وأضاف عراقجي: "نحن نلجأ إلى القتال أو التفاوض أو الدبلوماسية أو قوتنا الدفاعية وشعبنا، كلّما اقتضت الضرورة من أجل تأمين المصالح الوطنية."
وقبل تصريحات عراقجي الأخيرة، كتب يوسف بزشکیان، نجل مسعود بزشکیان، يوم الأربعاء تعليقًا على منشور لسعيد جليلي، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، بشأن المفاوضات النووية، قائلا: "القرار بشأن التفاوض له جهة مختصة، والمسؤولون سيتخذون القرار بإشراف القيادة، وسنقف جميعًا خلف هذا القرار."
وأضاف: "تشبيه التفاوض بعبادة العجل في غير محله؛ فعبادة العجل باطل مطلق، بينما التفاوض ليس له حكم كلي. الأساس هو مصلحة البلاد."
وكان جليلي قد كتب: "الله أرسل نبيًا لبني إسرائيل لينقذهم من ظلم فرعون، لكنهم بعد الانتصار، وبينما كان نبيهم على جبل الطور لمدة أربعين يومًا، عبدوا العجل. وبعض الناس اليوم، بعد أن هاجمنا العدو في قلب المفاوضات وانتصر الشعب الإيراني، عادوا لطرح فكرة التفاوض من جديد!"
وفيما يتعلق بزيارة وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران، قال وزير الخارجية إن هذه الزيارة جاءت ردًا على بعض طلبات الوكالة، وتم تنظيمها استنادًا إلى قانون البرلمان الإيراني.
وأوضح أنه تم توجيه دعوة لنائب المدير العام للوكالة للمجيء إلى طهران بهدف إجراء محادثات حول إطار التعاون المستقبلي.
وشدد عراقجي على أن هذا المسؤول من الوكالة "لن يأتي إلى إيران من أجل الفحص أو التقييم"، وأن إيران "لم تمنح مثل هذا الإذن ولن تمنحه".
وأشار إلى أن موعد الزيارة لم يُحدد بدقة بعد، لكن تم الاتفاق على إطارها الزمني.
وفي السياق، أعرب عباس عراقجي عن عدم معرفته بمكان تخزين احتياطات اليورانيوم المخصب الخاصة بإيران.
وكان إبراهيم عزيزي، رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان، قد قال يوم 4 أغسطس (آب): "وفقًا للقوانين التي أقرها البرلمان، لا يُسمح بالوصول الميداني إلى المنشآت النووية، ولا يُسمح بأي نوع من التفتيش من قبل هذا الوفد أو أي جهة أجنبية."
من جانبه، صرح إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أيضًا يوم 4 أغسطس، بأن أي خطة تضمن "حق التخصيب داخل إيران" ستكون قابلة للنقاش ضمن المفاوضات النووية.
وأضاف أن فكرة إنشاء "كونسورتيوم" ليست جديدة، وقد طُرحت منذ سنوات خلال المفاوضات كأحد الحلول المقترحة، لكن طهران لم تدخل أبدًا في تفاصيل تنفيذها.
وأكد عراقجي لاحقًا أن الآثار المترتبة على "آلية الزناد" قد تم تضخيمها، وتم تصويرها للرأي العام على أنها أخطر مما هي عليه في الواقع.
وكانت لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني قد أعلنت سابقًا أنها تدرس مشروع قانون للانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، ردًا على احتمال تفعيل "آلية الزناد".
ويأتي هذا التهديد من قبل طهران بالانسحاب من المعاهدة في وقت كان فيه دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، قد حذر مؤخرًا من أن واشنطن ستقوم بتدمير البرنامج النووي الإيراني بسرعة، في حال قررت طهران استئنافه.
وأشار عراقجي إلى انسحاب أميركا من الاتفاق النووي، مؤكدًا أن "البرنامج النووي الإيراني لم يتوقف بعد هذا الانسحاب، بل تقدم في كثير من الجوانب إلى ما هو أبعد مما كان عليه قبل الاتفاق النووي. لذلك، فإن ما يُطرح اليوم من تهديد بآلية الزناد، قد جرى تطبيقه فعليًا من قبل إيران، وكانت نتائجه واضحة."
وقد أعلنت بريطانيا وفرنسا وألمانيا – الدول الأوروبية الثلاث الأعضاء في الاتفاق النووي – أنه في حال لم تلتزم طهران بتعهداتها ضمن الاتفاق، فهي مستعدة لتفعيل "آلية الزناد" التي تؤدي تلقائيًا إلى إعادة فرض العقوبات على طهران.
وردًا على ذلك، وجّه عراقجي تهديدًا للدول الأوروبية، مؤكدًا أنه إذا لجأت هذه الدول إلى تفعيل "آلية الزناد"، فعليها أن تدرك أنها ستفقد دورها بالكامل في العملية التفاوضية النووية، وستدمر المسار الدبلوماسي بشكل جاد.
وكان يوهان وادفول، وزير خارجية ألمانيا، قد صرّح بأن برنامج الصواريخ الباليستية بعيدة المدى الإيراني لا يهدد إسرائيل فحسب، بل أوروبا أيضًا، ويجب أن يكون جزءًا من المفاوضات مع إيران، مضيفًا في الوقت نفسه أنه لا يعوّل كثيرًا على نتائج هذه المفاوضات.