وفي جلسة علنية يوم الأحد 27 يوليو (تموز)، قال النائب عن مدينة إليكودرز، حميد رضا غودرزي، في تنبيه وجهه للمجلس: "عدم حمل الهاتف المحمول أصبح مشكلة للنواب. الناس يتوقعون أن نكون على تواصل معهم ونجيب عن تساؤلاتهم".
وطالب غودرزي هيئة رئاسة البرلمان بالتدخل لحل هذه المشكلة.
ويأتي هذا القرار في سياق تصاعد القلق داخل النظام الإيراني بشأن ما وُصف بتغلغل استخباراتي إسرائيلي واسع في مفاصل الدولة؛ فقد دفعت التقارير عن اختراقات إسرائيلية متكررة للمؤسسات الأمنية والعسكرية الإيرانية، إلى تشديد الرقابة والتدابير الأمنية داخل أجهزة النظام.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطاني في 26 يوليو الجاري، تقريرًا يفيد بأن إسرائيل، على مدى العام الماضي، نفذت سلسلة عمليات استخباراتية وعسكرية معقدة، مكّنتها من التوغل في البنية الأمنية والعسكرية والنووية للنظام الإيراني، وألحقت به "ضربات غير مسبوقة".
وفي 9 يوليو الجاري، حذر المدير السابق لمعهد الدراسات والبحوث السياسية (التابع فعليًا لوزارة الاستخبارات الإيرانية)، عبدالله شهبازي، من مخاطر استخدام المسؤولين الإيرانيين لوسائل الاتصال، قائلاً إن عليهم أن يتجنبوا حمل الهواتف المحمولة خشية التعرّض للاغتيال.
وكتب شهبازي على منصة "إكس": "اتضح الآن أن الموساد لا يكتفي بالقوة الجوية أو الصواريخ والطائرات المُسيّرة الدقيقة، بل هناك أيضًا شبكة إيرانية تابعة له تعمل بنشاط على الأرض داخل البلاد".
رئيس البرلمان الإيراني يدافع عن قرار حظر الهواتف
وردّ رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، على انتقادات النائب البرلماني عن مدينة إليكودرز، مدافعًا عن قرار المنع.
وقال قاليباف: "الموضوع نوقش في هيئة رئاسة البرلمان. وبغض النظر عن البُعد الأمني، نحن نمارس التشريع داخل القاعة، ولا ينبغي استخدام الهاتف المحمول في هذا السياق.. وعلى الجميع أن يعلم أن استخدام النواب للهاتف المحمول داخل قاعة البرلمان أو في اللجان غير ممكن".
وأضاف: "الأجهزة الأمنية أبدت ملاحظاتها بهذا الخصوص، ونحن نتابع الأمر في هيئة الرئاسة لاتخاذ القرار المناسب".
وأكد قاليباف أنه حتى لو تم تجاوز الشواغل الأمنية، فإن هيئة رئاسة البرلمان لا تزال ترى أن استخدام الهاتف المحمول داخل القاعة أمر غير مقبول.
وكانت مهدية شادماني، ابنة علي شادماني، قائد مقر خاتم الأنبياء المركزي الذي اغتالته إسرائيل أثناء حرب الـ 12 يومًا، قد كشفت في 4 يوليو الجاري أن والدها كان يمتنع عن استخدام وسائل الاتصال أو الإقامة في موقع ثابت مثل المنزل.
وقالت في حديث لاحق بعد مقتله: "رصد إسرائيل الدقيق يتجاوز الواتساب وأساليب التجسس التقليدية والفردية".
وكانت قناة "الحدث" الإخبارية قد أفادت في أبريل (نيسان) الماضي، بأن الحوثيين، حلفاء إيران في اليمن، قرروا منع قادتهم من استخدام الهواتف المحمولة.