وجاء في هذا البيان، الذي نُشر يوم الجمعة الأول من أغسطس (آب) ، أن "عصر ضبط النفس والصبر الثوري قد انتهى، ومن الآن فصاعدًا دم ومال ترامب حلال، والانتقام لدم سليماني واجب على كل رجل وامرأة من المسلمين وأحرار العالم".
وكان ترامب قد تعرض في السابق لتهديدات بالقتل من قِبل مسؤولين بالنظام الإيراني، بمن فيهم قادة في الحرس الثوري، بسبب إصداره أمر الهجوم الذي أدى إلى مقتل قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري.
وتطرق البيان، في جزء آخر منه، إلى تصريحات ترامب ضد المرشد الإيراني، علي خامنئي، ذاكرًا: "إن تصريحات ترامب هذه لا يمكن أن تمر دون رد. يجب أن يعلم أن الشعوب المسلمة الشريفة ستسحق بفولاذ قبضاتها كل فم يجرؤ على تهديد مقام الولاية السامي وقيادة العالم الإسلامي".
ومن بين الموقعين على البيان: أحمد خاتمي، علی رضا أعرافي، عباس كعبي، وجواد فاضل اللنكراني.
وفي وقت سابق، وصف المرجعان الشيعيان: ناصر مكارم شيرازي وحسين نوري همداني، دون الإشارة المباشرة إلى ترامب ورئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، مَن يهددون خامنئي، بأنهم "محاربون".
ودعا مكارم شيرازي المسلمين إلى قتل ترامب ونتنياهو، وقال: "يجب على عموم المسلمين في أنحاء العالم أن يجعلوا هؤلاء الأعداء يندمون على أقوالهم وأفعالهم، وإن تعرضوا للمشقة أو الخسارة، فإن لهم أجر المجاهد في سبيل الله".
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد كتب في 25 يونيو (حزيران) على منصة "تروث سوشيال"، أنه أنقذ خامنئي من "موت بشع ومُهين للغاية"، أثناء الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل.
وأضاف ترامب: "كنت أعلم تمامًا أين كان يختبئ، ولم أسمح لإسرائيل أو القوات المسلحة الأميركية، التي هي بلا شك الأقوى والأعظم في العالم، بقتله".
وكتب بسخرية: "لقد أنقذتُه من موت بشع ومهين للغاية. أليس من المفترض أن يقول: شكرًا لك، سيادة الرئيس ترامب؟".
وهذه ليست المرة الأولى التي يُصدر فيها مراجع شيعة فتوى "المحاربة" ضد شخصيات أجنبية، إذ تعود الفتوى الأشهر إلى عام 1989 عندما أصدر روح الله الخميني فتوى بإهدار دم الكاتب والروائي الإيراني، سلمان رشدي، ولاقى ذلك دعمًا واسعًا من رموز الجناحين الإصلاحي والمحافظ في النظام، ولم يتراجع أيٌّ منهم عن موقفه رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود.
ومع ذلك، في منتصف يوليو الماضي، كتب مدير العلاقات العامة في منظمة الدعاية الإسلامية، علي مرادخاني، على منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "ليست لدينا خطط لوضع جائزة مقابل رأس ترامب أو أي أمور مشابهة تُتداول على شبكات التواصل الاجتماعي".
وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة و13 حليفًا لها أصدروا بيانًا مشتركًا أدانوا فيه تصاعد التهديدات من قِبل أجهزة الاستخبارات التابعة للنظام الإيراني، واعتبروها "انتهاكًا صارخًا لسيادتهم الوطنية".
وقد صدر هذا البيان يوم الخميس 31 يوليو الماضي، من قِبل حكومات الولايات المتحدة، وبريطانيا، وألبانيا، والنمسا، وبلجيكا، وكندا، وجمهورية التشيك، والدنمارك، وفنلندا، وفرنسا، وألمانيا، وهولندا، وإسبانيا، والسويد.