وقد وقّع هذه الرسالة مؤسسو شركات كبرى مثل "ديجي كالا"، و"علي بابا"، و"فيليمو"، و"كافه بازار"، و"ديـوار"، وتحدثت الرسالة عن وجود تيار منظّم يستهدف إضعاف منظومة الشركات الناشئة وبسط السيطرة عليها، محذّرين من "انهيار وشيك".
وكتب رواد الأعمال في رسالتهم أن الضغوط المتزايدة لم تُطفئ فقط الحافز لدى الشباب، بل فتحت أيضاً طريق "الهجرة الجماعية والمؤسسية" كخيار وحيد متبقٍ للاستمرار.
وأشار الموقّعون إلى عقد 2011 بوصفه فترة ازدهار الأمل والابتكار، مؤكدين أنه منذ منتصف ذلك العقد، ومع انطلاق حملات الاتهام وصناعة الروايات من قبل الأجهزة الأمنية، بدأ تصوير الشركات الناشئة كأدوات اختراق وتغيير، ما أدّى إلى انطلاق سياسة قمع خفيّة.
وقد شملت أدوات الضغط، بحسب الرسالة، توزيع منشورات مجهولة، وتهديد المستثمرين، واعتقال المديرين، ومنع الشركات من دخول البورصة، وغيرها من الوسائل.
وأشار كتّاب الرسالة صراحة إلى الأمر بإقصاء مؤسس منصة "ديـوار"، واعتبروا هذه الخطوة دليلاً نادراً على سيطرة كاملة من قبل الأجهزة الأمنية على القطاع الخاص. وبحسب وصفهم، فإن الأمر تجاوز مرحلة التدخّل، ودخل في طور "الاستيلاء والطرد".
بالتزامن مع نشر هذه الرسالة، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً حصرياً كشفت فيه أن الحرس الثوري الإيراني تدخّل بشكل مباشر لمنع شركة "ديـوار" من دخول بورصة طهران، وطالب بنقل جزء من أسهمها إلى شركة تابعة لمؤسسات اقتصادية واقعة تحت إشراف المرشد الإيراني علي خامنئي.
وبحسب مصادر متعددة، فإن مواقف حسام أرماندهی المستقلة والناقدة، وهو مؤسس "ديـوار" و"كافه بازار"، كانت السبب الرئيسي وراء هذه الضغوط.
وكان أرماندهی قد حذّر في مقابلة سابقة من أنه في اقتصاد إيران، كلما أصبحت شركة ما رابحة، يظهر كيان شبه حكومي يطالب بنصيبه منها.
كما كشف عبر نشر رسالة رفض أهليته لدخول "ديـوار" إلى البورصة، أن الجهاز الأمني طلب خروجه الكامل من مجلس الإدارة ومن قائمة المساهمين.
ووفقاً لصحيفة "واشنطن بوست"، فقد تعرضت الشركات الخاصة العاملة في مجال التكنولوجيا مراراً لضغوط من الجهات الحكومية من أجل تسليم بيانات المستخدمين أو التنازل عن أسهم لصالح كيانات تابعة.
وقد رضخت بعض هذه الشركات لتلك الضغوط، إلا أن "ديـوار" صمدت حتى الآن، وهو ما زاد من شدّة الإجراءات المتخذة ضدها.
وجاء في رسالة رواد الأعمال أن دول المنطقة أصبحت مراكز للابتكار والتكنولوجيا من خلال استقطاب الكفاءات، بينما إيران تفقد أعظم أصولها، أي رأس المال البشري.
وأكدوا أن استمرار هذا المسار لا يهدد النمو الاقتصادي فحسب، بل يهدد الحد الأدنى من بقاء قطاع الابتكار ذاته.
وفي ختام الرسالة، دعا الموقّعون رئيس الجمهورية، بصفته رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي، إلى الوقف الفوري لمسار العسكرة، وإعادة النظر في النظرة الرسمية تجاه قطاع الابتكار، بما يمهّد لاستعادة الثقة والأمل لدى الجيل الشاب.