وقال بقائي، يوم الخميس 7 أغسطس (آب)، لإحدى القنوات الإذاعية التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية: "إن الطرف الأوروبي وأميركا ليس لديهما الحق في استخدام هذه الآلية".
وأضاف أن الولايات المتحدة بسبب انسحابها من الاتفاق النووي (2015)، وأوروبا بسبب عدم إدانتها لهذا الإجراء الأميركي، جعلا "نفسيهما عمليًا خارج الاتفاق النووي، ولم يعد لهما أي حق في الاستفادة من مزاياه".
وكانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وهي الدول الأوروبية الثلاث الأعضاء في الاتفاق النووي، قد أعلنت أنه إذا لم تلتزم إيران بتعهداتها في إطار الاتفاق، فهي مستعدة لتفعيل آلية الزناد لإعادة فرض العقوبات على طهران بشكل تلقائي.
لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية هدّد قائلًا: "على الرغم من أن أشد العقوبات قد فُرضت بالفعل على إيران بشكل متعدد الطبقات، فإن أي محاولة لإعادة عقوبات مجلس الأمن ستُقابل برد حازم من إيران".
وكانت لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني قد أعلنت في وقت سابق دراسة مشروع قرار يقضي بانسحاب طهران من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT) ردًا على احتمالية تفعيل "آلية الزناد".
ويأتي التهديد الإيراني بالانسحاب من هذه المعاهدة في وقت حذّر فيه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مؤخرًا من أنه إذا استأنفت طهران برنامجها النووي، فإن واشنطن "ستدمّره بسرعة".
تهديد دول الجوار بشأن إسرائيل
وجّه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في جزء آخر من تصريحاته، تهديدًا إلى دول الجوار بشأن علاقاتها مع إسرائيل. ولم يسمِ دولة بعينها، لكنه قال إن إسرائيل "تسعى دائمًا لتشويه علاقات إيران مع جيرانها".
وحذّر بقائي هذه الدول قائلاً: "عليهم أن يكونوا حذرين حتى لا تستغل إسرائيل أراضيهم للإضرار بالأمن القومي الإيراني".
وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن خمسة مصادر مطلعة، في وقت سابق، أن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تجري مفاوضات نشطة مع أذربيجان وبعض حلفائها في آسيا الوسطى بشأن احتمال انضمام باكو إلى اتفاقيات تطبيع العلاقات مع إسرائيل المعروفة باسم "اتفاقات أبراهام".
ويأتي ذلك فيما كان المرشد الإيراني، علي خامنئي، قد شبّه في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول المنطقة بـ "المراهنة على الحصان الخاسر"، ووصفه بأنه "مقامرة محكومة بالفشل".
جاءت اتهامات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في وقت تصر فيه طهران على أن تنفيذ آلية الزناد له طابع نفسي أكثر منه عمليًا.
وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد صرّح سابقًا بأن تبعات آلية الزناد أو "السناب باك" قد تم تضخيمها، وأُظهرت أمام الشعب على أنها أكبر مما هي عليه في الواقع، "بينما الأمر ليس كذلك".
كما قال النائب في البرلمان الإيراني، علي رضا عباسي، إن تنفيذ هذه الآلية "له جانب نفسي أكثر ولن يكون له تأثير جديد".