة في البرلمان، في مايو (أيار) الماضي عن إعداد مشروع بعنوان "الزراعة المُدارة لنبتة الخشخاش الدوائية لتأمين الحاجات العلاجية"، وقال: "الحظر الكامل على زراعة هذه النبتة لم يُفضِ إلى تقليل الإدمان، بل أضرّ بالمصالح الدوائية والعلاجية والاقتصادية لإيران".
وأضاف سبهوند: "نحتاج إلى أكثر من 600 طن من الأفيون لإنتاج الأدوية الضرورية، ويتم توفير جزء من هذه الكمية عبر المضبوطات، لكنها غالبًا ما تكون غير نقية وتُكلّف شركات الأدوية مبالغ كبيرة".
ونقلت صحيفة" اعتماد" عن مصدر مطّلع في منظمة الغذاء والدواء قوله إن إيران بحاجة إلى 500 طن من الأفيون النقي سنويًا لإنتاج الأدوية المخدّرة، وإذا استمر الوضع الحالي، فقد يصبح إنتاج أدوية حيوية مثل الميثادون والمورفين والبيثيدين في العام المقبل مستحيلاً أو في غاية الصعوبة.
وبحسب المصدر نفسه، فإن منظمة الغذاء والدواء وجّهت مطلع هذا العام رسالة إلى مقر مكافحة المخدرات طالبت فيها إما بالسماح بزراعة قانونية لنبتة الخشخاش، أو باستيراد الأفيون من مصادر دولية موثوقة.
وأضاف المصدر: "الاستيراد حلّ أسرع ويمكنه أن يسدّ النقص على المدى القصير".
الأفيون في ظل طالبان: نادر وباهظ الثمن
وبحسب المسؤولين الإيرانيين، فإن انخفاض إنتاج الأفيون في أفغانستان بعد صدور مرسوم من هبة الله آخند زاده، زعيم طالبان، أثّر مباشرة على سوق المخدرات في المنطقة والعالم.
وتُظهر التقارير أن سعر الكيلوغرام الواحد من الأفيون في أفغانستان ارتفع خلال السنوات الماضية إلى عشرة أضعاف.
ورغم ادعاء طالبان وقف زراعة الخشخاش، تواصلت التقارير عن نشاط مهربي المخدرات في ولايات مختلفة من أفغانستان.
وكان رضا ملك زاده، نائب وزير الصحة الإيراني الأسبق، قد أعلن في يونيو (حزيران) الماضي أن "استهلاك الأفيون في إيران مرتفع جدًا، ويُقدّر بأن 10 في المائة من الإيرانيين يتعاطون الأفيون".
يُذكر أن القانون الإيراني يسمح، بموجب المادة 41 من قانون مكافحة المخدرات، بزراعة نبتة الخشخاش بشكل قانوني لأغراض دوائية، تحت إشراف وزارة الجهاد الزراعي ومقر مكافحة المخدرات.
وبحسب صحيفة" اعتماد"، تتحمّل أربعة مصانع في إيران مسؤولية إنتاج الجزء الأكبر من المادة الخام المستخدمة في الأدوية المخدّرة، وتبيع هذه المصانع جزءًا من إنتاجها إلى مصانع دوائية أخرى.