برلماني إيراني يدعو لتعليم المواطنين إعادة تنقية واستخدام المياه المستعملة

تزامناً مع تصاعد الغضب الشعبي وفشل النظام الإيراني في حل أزمة المياه والكهرباء، دعا نائب في البرلمان الإيراني إلى "تثقيف الناس" من أجل إعادة تنقية واستخدام المياه المستعملة.
تزامناً مع تصاعد الغضب الشعبي وفشل النظام الإيراني في حل أزمة المياه والكهرباء، دعا نائب في البرلمان الإيراني إلى "تثقيف الناس" من أجل إعادة تنقية واستخدام المياه المستعملة.
وقال بيت الله عبد اللهي، عضو لجنة التخطيط والموازنة في البرلمان، يوم الخميس 7 أغسطس (آب): "نحن بحاجة إلى تصحيح ثقافة الاستهلاك. ينبغي تعليم الناس، على سبيل المثال، كيفية استخدام المياه الرمادية أو إعادة تنقية المياه المستعملة، وهي ممارسات معمول بها منذ سنوات في بعض الدول".
وأضاف: "إذا تم تقديم التعليم المناسب في المدارس والمنازل، حتى الأطفال سيفهمون ضرورة الترشيد في استهلاك المياه. وعندما يشعر المواطنون بأن عليهم دفع الكلفة الحقيقية للمياه، فإنهم سيغيرون نمط استهلاكهم".
ومع ذلك، أقرّ عبد اللهي بأن "المشكلة لا تقع كلها على عاتق المواطنين"، مشيراً إلى "مجموعة من الأزمات البنيوية والثقافية والتخطيطية على مختلف المستويات"، من بينها استهلاك مرتفع في بعض المؤسسات، وحفر الآبار غير القانونية، ونقص الاستثمار، وضعف أداء الوزارات، وغياب الرقابة الفعالة من البرلمان، وكلها أسهمت في تفاقم أزمة المياه.
من جهته، قال وزير الطاقة في حكومة بزشكيان، عباس علي آبادي، إن "عدم الترشيد في الاستهلاك" قد يجعل أزمة تأمين المياه في بعض مناطق إيران، بما في ذلك طهران، "حرجة للغاية".
يأتي ذلك في وقت يطالب فيه مسؤولو النظام الإيراني المواطنين بالاقتصاد في استهلاك المياه والكهرباء، في حين يعجزون عن معالجة الأسباب الهيكلية والإدارية للأزمات المتكررة، ويلجؤون حالياً إلى تعطيل الدوام في محافظات متعددة كحل مؤقت لتفادي تفاقم الأوضاع.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية، في 3 أغسطس (آب)، بأن مخزون المياه في 19 سداً كبيراً ومهماً في البلاد انخفض إلى أقل من 20 بالمائة.
وفي 2 أغسطس، حذّر الناشط البيئي محمد درويش من أن إنعاش موارد المياه الجوفية في إيران سيستغرق ما لا يقل عن 65 إلى 70 ألف سنة.
ونقلت وكالة "إرنا" الرسمية، يوم 7 أغسطس، أن الانقطاعات "غير المجدولة ودون تنظيم مسبق" للكهرباء في محافظة مازندران ناجمة عن "موجة الحر والضغط غير المسبوق على شبكة الكهرباء"، مشيرة إلى أن الأزمة أثارت سخط المواطنين، حيث تم تسجيل نحو 10 آلاف اتصال هاتفي في يوم واحد إلى مركز الطوارئ التابع لشركة الكهرباء في المحافظة.
وأوضحت الوكالة أن سكان مازندران، مثل غيرهم من المواطنين، "تكيفوا" مع انقطاعات الكهرباء المجدولة التي تتراوح بين ساعتين وأربع ساعات يومياً، إلا أن الانقطاعات المفاجئة الناتجة عن أعطال الشبكة والمحولات باتت "مزعجة للغاية" للناس.
ويأتي هذا الخطاب الرسمي المتحدث عن "تكيف المواطنين" في وقت تتصاعد فيه شكاوى الإيرانيين وتقارير وسائل الإعلام عن غضب عام متزايد.
ففي وقت سابق، أفادت "حملة النشطاء البلوش" أن مجموعة من سكان مدينة سراوان نظموا، مساء 6 أغسطس، وقفة احتجاجية أمام مكتب الكهرباء في المدينة اعتراضاً على الانقطاعات المتكررة.
كما ذكر موقع "حال ووش" أن الكهرباء انقطعت عن مستشفى "الإمام علي" في مدينة تشابهار، رغم وجود مرضى في حالة حرجة يعتمدون على أجهزة طبية لإنقاذ حياتهم.
وفي مقطع فيديو أُرسل إلى قناة "إيران إنترناشيونال"، تحدث أحد المواطنين عن نفوق آلاف الأسماك بسبب انقطاع الكهرباء عن مزرعة لتربية الأسماك في مدينة ياسوج في 5 أغسطس.
وأرسل مواطن آخر من مدينة خرمدشت في كرج تسجيلاً مصوراً ينتقد فيه انقطاعات الكهرباء المتكررة، موجهاً حديثه إلى مسؤولي النظام الإيراني بالقول: "إذا كنتم غير قادرين على إدارة البلد، فاذهبوا إلى غزة وكربلاء ولبنان. نحن سئمنا منكم".