وفي مقابلة مصورة، أُذيعت يوم الأحد 27 يوليو (تموز)، قال عراقجي إنه خلال تنقلاته إلى تركيا للمفاوضات أثناء الحرب، "ظهرت طائرات مُسيّرة عدة مرات في طريقنا ذهابًا وإيابًا".
وكان عراقجي قد صرّح، في 26 يونيو (حزيران) الماضي، خلال برنامج تلفزيوني، ردًا على سؤال حول كيفية مغادرته البلاد في ظل إغلاق الأجواء الإيرانية باتجاه جنيف، بأنه غادر برًا إلى تركيا، ومن هناك استقل طائرة إلى المدينة السويسرية.
أوقفنا الحرب الشاملة عبر خلق حالة من الخوف في المنطقة
أضاف عراقجي في مقابلته الجديدة: "قمت في تلك الفترة بـ 17 جولة إقليمية، وأبلغتُ جميع الدول بأن أي حرب بين إيران وإسرائيل ستمتدّ إلى ما هو أبعد من حدود البلدين". وأضاف أن خلق الخوف في المنطقة كان أحد أساليب الدبلوماسية لمنع اندلاع حرب شاملة.
وكان مراسل قناة "زد دي إف" الألمانية قد صرّح، في بث مباشر من مؤتمر جنيف يوم 21 يونيو الماضي، بأن وزير الخارجية الإيراني أبلغ إسرائيل بخروجه من البلاد، لأن المجال الجوي الإيراني بات بالكامل تحت سيطرة تل أبيب.
وفي 16 يونيو الماضي، قال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، ياكيل لايتر، إن بلاده فرضت سيطرتها على الأجواء الإيرانية خلال الأيام الثلاثة الأولى من الحرب، مضيفًا: "حققنا التفوق الجوي خلال ثلاثة أيام، وهو ما لم تستطع روسيا تحقيقه فوق أوكرانيا خلال ثلاث سنوات".
كما ذكرت وكالة "رويترز" في اليوم نفسه أن إسرائيل سيطرت على المجال الجوي الإيراني ودمرت معظم أنظمة الدفاع الجوي التابعة له.
إيران كانت مستعدة لقبول وقف إطلاق النار منذ اليوم التاسع
أشار عراقجي إلى قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي خلال الحرب، قائلًا: "في إحدى جلسات المجلس، تقرر أنه إذا طلب العدو وقف إطلاق النار دون شروط مسبقة، فإن إيران ستقبل به". وأوضح أن هذا القرار اتُخذ في اليوم الثامن أو التاسع من الحرب ومن موقع قوة.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية قد نشرت، في 26 يوليو (تموز) الجاري، تقريرًا حول الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، ذكرت فيه أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، هو من أعلن وقف إطلاق النار، بينما كانت إسرائيل على وشك بدء المرحلة النهائية من هجماتها؛ بهدف إسقاط النظام الإيراني.
تنفيذ "الوعد الصادق 3" وموقف باقري
وردًا على الانتقادات بشأن عدم تنفيذ العملية المعروفة باسم "الوعد الصادق 3" للهجوم على إسرائيل، أشار عراقجي إلى جلسة طُرح فيها هذا الموضوع، قائلًا: "أحد الزملاء انتقد عدم تنفيذ العملية، وقال إن الرئيس الإيراني يعارض. فردّ اللواء محمد باقري (رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، الذي قُتل في الهجوم الإسرائيلي) بحزم قائلاً إنه هو المسؤول عن الدفاع عن البلاد، وإذا تأكد من قدرته على حماية البلاد من تبعات العملية، فسيتخذ القرار بنفسه".
وكان القائد السابق لقوة الجو-فضاء التابعة للحرس الثوري أمير علي حاجي زاده، الذي قُتل خلال الحرب مع إسرائيل، قد صرّح في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي بأن عملية "الوعد الصادق 3" ستُنفذ بالتأكيد.
وقال حينها: "البعض يقول إذا لم نتفاوض قد يهاجمون. لا داعي للقلق، لن يجرؤ أحد على فعل شيء". وأضاف: "إذا تم استهداف المنشآت النووية الإيرانية، فستشتعل المنطقة بحريق لا يمكن تصور أبعاده ومداه".