وذكر هذا المعهد الأميركي، الذي يتخذ من واشنطن مقرًا له، في تقريره أن منشأة "كلنغ غزلا" لم تكن من بين الأهداف التي استهدفتها الهجمات الأميركية والإسرائيلية الأخيرة، مشيرًا إلى رصد كتلتين من النفايات المتبقية من عمليات التعدين أو الأنشطة الصناعية شرق وغرب المنشأة.
وبحسب التقرير، فإن منشأة "كلنغ غزلا" قد تُستخدم لتخزين أجزاء ومكونات أجهزة الطرد المركزي، وربما أيضًا لإخفاء 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة تابعة للنظام الإيراني.
وأضاف مركز الدراسات أن رغم غياب معلومات مؤكدة حول طبيعة الأنشطة الجارية داخل المنشأة، فإن صور الأقمار الصناعية تشير بوضوح إلى استمرار النظام الإيراني في عمليات البناء داخلها.
ووفقًا لبعض التقارير، تقع منشأة "كلنغ غزلا" على عمق يتجاوز مدى قنابل اختراق التحصينات الأميركية.
وفي وقت سابق، بتاريخ 25 يونيو (حزيران)، نشرت صحيفة "تلغراف" أن رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، طلب من طهران تقديم توضيحات بشأن أنشطة موقع "كلنغ غزلا"، لكن النظام الإيراني امتنع عن الرد.
منشأة أخرى شمال شرق منشأة أصفهان
وفي جزء آخر من تقريره، ذكر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أنه خلال الهجمات الأخيرة التي شنّتها أميركا وإسرائيل، تم استهداف أكثر من 24 مبنًى داخل مركز التكنولوجيا النووية في أصفهان.
وبيّنت صور الأقمار الصناعية الملتقطة في 22 يوليو (تموز) أن الأنشطة داخل هذا المجمع قد تقلّصت بشكل كبير بعد الضربات.
ووفقًا للتقييمات، فإن الموقع تعرض لأضرار واسعة، وقد بدأ النظام الإيراني بأعمال تنظيف لممرات الدخول وتعزيز بعض المنشآت المتضررة.
وأشار التقرير إلى وجود منشأة تحت الأرض شمال شرق مركز أصفهان النووي يبدو أنها لم تُستهدف خلال الهجمات، إلا أن النظام الإيراني قام بإغلاق أحد مداخل هذه المنشأة تحت الأرض، على الأرجح كإجراء احترازي تحسّبًا لهجمات أميركية.
وكان غروسي قد صرّح في 19 يونيو (حزيران) أن النظام الإيراني يبني موقعًا ثالثًا لتخصيب اليورانيوم "في مكان قريب من أصفهان".
وبحسب التقرير، يرجّح أن تكون هذه المنشأة تحت الأرض شمال شرق أصفهان هي نفسها الموقع الثالث لتخصيب اليورانيوم الذي تحدث عنه غروسي.
وأورد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن مراجعة صور الأقمار الصناعية تكشف عن ثلاث نتائج رئيسية بخصوص تأثير الهجمات الأخيرة على البرنامج النووي للنظام الإيراني، وقدرته على إعادة بناء البنى التحتية المتضررة:
أولًا: تسببت هذه الهجمات في أضرار جسيمة لمنشآت فردو ونطنز وأصفهان، وأدت فعليًا إلى توقف أنشطتها. وفي حين يعمل النظام الإيراني على تثبيت وتعزيز المنشآت المتضررة في فردو وأصفهان، لا توجد مؤشرات على استئناف أنشطة التخصيب في المواقع الأساسية.
ثانيًا: لم تُؤدِّ هذه الهجمات إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل، خاصة في مواقع مثل "كلنغ غزلا" حيث لا تزال الأنشطة مستمرة، وكذلك في المنشآت تحت الأرض قرب أصفهان.
ثالثًا، لا تزال هناك "شكوك جوهرية" تحيط بوضع البرنامج النووي الإيراني.
وكان جي دي فانس، نائب الرئيس الأميركي، قد صرّح في 24 يونيو (حزيران) أن النظام الإيراني لا يزال يحتفظ بمخزونه من اليورانيوم المخصب.
وذكر المركز الأميركي أن مكان تخزين هذا المخزون غير معروف حتى الآن، وقد يكون مخفيًا في منشآت تحت الأرض مثل موقع شمال شرق أصفهان أو "كلنغ غزلا" قرب "نطنز"، أو ربما موزعًا على عدة مواقع مختلفة.
وعلى أي حال، فإن وجود هذا المخزون يشكل تهديدًا خطيرًا على صعيد انتشار الأسلحة النووية.
وفي تصريح لافت، قال عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، في 2 أغسطس (آب) إنه لا يعلم أين يتم حاليًا تخزين اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمائة، مشيرًا إلى أن هذه الكمية كانت محفوظة سابقًا في منشآت تم استهدافها من قبل أميركا.
وكان سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، قد أعلن في 7 يوليو أن موسكو مستعدة لاستلام اليورانيوم عالي التخصيب من إيران، ومعالجته وخفض درجة تخصيبه، ثم إعادته إلى طهران، وذلك للمساعدة في حلّ الأزمة النووية الإيرانية.