وأوضحت أن البرنامج النووي لنظام طهران لم يسفر إلا عن زيادة الفقر والبؤس، وفرض العقوبات، والعزلة الدولية، والتدمير الواسع للبيئة، وتهديدات الحرب.
محمدي، التي شاركت في هذا المؤتمر العالمي من داخل إيران عبر رسالة فيديو يوم الأربعاء 6 أغسطس (آب)، أكدت أن الشعب الإيراني لم يكن له أي دور في صياغة هذه السياسات، وقالت: "إن ادعاء سلمية البرنامج النووي للنظام الإيراني ليس سوى مجاملة سياسية ولعبة لغوية، أكثر مما هو واقع حقيقي".
وأضافت: "في وقتٍ تملك فيه إيران، إلى جانب النفط والغاز، مصدرين هائلين ولا نهائيين للطاقة النظيفة، وهما الشمس والرياح، يعاني المواطنون من انقطاعات متكررة في الكهرباء والمياه، لدرجة أن الحياة في العديد من مناطق البلاد تُشلّ لساعات بل لأيام. ومع ذلك، تحتفظ الحكومة بـ400 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة، وهي الآن مضطرة لإخفائه".
واعتبرت الناشطة الحقوقية مشاركتها مع مؤسسي المؤسسة اليابانية "نيهون هيدانكيو" في مؤتمر نوبل للسلام، بمثابة إجابة على "السؤال الجوهري لعصرنا": لماذا لا يزال نزع السلاح النووي ضرورة عالمية؟
وأشارت إلى أن حركة نزع السلاح النووي قد تراجعت في السنوات الأخيرة، في ظل اندفاع الدول للتسابق نحو امتلاك الأسلحة النووية، وتزامنًا مع إضعاف خطاب السلام وقوى السلام العالمية.
كما أضافت أن ما يُعرض في وسائل الإعلام العالمية اليوم، يمثل نوعًا من تطبيع الحرب والإبادة الجماعية، مما يشير بوضوح إلى تراجع الحضارة الإنسانية عن مبدأ السلام.
وشددت على أن ما يحدث في الشرق الأوسط قد يجعل من الحديث عن منع سباق نووي في المنطقة أمرًا متأخرًا بالفعل، حتى في هذه اللحظة.
وفي جزء آخر من كلمتها، أكدت الفائزة بجائزة نوبل للسلام لعام 2023 على أهمية دور المؤسسات الدولية مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وحكومات الدول الغربية، قائلة: "من الممكن احتواء آثار التوترات النووية دون اللجوء إلى معايير مزدوجة، لكن حل هذه الأزمة يتطلب إجماعًا وإرادةً دوليةً للتعامل مع جذور التوتر".
وطالبت محمدي المجتمع الدولي بعدم التركيز فقط على القدرات التقنية للدول، بل النظر إلى الأسباب السياسية والاقتصادية والأمنية للأزمة النووية.
كما دعت جميع الدول والمؤسسات إلى تعزيز القوى التي تبني الإجماع على المستوى الدولي، واتخاذ خطوات نحو خفض سباق التسلح وتعزيز السلام، بدلاً من تصعيد التوترات.
وطرحت محمدي سؤالين رئيسيين على الحاضرين:
1- هل هناك علاقة بين تصاعد عدم المساواة العالمية، إضعاف الديمقراطية، وسباق التسلح النووي؟
2- وهل الأزمات البيئية العالمية منفصلة عن هذه التوترات النووية والتسلحية؟
وفي ختام كلمتها، تطرقت محمدي إلى وضع إيران، وقالت: "بالنسبة لإيران، أقول بكل يقين إن الشعب لا يرى أمنه، ولا عظمته، ولا كرامته، مرتبطة بالقوة النووية للنظام. وإذا مُنح الفرصة للمشاركة الحقيقية في تقرير مصيره، فسيختار الديمقراطية، والمساواة، والحرية، والرفاه، والعلاقات البنّاءة مع العالم".
كما أشارت إلى حركة "المرأة، الحياة، الحرية"، مؤكدة أن النظام الإيراني ردّ على المطالب العادلة للشعب بالإعدام، والتعذيب، والتهديد.
وأضافت: "اليوم، يصرخ الشعب الإيراني في مواجهة الشعار الرسمي لنظام طهران القائل: الطاقة النووية حقنا المشروع، ويقول: الخبز، الماء، الكهرباء، العمل، التعليم، الحرية، السلام، الحياة، والكرامة الإنسانية، هي حقوقنا المشروعة".
واعتبرت محمدي أن السبيل الوحيد للخروج من أزمات إيران هو الانتقال من نظام ديني استبدادي إلى ديمقراطية، وتعزيز المجتمع المدني، وتمكين الشعب، وإجراء استفتاء حر تحت إشراف المؤسسات الدولية لتحديد مستقبل النظام السياسي في البلاد.
واختتمت حديثها بالقول: "سأواصل النضال إلى جانب الشعب الإيراني من أجل الانتقال الديمقراطي وإنهاء النظام الديني الاستبدادي".
كما أعربت عن أملها في جهود نشطاء السلام والمدافعين عن الحرية حول العالم، مطالبةً بـعالم خالٍ من الحروب، والاستبداد، وتهديد الأسلحة النووية.
مؤتمر نوبل للسلام 2025
وفقًا لـ"بيان صحفي صادر عن مؤسسة نرجس"، فإن مؤتمر معهد نوبل للسلام لعام 2025، الذي يُعقد في أوسلو بمناسبة الذكرى الثمانين لقصف هيروشيما وناجازاكي النوويين، يركز على نزع السلاح النووي، ومواجهة تطبيع الحرب، وإعادة التفكير في السياسات العالمية الخاصة بالتسلّح.
هذا المؤتمر يُعقد تكريمًا للمؤسسة اليابانية "نيهون هيدانكيو" (اتحاد ضحايا القصف النووي) الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2024.
في الجلسة الافتتاحية بعنوان: "التهديد النووي في عام 2025 – هل يمكن تجنّب سباق تسلّح نووي جديد؟"، تحدث كل من:
دانييل هوغستا (من حملة ICAN الدولية لحظر الأسلحة النووية)، نرجس محمدي (من إيران)، ساشا رومانتسوفا (من مركز الحريات المدنية في أوكرانيا) -وهم من الحاصلين على جائزة نوبل للسلام - آراءهم حول التوترات النووية.
في الجلسات التالية، من المقرر أن يشارك: ستيفان لوفين، رئيس وزراء السويد السابق ورئيس مجلس إدارة معهد SIPRI، أويفيند فاد بيترسون من وزارة الخارجية النرويجية، لمناقشة دور الحكومات والمؤسسات الدولية في احتواء سباق التسلح النووي، وستُدار هذه الجلسة بواسطة آرنو سيد، مقدم بودكاست "السلام في بودكاست" التابع لمعهد "PRIO" للسلام.
الجلسة الثانية بعنوان: "تجديد الخطاب وتعزيز الجهود لعالم خالٍ من السلاح النووي"
سيلقي الكلمة الرئيسية فيها: بونوآ بيلوبيداس، أستاذ العلوم السياسية ومؤسس برنامج "المعرفة النووية" في جامعة "Sciences Po" الفرنسية.
ويشارك في الحوار بعده: بينيلوب ليا (ناشطة بيئية)، مايا سوتورو-إنغ (من مؤسسة أوباما)، ماساکو وادا، دانييل هوغستا.
أما الجلسة الختامية بعنوان "استكشاف الحلول"، فستتناول المبادرات العالمية للحد من التوترات النووية، بمشاركة: ضیاء میعان (جامعة برينستون)، إيما بايك (Lex International)، خبراء من مرصد نيو مكسيكو النووي، ريموند يوهانسن (الأمين العام للمساعدات الشعبية النرويجية)، فانيسا هانسون (ICAN)، ميرندا آلند من حملة "لا للأسلحة النووية".