وأضاف شريفي مقدم: "رغم وجود عدد كبير من خريجي كليات التمريض العاطلين عن العمل، لا يزال من الصعب العثور على متقدّمين لتوظيف ما بين 10 و12 ألف ممرّض".
وقال شريفي مقدم، في تصريح لوكالة أنباء "إيلنا"، يوم الجمعة الأول من أغسطس (آب): "إن الزيادة المفرطة في القدرة الاستيعابية لكليات التمريض في إيران لم تُسهم في حل أزمة بطالة الممرّضين".
وأشار إلى هجرة عدد كبير من الممرّضين، مضيفًا: "الكثير منهم فضّلوا البقاء في المنازل على ممارسة مهنة التمريض، وبعضهم اتّجه إلى مهن أخرى".
وفي السنوات الأخيرة، نظّم الممرّضون في مدن إيرانية مختلفة احتجاجات عدّة، اعتراضًا على مشاكلهم المهنية والمعيشية، لكن لم تلُبَ مطالبهم بالكامل حتى الآن.
وذكرت وكالة "إيلنا" أن رواتب شهر يوليو (تموز) الماضي للعديد من الممرّضين في مدن مختلفة شهدت اقتطاعًا كبيرًا- في بعض الحالات بلغ 8 إلى 10 ملايين تومان- مما أثار موجة جديدة من الاحتجاجات.
وأضافت الوكالة أن الممرّضين كانوا قد اعترضوا سابقًا على المعاملة القمعية من قِبل المسؤولين الحكوميين في إيران.
ووفقًا للتقرير، فقد تعرّض الممرّضون، الذين يحتجّون على الأجور المنخفضة، وظروف العمل القاسية، والإجبار على العمل الإضافي، لعقوبات قمعية شملت الطرد، أو النقل الإجباري، أو الفصل من الخدمة.
وتابع الأمين العام لبيت التمريض الإيراني قائلاً: "الرواتب المنخفضة، والدفع غير الكافي وغير المنتظم، يمثل خطرًا حقيقيًا في سبيل الحفاظ على هذه القوة العاملة الحيوية في البلاد. نحن نواجه بالفعل نقصًا حادًا في عدد الممرّضين، ويظهر هذا النقص بوضوح في أوقات الأزمات الوطنية".
وقد أعلنت وزارة الصحة الإيرانية، بعد خمس سنوات من الغياب، عن نيتها توظيف ما بين 10 و12 ألف ممرّض، إلا أن هذه الشواغر لم تُسد حتى الآن. وهذا في وقت يوجد فيه نحو 80 ألف خريج تمريض في إيران، لكن هؤلاء الخريجين لا يُظهرون رغبة في الاستجابة لإعلانات التوظيف الرسمية.
وعن أسباب ذلك، قال شريفي مقدم إن الممرّضين يعانون "تراجع الحافز للدخول إلى هذه المهنة بسبب مشاكلها البنيوية".
وأضاف: "للأسف، بعض السلوكيات الإدارية في وزارة الصحة والمستشفيات والجامعات دفعت الممرّضين إلى ترك المهنة، أو الهجرة، أو تغيير مجال عملهم. يجب تحسين ظروف العمل والمعيشة حتى نتمكّن من الحفاظ على هذه الكوادر المتخصصة".
وفي ما يخصّ تداعيات هذا الوضع على النظام الصحي، قال: "نواجه أزمة ثقة عميقة بين الممرّضين ووزارة الصحة، وهذا يهدد النظام الصحي بأكمله، بل وقد يتفاقم الوضع في الأزمات المستقبلية".
وكان الأمين العام لبيت التمريض الإيراني قد صرّح، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بأن مرضى يموتون في المستشفيات الإيرانية؛ بسبب النقص الحاد في عدد الممرّضين.
وأوضح آنذاك أن "أكثر من 3 آلاف ممرّض" يغادرون إيران كل عام، فيما وزارة الصحة لا توظّف حتى عددًا يساوي هذا الرقم.
وبحسب مؤشرات منظمة الصحة العالمية، فإنه يفترض وجود ثلاثة ممرّضين لكل ألف مواطن، أو ممرّضين اثنين لكل سرير في المستشفيات. لكن تقارير سابقة تشير إلى أن الأعداد المتوفرة في إيران لا تتعدّى "نصف" الحد الأدنى المطلوب لضمان الرعاية الصحية.